الدكتور يحيى حسن الباحث فى الآثار والإنثروبولوجيا: تراث العطارة يحتاج للتوثيق

حارة الحمزاوى
حارة الحمزاوى

القيمــــة الـــــتراثيـــــة للأســـــــواق التاريخية لا تقدّر بثمن خاصة مع ارتباطها بالمهن العريقة التى انتقلت معارفها عبر الأجيال، هذا ما يؤكده الدكتور يحيى حسن الباحث فى الآثار والإنثروبولوجيا، موضحًا أن العطارة تعد من أهم المهن الموجودة فى القاهرة الفاطمية، والتى كان لها تأثير كبير فى النسيج المجتمعى للمنطقة لما كان للعطّار من مكانةٍ فى الثقافة الشعبية.
كل مدينة كانت لها أسواقها التى تلبى احتياجات ولوازم المجتمع، وغالبًا ما كانت تُخصص حارات محددة تجمع أبناء المهنة، أو تكون على شكل قيسارية التى عبارة عن مجموعة دكاكين تحت سقف واحد، وغالباً تكون الأسواق قريبة من القصور أو بوابات المدن لتيسير النقل ومسارات الحركة.
يتابع: اتخذت أسواق العطارة تاريخيًا مواقع وتجمعات متعددة فى الحقب الفاطمية والأيوبية والمملوكية، منها المنطقة المواجهة لخان الخليلى وشارع الجدارية وصولاً إلى حارة الحمزاوي، التى تعاقبت عليها مهن تجارية مختلفة خلال عدة قرون منها تجارة النسيج والأقمشـــة، حــــيث كان ليعقوب بن كلس وزير الخليفة العزيز بالله الفاطمى وكالة للنسيج والحرير هناك، وتحوى الآن السوق الأقدم للعطارة فى المنطقة.. يضيف: الإرث الكبير لهذه المهنة خاصة الموجود لدى قِدامى العطارين فى خبراتهم ومعارفهم يحتاج إلى توثيق، ويضيف ذلك للتراث المصرى اللامادى والذى يرتبط بالمهن والحِرف التراثية، ويمكن العمل على ذلك باعتباره أحد مباحث دراسات الفلكلور والتراث الشعبي. ومن المهم جدًا الحفاظ على أصالة هذه السوق لما لها من قيمة كبيرة، فالدول تُحافظ على أسواقها العريقة وتعمل على تأهيلها لفتح آفاق جديدة للسياحة، أدعو للارتقاء بسوق العطارين ووضعها ضمن مسار الخريطة السياحية فى القاهرة التاريخية، وتنسيق محاور الحركة حتى يسهل الوصول إليها بشكل انسيابى.