الرواق الأزهري.. الماضي والحاضر في مواجهة طيور الظلام

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

أروقة الأزهر الشريف منارة علمية مضيئة في سماء الأزهر والقاهرة كانت منذ أول عام بداية العلوم الدينية والشرعية في العالم الإسلامي، واليوم يعود إليها رونقها وضيائها لتستكمل مسيرة نشر صحيح الدين فى مصر والعالم.

بدأت الأروقة مع بداية الجامع الأزهر وكانت تتضح في العمود وهي جلسات مصغرة للطلاب يعطي فيها المشايخ الدروس للطلاب من جميع أنحاء العالم وهناك رواق المغاربة والشوام من خارج مصر، ورواق الصعايدة من مصر..

 

اقرأ أيضا| أحمد كريمة: الإخوان «ملعونون» وجريمتهم مذكورة فى القرآن

بهت دور الأروقة سنوات طويلة خرجت فيها من تحت عباءة الأزهر وقبعت فى وزارة الأوقاف ويعود الرواق إلى الأزهر ليحتل مكانته ويلعب دوره القوى فى إحياء الصلة والتواصل بين الناس والأزهر.


فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر اعتمد خريطة بافتتاح أروقة جديدة فى جميع المحافظات والقرى والنجوع لكل من يرغب فى دراسة علوم الدين على منهج الأزهر فقد آن الأوان أن نصحح المفاهيم ونقتلع عوار الفكر الشاذ والمتطرف من العقول والرواق يدرس فيه العلوم الدينية والاجتماعية واللغات ولم يقتصر دوره على تدريس العلم الشرعى أو اللغة العربية فقط بجانب تحفيظ القرآن الكريم وهو المقصد الأساسى فى جامع الأزهر ككل.

الدكتور عبدالمنعم فؤاد المشرف العام على الرواق الأزهرى يقول: الأروقة جزء أصيل من تاريخ الأزهر وستبقى مادام الأزهر فهى جامعة عالمية تضم أروقة الأتراك والصينيين والبرابرة والأحباش والشاميين وشمال أفريقيا وأروقة مصرية للصعايدة والمنايفة والفشينة والفيومية.. وكانت الأروقة فى الماضى تتكفل بالطلبة القادمين من جميع بقاع العالم فتوفر لهم الطعام والسكن والمرتبات.. ومن الطبيعى أن يخرج من تلك الأروقة كبار علماء المسلمين أمثال الإمام النووى وابن حجر العسقلانى وابن خلدون وكذلك الإمام السيوطى، السخاوى وغيرهم كثر، وحديثاً كان للأروقة فضل فى ظهور عمر مكرم ورواد النهضة فى مصر والعالم الإسلامى مثل رفاعة الطهطاوى ولدينا شيوخ الأزهر الأجلاء جاد الحق على جاد الحق، عبدالحليم محمود، محمد الغزالى، أحمد الطيب.

الرواق الأزهرى اليوم تحول إلى مشروع علمى ضخم يوفر للأزاهرة وغير الأزاهرة علوم الشريعة والفقه والحديث واللغة والتصوف من خلال كبار أساتذة الأزهر وعلماء بأسلوب يناسب المتلقى ولا يستثنى أحداً سواء كبار أو صغار، فالدروس تستهدف الجميع ولا ترفض طالب علم وهكذا نصحح المفاهيم ونحارب الفكر المتطرف والغلود الشذوذ بالأسلوب الأمثل ألا وهو الكلمة فى مواجهة الكلمة ولكن شتان بين كلمة حص وكلمة الباطل.

الرواق يعيد الجامع الأزهر إلى كامل نشاطه العلمى والدعوى والثقافى والاجتماعى، ويعيد الأروقة كاملة العدد كما كانت فى الماضى وفق خطط مرحلية مدروسة وفتح المزيد من الفرص لطلاب العلم من مختلف الأعمار والفئات والجنسيات لتلقى العلم الشرعى بقواعد المنهج الأزهرى المعروف بنقائه وبعده عن التطرف الفكرى والإنغلاق الطائفى.. أروقة الأزهر إذا عادت بكامل قوتها وعنفوانها ستكون أهم رافد علمى تنويرى للأزهر يشع نوره فى العالم وليس بمصر وحدها لأنه خطوة واقعية وترسيخ لمرجعية الأزهر العالمية وإرساء لريادته التاريخية ثم إنه ضرورة ثقافية وحضارية ستعيد الأمور إلى نصابها وتحجم الفكر المتطرف وتجعله من الماضى البعيد.