نائب رئيس منتدى أئمة فرنسا: رمضان الحالى أفرز شباباً متديناً من غير الملتحين

حسين درويش نائب رئيس منتدى أئمة فرنسا
حسين درويش نائب رئيس منتدى أئمة فرنسا

حوار : محمد زيان

الفرنسيون معجبون بصبر المسلمين.. وماكرون يعلم الثقل الانتخابى للجالية المسلمة
حياة المسلمين الفرنسيين مستقرة.. والمشكلات سببها اتهامات الإرهاب التى يروجها الإعلام المغرض
الجالية العربية تساند مصر ضد سد النهضة.. والجمعيات الجزائرية طالبت دولها بإرسال عسكريين وفنيين إلى القاهرة

    
كيف استقبل المسلمون بفرنسا شهر رمضان هذا العام، في ظل جائحة كورونا، وكيف يصلون في ظل هذه الأزمة، هل تمنحهم الحكومة الحق في إقامة الشعائر في ظل حالة الإغلاق التي تعم التراب الفرنسى، وكيف يمارس المسلمون عباداتهم فى ظل اتهام الإسلام بالإرهاب والهجوم الذي يتعرض له في فرنسا.. وماذا عن ارتكاب جرائم إرهابية تلتصق بعموم المسلمين فى فرنسا.. أليس شهر رمضان فرصة لتقديم صورة حقيقية للدين بعيداً عن العنف والدم؟


أسئلة كثيرة طرحناها على الإمام «حسين درويش»- نائب رئيس منتدى أئمة فرنسا وإمام مسجد «نيم»، فإلى تفاصيل الحوار..

اقرأ أيضا| هل يجوز الإفطار لأصحاب الأمراض المزمنة في ظل ظروف كورونا؟.. «الإفتاء» تجيب


** كيف استقبل المسلمون فى فرنسا رمضان هذا العام؟


رمضان هذا العام مثل سابقه، يأتى للمرة الثانية فى ظروف استثنائية مع جائحة كورونا، العام الماضى كانت وطأته شديدة علينا وعلى الجميع، فلم نصل التراويح ولم ننظمها أصلاً، وكنا خائفين على أنفسنا لأن المرض كان في بدايته ودخل علينا بقوة أوقفت كل الشعائر الدينية.


** هل هناك مظاهر للاحتفاء برمضان هذا العام؟
هذا العام، المسلمون كغيرهم مع ظهور اللقاح، وأصبح تعايشهم مع المرض مثل بقية الناس، لكن المسلمون نظموا أنفسهم بشكل أفضل من العام الماضي من ناحية العبادات والخدمات الاجتماعية في فرنسا والجمعيات الدينية الإسلامية تقوم بأعمال في هذا الشهر الكريم من توزيع الوجبات ونشاطات تنظيم الصلوات وغيرها.


** هل تقوم الدولة الفرنسية بواجبها تجاه المسلمين، بشأن ما يواجهونه من تضييق وتجاهل للشعائر الدينية؟
الحكومة الفرنسية لم تكن متعاونة مائة بالمائة ووقع سوء فهم من جانب المسلمين الذين لا يحترمون القانون، ومن جانب الحكومة لعدم تفهمها الدين الإسلامى ووقعت مصادمات بين الشرطة وبعض المسلمين في بعض المناطق، لكن عموما تسير الأمور بشكل أفضل من العام الماضى، والمسلمون متشبثون بدينهم، لأن البعد عن المساجد بخاصة للنشء والجيل الصغير مع تشبثهم بهويتهم العربية والإسلامية، يتسبب في خطورة الفهم الخاطئ للدين، والذين ينشطون ليسوا أصحاب اللحى وغيرهم لكن الشباب المولود بفرنسا صار متعطشاً للدين ونظموا أنفسهم فى مجموعات للعمل مع الجمعيات لتوزيع مواد رمضان، وفي البيوت والفيلات يتجمع حوالي 15 إلى 20 شخصاً للصلاة حتى لا يفقدوا روحانية ومظاهر التدين في رمضان.


