قصر الخرنفش.. «كعبة» الأعيان والكُبراء في القاهرة الفاطمية

قصر الخرنفش.. "كعبة" الأعيان والكُبراء في القاهرة الفاطمية
قصر الخرنفش.. "كعبة" الأعيان والكُبراء في القاهرة الفاطمية

لمع نجم القاهرة الفاطمية بتفاصيلها في العصر العباسي وشهدت العديد من قصورها ذات الطابع الإسلامي العتيق طقوسا روحية تبعث الأمان والطمأنينة في النفوس تفوح منها رائحة البخور والعطور في جو ممزوج بالروحانيات بين ترتيل القرآن والابتهالات.

 

ولقصر الخرنفش في القاهرة الفاطمية طابع خاص فكان ملتقى لجميع الجنسيات في ليالي الشهر الفضيل، بحسب ما ورد في جريدة الأخبار في 8 نوفمبر 1970.

 

ويعود قصر الخرنفش للعصر العباسي؛ حيث كان يسكنه عباس الأول قبل توليه الحكم، وعندما هدمت قصور البكريين المطلة على بركة الأزبكية منحت الحكومة القصر لشيخ البكريين كجزء من قيمه أملاكه التي انتزعت منه. 

 

وبحلول الشعر الفضيل كانت ساحة القصر تزخر بالكثير من المصريين والأجانب يفدون إليه ليستمتعون بترتيل القرآن من أشهر القراء ورائحة البخور تفوح من كل أركان المكان وأنوار المصابيح تمحو ظلام الليل.

 

اقرأ أيضًا| سيدة مصرية.. أذنت للجن بالدخول فزارها كل ليلة

 

أما ما يحدث في ليلة القدر فحدث به ولا حرج ففي تلك الليلة المبروكة ترى ساحة القصر، وقد فرشت الحُصّر وامتلأت برجال الطرق الصوفية رافعين أصواتهم بالتكبير والتهليل في حضرة شيخ البكريين جالسا على كرسى مرتفع مرتديا جبه خضراء وعلى كتفه شال من أفخر أنواع الكشمير وعلى رأسه تاج في شكل عمامه كبيرة من الأطلس لونه بين الخضرة والصفرة يقف بجانبه كل من الكاتب والحاجب يأّذن بالدخول فيتقدم كل شيخ طريقة ووراؤه اتباعه وهم يرددون: (اللّه.. اللّه).

 

وتستمر حلقات الذكر حتى يحين موعد السحور فيهم الجميع بالإنصراف ويبقي مشايخ الطرق لتناول السحور بدعوة من شيخ البكرية.

 

وفي عام 1982 صدر مرسوم خديوي بتعيين محمد توفيق البكري شيخا للسجادة البكرية وشيخا لمشايخ الطرق الصوفية ونقيبا عاما للإشراف بالديار المصرية، فكان أول شيخ لمشايخ الطرق يجمع بين الثقافتين الإسلامية والأوروبية.

 

كان قصر الخرنفش في أيامه كعبة يقصدها الأعيان والكُبراء في الشهر الفضيل في حضور الأدباء والشعراء هائمين في الأجواء بتواشيح وابتهالات متدبرين للآيات.

 

يذكر أن هناك حي يعرف باسم حي الخرنفش ما زال موجود حتى وقتنا هذا ويقع على إحدى جنبات شارع المعز واشتهر أيضا باسم دار كسوه الكعبة؛ حيث كانت كانت تخرج كسوة الكعبة منه في احتفال بهيج قبل وصولها إلى الأراضي الحجازية فى خمسينيات وستينيات القرن الماضي.

 

المصدر: مركز معلومات أخبار اليوم