مصادر: الشيخ حافظ سلامة أصيب بفيروس كورونا قبل وفاته

الشيخ حافظ سلامة
الشيخ حافظ سلامة

أكدت مصادر مقربة من الراحل الشيخ حافظ سلامة قائد المقاومة الشعبية، أنه قد أصيب بفيروس كورونا في 13 أبريل الماضي، وتم نقله بسيارة إسعاف للمستشفى.

وأوضحت المصادر أن الشيخ حافظ سلامة كان يعاني من عدم انتظام في ضربات القلب وانخفاض نسبة الأكسجين في الدم وصلت لـ٧٠%، وجرى نقله إلى مستشفى إمبابة ثم مستشفى عين شمس التخصصي وأخيرا استقر بمستشفى الدمرداش بجوار مسجد النور بناءا على طلبه.

وخضع الشيخ حافظ سلامة لبرنامج علاجي مكثف بعد وضعه على جهاز للحفاظ على نسبة الأكسجين في الدم.

يشار إلى أن الشيخ حافظ سلامة قد توفي مساء اليوم الاثنين.

ويعد سلامة من رموز المقاومة الشعبية في مصر خاصة بعد دوره في حرب الاستنزاف وصمود السويس ١٠٠ يوم وكان أحد أسباب عدم استسلام مدينة السويس الباسلة عقب الثغرة في حرب أكتوبر ٧٣ وصمود المدينة أمام الحصار.

ولد حافظ علي أحمد سلامة في 25 ديسمبر عام 1925م بمدينة السويس، وكان الرابع بين أبناء الحاج علي سلامة تاجر الأقمشة.

وكعادة معظم أهل مصر وقتها أرسله أبوه إلى أحد الكتاتيب وبعدها انتقل إلى المراحل التعليمية المختلفة إلى جانب عمله في محل الأقمشة الذي يملكه والده.
وأثناء الحرب العالمية الثانية التي دارت رحاها بين قوات الحلفاء والمحور كانت السويس -مدخل القناة- هدفًا لسلاح الطيران الألماني، وباعتبار أن مصر خاضعة للاحتلال الإنجليزي في هذه الظروف اضطر والد "حافظ" أن يهجر السويس بأسرته مع كثير من الذين هجروا المدينة مع تصاعد أحداث الحرب.

رفض حافظ سلامة وكان عمره وقتها 19 عامًا الهجرة إلى القاهرة وألح على والده البقاء في المدينة لكي يباشر العمل في محل الأقمشة بما يوفر نفقة المعيشة لأسرته في القاهرة، فبقي في السويس ليرى بعينه ويسمع بأذنه فصلاً من أحداث الحرب العالمية الثانية، ولم ينأ بنفسه عن المعركة بل اختار دورًا في عمليات الدفاع المدني لمساعدة الجرحى والمصابين وإنقاذ ما يمكن إنقاذه من الأهداف المدمرة. ولقد أنضجت الحرب تصور حافظ سلامة للواقع السياسي ومنحته الجراءة في مواجهة المواقف الصعبة لينتقل بعد ذلك لدور أكثر أهمية وأشد خطورة.

ففي عام 1944م كانت مقاومة الشباب الفلسطيني للاحتلال تشتد بعد ما نكث الإنجليز وعدهم بالانسحاب بسبب ارتباطهم بوعد بلفور وكان حُجاج فلسطين يمرون على مدينة السويس أثناء ذهابهم إلى الأراضي المقدسة عن طريق خط السكة الحديد الذي كان يصل بين القدس وميناء السويس، وتعرف "حافظ" على أحد هؤلاء الفلسطينيين الذي طلب منه مده بكميات من حجارة الولاعات التي تستخدم في عمل القنابل. وفي إحدى المرات قبض على حافظ وبعض رفاقه أثناء قيامهم بهذه العمليات وحوكموا محاكمة عسكرية قضت بسجنهم لمدة 6 أشهر مع الأشغال.. وبعد توسط بعض أمراء الأسرة المالكة في مصر تم الإفراج عنهم بعد 59 يومًا من هذا الحكم.

وحين وقع العدوان بدأ حافظ سلامة في بث جرعات إيمانية وروحية في قلوب المواطنين من خلال توجيه قوافل من كبار الدعاة في مصر لغرس مبادئ الإسلام في حب الشهادة وحتمية استعادة الأرض المسلوبة.

ويمكن أن يعد الدور الذي لعبه حافظ سلامة أثناء حرب أكتوبر عام 1973 من أهم أدوار حياته لما كان له من أهمية في تاريخ مصر والأمة العربية.. يصف سعد الدين الشاذلي رئيس أركان حرب القوات المسلحة وقت الحرب هذا الدور قائلاً: "إن الشيخ حافظ سلامة رئيس جمعية الهداية الإسلامية، إمام وخطيب مسجد الشهداء، اختارته الأقدار ليؤدي دورًا رئيسيًّا خلال الفترة من 23- 28 أكتوبر عام 1973م عندما نجحت قوات المقاومة الشعبية بالتعاون مع عناصر من القوات المسلحة في صد هجمات العدو الصهيوني وإفشال خططه من أجل احتلال المدينة الباسلة".

اقرأ ايضا| حرب فلسطين و1967.. أهم المعارك التي خاضها «الشيخ حافظ سلامة»