** فى ظل قانون احترام قيم الجمهورية والانعزالية، كيف يقضي المسلمون شهر رمضان؟
فقط حينما تدخل وسائل الإعلام المغرضة على الخط وتتهم الإسلام والمسلمين بالإرهاب وهذه التهم المعلبة تفسد العلاقات بين المسلمين والدولة الفرنسية، لكن عموماً الأمور مستقرة رغم خطاب ماكرون الذى جرح فيه عاطفة المسلمين فإنه تهجم على الإسلام وقال إنه في أزمة عالمية، فبعدها قامت الحكومة وحزب الرئيس ماكرون بالتصالح مع المسلمين، فالدنيا مصالح فقد فعلت الحكومة وحزب الرئيس الكثير للتودد للمسلمين قبل الانتخابات وهذا ما ننتظره ودائماً نسعى إليه أن تمر الاحتفالات واحترام أبناء الجالية حين يوزعون الوجبات، وتقدير من طرف غير المسلمين للمسلمين الذين يصومون، الفرنسيون ينظرون إلينا بإعجاب وتقدير كبيرين على أن لدينا قوة وصبراً ومؤمنين وكثير من غير المسلمين يدخلون الإسلام بسبب ما يرونه من إيمان وصبر عند المسلمين.


وانظر إلى ما حدث، كانت هناك تصريحات من جانب مديرية الأمن الفرنسي مهمة، تقول إن السرقة وبيع المخدرات والشجارات التى تحدث فى الأحياء العربية تقل فى شهر رمضان، وجاء إلينا بعض رجال الشرطة وقالوا نتمنى أن يكون كل العام رمضان وكأنهم ينطقون بلسان النبى، الذى قال «لو علمتم ما فى رمضان من خير لتمنيتم أن يكون العام كله»، الآن غير المسلمين هم الذين يتمنون العام كله رمضان.


** كيف تقدمون الفتوى للمسلمين إذا كانت المساجد مغلقة؟
بالنسبة للفتاوى والتواصل بين الأئمة والناس فهى موجودة بالفعل، حتى في ظل الإغلاق، والإنترنت يسهل هذا ووسائل التواصل، لكن المشكلة أن بعض المساجد يسيطر عليها من هم ليسوا أهل الفتوى لكن فى شهر رمضان هناك رجوع كبير لأبناء المسلمين إلى الدين ونتمنى ألا يعودوا للتطرف والإرهاب ويستخدم ضدنا وضد الإسلام فى فرنسا.


** فى ظل وصف الإسلام بالإرهاب والمسلمين كذلك، ما مهمتكم في رمضان، وهل تقدرون على توصيل رسالة صحيحة؟
صراع القوى السياسية والقوى العميقة يعمل على أن يبقى الإسلام دائماً مهدداً للمجتمعات الغربية لأنهم يخشونه ويخافونه، لكنها أمور نسبية ورمضان فرصة لأن المسلمين يوزعون على جيرانهم غير المسلمين الشوربة والوجبات.


** ذكرت أن الشباب مقبل على الإسلام، هل حانت الفرصة لكم لتقديم صحيح الإسلام فى فرنسا؟
الشباب يعمد إلى الإسلام، لكن هناك جماعات سياسية تبشر بالإسلام تستعمله لتصفية حسابات مع فرنسا وهذا خطر على وجود الإسلام والمسلمين في فرنسا ونحن نريد تحرير الناس من عبادات القمار والخمارات رحمة بهم وحباً فيهم إلى حديقة الإيمان، لكن هذه الجماعات متحالفة مع دول لها حساباتها السياسية والدينية وهذا ما يخلف مشاكل بيننا وبين فرنسا والفرنسيين.


** فيما يخص أزمة سد النهضة، كيف ينظر المجتمع المسلم في فرنسا للأزمة، وهل تتطرقون لذكرها والضرر الواقع على مصر وشعبها؟
بالنسبة لقضية سد النهضة، فإن الجالية المسلمة واعية وتقف مع مصر شعباً وحكومة، وقد عقدت بعض الجمعيات الجزائرية والمصرية اجتماعاً، وأعلنت تضامنها مع مصر وحقها في مياه النيل ،الجالية صارت واعية تماماً بعد اجتماع مؤامرة سد النهضة ومن يقف وراء إثيوبيا التي هى أقل من أن ترفع عينها في وجه مصر وجيشها.


الجالية العربية والمسلمة في فرنسا تعرف من يقف وراء إثيوبيا من دول تبدي الصداقة لمصر لكنها تلعب لمصالحها الخاصة، وهناك جمعيات جزائرية أرسلت للدولة الجزائرية تطالبها بالوقوف مع مصر حتى لو تطلب الأمر إرسال خبراء عسكريين أو فنيين، فهم وقفوا معنا فى حربى 1967 و1973.