صاروخ «ديمونا» يكشف إصرار إسرائيل على المواجهة مع إيران

خريطة توضح المسافة بين موقع اطلاق الصاروخ ومكان سقوطه
خريطة توضح المسافة بين موقع اطلاق الصاروخ ومكان سقوطه

فشلت منظومات الدفاع الجوى الإسرائيلية فى اعتراض صاروخ من طراز «إس ايه 5» قالت إسرائيل إن عناصر إيرانية أطلقته من ضواحى دمشق، وسقط على بعد 30 كيلومترا من مفاعل ديمونا فى صحراء النقب..

الحادث فرض علامات استفهام كبيرة، تقاطعت مع رغبة تل أبيب فى التصعيد مع إيران، وسعيها لإحباط مفاوضات أمريكية - إيرانية مزمعة فى العاصمة النمساوية فيينا، بحسب تسريبات عبرية، لإحياء الاتفاق النووى المبرم مع طهران منذ عام 2015، مقابل رفع العقوبات الأمريكية عن الدولة الفارسية.

وشكك مراقبون فى ترويج إسرائيل لإخفاق ثلاثية دفاعاتها الجوية «القبة الحديدية»، و«العصا السحرية»، و«حيتس» فى اعتراض الصاروخ؛ ودار الشك حول كيفية إطلاق صاروخ لمدى 295 كيلو مترا من دمشق، فى الوقت الذى لا يتجاوز مداه الفعلى 200 كيلو متر، بحسب موقع «دبكا» العبري، وهو ما يلغى من الأساس فكرة إطلاقه من ضواحى العاصمة السورية!

وفى إطار مناقشة المعلومات التى روَّجت لها إسرائيل، تساءل المراقبون: إذا كان الصاروخ الذى يدور الحديث عنه، عبَر الجنوب السوري، ثم إلى الأردن، ومن هناك إلى المجال الجوى الإسرائيلى شمال القدس، واتجه جنوبًا صوب ديمونا، فكيف عجزت الدفاعات الجوية الإسرائيلية عن اعتراضه، خاصة فى الوقت الذى تؤكد فيه دوائر إسرائيل العسكرية قدرة دفاعاتها الجوية على اكتشاف موقع انفجار الصاروخ قبل وصوله للهدف.

ولا تجد المصادر الإسرائيلية ما يبرر معلوماتها، إلا بادعاء تأخر الدفاعات الجوية فى التعامل مع الصاروخ قبل وصوله إلى الهدف، وتأكيد إعلان حالة الطوارئ، وإجراء تحقيقات موسعة داخل الجيش الإسرائيلي، للوقوف على أسباب «القصور».

ويرى مراقبون أن «تراخي» إسرائيل فى التعامل مع صاروخ SA-5، يمنحها اتساعًا فى دائرة المواجهة مع إيران، لا سيما أنه يأتى فى أعقاب استهداف عناصر كوماندوز إسرائيلية لسفينة الاستخبارات والقيادة الإيرانية «تشافيز» قبالة سواحل إريتريا فى مياه البحر الأحمر.

توازيًا مع الصراع العملياتي، وفيما وُصف بـ«المعركة الأخيرة» لإحباط إصرار إدارة بايدن على إحياء الاتفاق النووى مع إيران، يتوجه رئيس مجلس الأمن القومى مئير بن شابت، ورئيس الأركان أفيف كوخافي، ورئيس الموساد يوسى كوهين إلى واشنطن، للاطلاع على نوايا الإدارة الأمريكية بخصوص الاتفاق المزمع مع إيران، إذ ترى إسرائيل فى العودة الكاملة للاتفاق المبرم عام 2015، ورفع العقوبات عن إيران بشكل كامل هو السيناريو الأسوأ، وتعتبر ذلك تدميرًا لأدوات الضغط المستقبلية، سيما عند الحاجة إلى إجراء تعديلات على الاتفاق.

فى المقابل، تشعر الولايات المتحدة بخيبة أمل من سلوك إسرائيل، وتتهمها بمحاولات إفشال المحادثات فى فيينا عبر أنشطتها ضد أهداف إيرانية، خاصة بعد إعلان رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو خلال إحياء مراسم المحرقة النازية أن إسرائيل ليست ملومة بالاتفاق النووى مع إيران.