من التاريخ.. السلطان الذى لم يُعثر على جثمانه

< مسجد السلطان حسن بالقاهرة
< مسجد السلطان حسن بالقاهرة

الناصر أبو المعالى «حسن بن محمد بن منصور قلاوون» هو الابن الثامن من أبناء السلطان الناصر محمد بن منصور قلاوون.

وعنه يقول الدكتور عبد المقصود باشا أستاذ التاريخ الإسلامى بجامعة الأزهر: ولد السلطان حسن سنة 735هـ، والده السلطان الناصر «محمد بن قلاوون» صاحب أزهى فترات الدولة المملوكية، توفى سنة 741هـ، وخلفه 6 من أبنائه لا يكاد يستقر أحدهم على الملك حتى يعزل أو يقتل حتى جاء الدور على الناصر حسن فتولى السلطنة فى 748 هـ، صبيا فقير الخبرة قليل التجارب، غير قادر على مواجهة الأمراء وتصريف الأمور، وكان يدبر الأمر الأميران «منجك، وأخوه بيبغا أرس».

وأكمل: "شاء الله أن تشهد السنة الثانية من حكم السلطان المغلوب على أمره ظهور الوباء الذى اشتد بمصر وفتك بمئات الألوف وعانى الناس من الضرائب والإتاوات التى فرضها عليهم الأميران الغاشمان؛ فاجتمع على الناس شدتان: شدة الموت، وشدة الجباية".

وتابع: "في 751 هـ، أعلن القضاة أن السلطان بلغ سن الرشد، وأصبح آهلا لممارسة شئون الحكم دون وصاية، وما كاد يمسك بمقاليد الأمور حتى قبض على الأميرين وصادر أملاكهما، وكان هذا نذيرا لباقى الأمراء، فخشوا من ازدياد سلطانه واشتداد قبضته على الحكم، فسارعوا وخلعوه عن العرش فى 752هـ، وبايعوا أخاه الملك صلاح الدين وكان فتى لم يتجاوز الرابعة عشرة من عمره".

وأضاف: "لم يكن حظ السلطان الجديد أسعد حالا من أخيه السلطان حسن، فكان مقيد التصرف، فتجمعت السلطة فى يد الأميرين «صرغتمش وشيخون»، وحاول أحد الأمراء الاستعانة بالسلطان لخلعهما والقبض عليهما لكنهما سارعا بالقبض على السلطان وإعادة أخيه الناصر حسن إلى الحكم مرة أخرى سنة 755هـ، ولما تولى الحكم وكان قد صهرته التجارب أصبح سلطانا بلا منازع، وباشر شئون الدولة بنفسه دون تدخل من أحد، وذلك لم يدم طويلا، إذ نازعه مملوكه الأمير يلبغا العمرى الذى نجح فى القبض عليه وقتله فى سنة 762هـ، وكانت مدة ملكه الثانية 6 سنوات و7 أشهر".

وقتل السلطان حسن قبل انتهاء بناء مسجده الموجود بالقلعة، ولم يعثر على جثمانه ودفن ولداه فيما بعد فى الضريح الذى بناه فى المسجد خصيصا.