قذائف «آر بي جي» ومدافع رشاشة وبنادق.. تحقيقات اقتحام قسم كرداسة تكشف مفاجآت

فض اعتصامى رابعة العدوية والنهضة
فض اعتصامى رابعة العدوية والنهضة

كشف أمر إحالة مقتحمي قسم شرطة كرداسة إلى محكمة جنايات الجيزة والتي قضت بإعدام عدد منهم عن نوعية الأسلحة التي استخدمها المتهمون في تدمير القسم ومنشآت الدولة وإنهاء حياة الضباط من شهداء الواجب.  

اقرأ أيضا|| بعد تنفيذ حكم الإعدام.. مذابح دموية ارتكبها مقتحمي قسم شرطة كرداسة

جاء في أمر إحالة المتهمين أنهم قاموا يوم 14 أغسطس 2013، حال كون المتهم رقم 90 "حدث"، إذ اشترك مع المتهمين من الأول حتى الـ185 وآخرين مجهولين، فى تجمهر مؤلف من أكثر من 5 آلاف شخص، من شأنه أن يجعل السلم العام فى خطر، وكان الغرض منه ارتكاب جرائم القتل العمد مع سبق الإصرار والشروع فيه، والتخريب والسرقة والتأثير على رجال السلطة العامة فى أداء عملهم "ضباط وجنود قسم شرطة كرداسة"، باستعمال القوة حال حملهم أسلحة نارية وبيضاء وأدوات تُستخدم فى الاعتداء على الأشخاص، وقد وقعت تنفيذا للغرض المقصود من التجمهر مع علمهم به فى الجرائم الآتية:

أنه فى منطقة كرداسة وانتقاما لفض اعتصامى رابعة العدوية والنهضة، أعدوا أسلحة نارية وبيضاء وقاذفات صاروخية وأدوات مما تُستخدم فى الاعتداء على الأشخاص، وتوجهوا لمقر المركز وحاصروهم بداخله، وما إن ظفروا بهم حتى أطلق المتهم السادس عيارين ناريين صوب أحد المجنى عليهم، وتعدى عليه آخرون من بينهم بأسلحة بيضاء قاصدين إزهاق روحه، ما أودى بحياته، وكان ذلك تنفيذا لغرض إرهابى.

وأعد المتهمون لذلك الغرض الأسلحة والأدوات وتوجهوا لمقر المركز وقاذفوهم بالحجارة وزجاجات المولوتوف، وأشعلوا إطارات السيارات أمام القسم وحاصروهم، وما إن ظفروا بهم حتى أطلقوا صوبهم وابلا من الأعيرة النارية وقذائف المدفعية، قاصدين من ذلك إزهاق أرواحهم، ما أودى بحياة اثنين منهم، واقتادوا الباقين إلى خارج مركز الشرطة وانهالوا عليهم طعنا بالأسلحة البيضاء، وما إن خارت قواهم وسقطوا مضرجين فى دمائهم حتى عاجلوهم بإطلاق عدة أعيرة نارية قاصدين من ذلك قتلهم، وأودت بحياتهم، وكان ذلك تنفيذا لغرض إرهابى.

كما شرعوا وآخرون مجهولون فى قتل المجنى عليهم بأن بيتوا النية وعقدوا العزم على قتلهم، وأعدوا لذلك الغرض الأسلحة والقذائف، وما إن ظفروا بهم حتى أطلقوا وابلا من الأعيرة النارية والقذائف المدفعية واقتادوهم خارج مركز قسم الشرطة، وانهالوا عليهم طعنا بالأسلحة البيضاء، قاصدين إزهاق أرواحهم، وتم علاجهم، وذلك تنفيذا لغرض إرهابى حال كون أحد المجنى عليهم طفلا.

وكشفت المعاينة، أن المتهمين خربوا عمدا مبانى وأملاكا عامة مخصصة لمصالح حكومية "مبنى مركز قسم شرطة كرداسة"، ومدرعات ومركبات الشرطة، بأن استخدموا معدة ثقيلة "لودر" وقذائف "آر بى جى" وزجاجات مولوتوف، وأضرموا النيران بها تنفيذا لغرضهم الإرهابى، كما سرقوا المنقولات المملوكة للمجنى عليه مصطفى إبراهيم وآخرين، وكان ذلك بالطريق العام حال كون المتهمين حاملين للأسلحة.

وقد حرّزت النيابة الأسلحة النارية التى تبين أن بعضها بغير ترخيص، والبعض الآخر مما لا يجوز الترخيص بحيازته أو إحرازه "مدافع - مدافع رشاشة - بنادق آلية - أسلحة نارية مششخنة - مسدسات غير مششخنة - وأفرد الخرطوش" وكان ذلك بأحد أماكن التجمعات، وبقصد استعمالها فى الإخلال بالأمن والنظام العام، كما تبين قيامهم بسرقة الأسلحة والمهمات الشرطية المخصصة لقوات الشرطة من القسم، ومكنوا آخرين مجهولين "مقبوض عليهم" من الهرب.

كما وجهت النيابة تهم الاشتراك بطريق المساعدة مع باقى المتهمين، فى ارتكاب جريمة القتل العمد مع سبق الإصرار، وما اقترن بها من جرائم أخرى، وحيازة وإحراز أسلحة نارية وذخائر، وأنهم أمدوهم بعدة أسلحة نارية وذخائر، مما استخدم فى اقتراف الجريمة، مع علمهم بها.

تعود تفاصيل هذه الواقعة الأليمة إلى عام 2013، عقب فض اعتصامي النهضة ورابعة العدوية، اللذين نظمتهما جماعة الإخوان الإرهابية، والتي بدأت فور فض الاعتصام، حيث حاصر عشرات العناصر المنتمية للجماعة الإرهابية مركز قسم شرطة كرداسة، فيما حاول الضباط إطلاق الأعيرة النارية في الهواء لتفريق التجمهر، لكن كل محاولتهم باءت بالفشل حيث اقتحم المتهمين قسم الشرطة، وقاموا بقتل الضباط والأفراد والتمثيل بجثامينهم وسرقة الأسلحة الخاصة بهم لتعرف الواقعة إعلاميًا بـ«مذبحة كرداسة» وأسفر الاعتداء الذي وثقته كاميرات عدد من الصحفيين والأشخاص لحظات التمثيل بجثامين الشهداء.

فى تلك المذبحة راح عدد من رجال الشرطة دفاعاً عن القسم، وهم العميد محمد جبر، مأمور المركز، والعقيد عامر عبد المقصود نائب المأمور، والنقيب هشام شتا، والملازم أول محمد فاروق، معاونا المباحث، و4 من الأمناء و6 مجندين آخرين، إيهاب أنور المرسى، ومحمد السيد أحمد، وأكرم عيد حفنى، ومحمد محمد فهيم بدوى، وهشام إبراهيم بيومى، ومعتمد سلطان عباس، وعماد السيد محسن، وتامر سعيد عبد الرحمن، ورضا عبد الوهاب محمد، وإبراهيم عطية على زيتون، ومصطفى أحمد شيخون، الذين تصادف مرورهم بمحل الواقعة عمدا مع سبق الإصرار، بأن بيتوا النية وعقدوا العزم على قتل قوات الشرطة المتواجدين بمركز شرطة كرداسة انتقاما لفض اعتصامى رابعة والنهضة.

كانت محكمة جنايات القاهرة، قضت في يوليو من العام 2017، بإصدار أحكام بحق 156 بالقضية منها السجن المؤبد لـ80 متهمًا، والمشدد 15 عاما لـ34 متهما، والسجن 10 سنوات لطفل، وبراءة 21 متهما، وإعدام 20 متهما بالقضية، وهو الحكم الذي أيدته محكمة النقض.