في يوم الأسير.. 4500 فلسطيني يقضون رمضان في سجون الاحتلال

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

في غرفٍ معتمةٍ تغيب عنها ضوء الشمس كما تغيب شمس الحرية عن ساكنيها، والتي تشرق داخل قلوبٍ تنادي بحلم وطنٍ اسمه فلسطين، يتعاقب الأسرى الفلسطينيون في سجون الاحتلال الإسرائيلي، جيلًا بعد جيلٍ، يرى بأعينه معاناة من سبقوه بنفسه، لحكاية لم تُبتر أواصلها في عقيدة التنكيل الإسرائيلية بحق الشعب الفلسطيني.  

ومع ذلك، لا زرد السلاسل يحول دون تمسك هؤلاء بالثبات من أجل وطنهم، ولا غرفة التوقيف تمنع الأحلام وتقتل الآمال، فالصمود عند الأسرى الفلسطينيين هو عنوانٌ في صفحةٍ منتهاها أن "الليل زائل".

ويحيي الفلسطينيون، اليوم السبت 17 أبريل، يوم الأسير الفلسطيني، والذي يصادف السابع عشر من شهر أبريل من كل عامٍ، والذي يتزامن هذا العام مع حول شهر رمضان المبارك منذ سنواتٍ

ولا يزال آلاف الأسرى الفلسطينيين، بمختلف أعمارهم، من بينهم نساءٌ وأطفالٌ، يقبعون في سجون الاحتلال الإسرائيلي، دون أن يُتاح له الفرصة للتمتع ببهجة شهر رمضان وسط الأهل والأحبة.

4500 أسير حاليًا

وفي غضون ذلك، يقول المجلس الوطني الفلسطيني إنه منذ عام 1967 اعتقل الاحتلال نحو مليون فلسطيني، وهي النسبة الأعلى في العالم، لافتًا إلى أنه ما يزال يحتجز في سجونه نحو 4500 أسيرًا، بينهم 140 طفلًا، و41 فتاة وامرأة.

ويتابع المجلس الوطني، في بيانٍ صادرٍ عنه، أن هناك أكثر من 700 أسير يعانون من أمراض مختلفة، ومنهم 440 معتقلًا إداريًا دون تهمة أو محاكمة، موزعين على قرابة 22 سجنًا ومعتقلًا ومركز توقيف.

ويؤكد المجلس الوطني الفلسطيني أن الأسرى يتعرضون لانتهاكات جسيمة، منها التعذيب الجسدي والنفسي والعزل الانفرادي، والإهمال الطبي المتعمد والحرمان من الزيارات، في انتهاك صارخ للاتفاقيات الدولية والإنسانية ذات العلاقة، مضيفًا أنه مع انتشار جائحة كورونا، ارتفعت إصابات الأسرى إلى 368 إصابة، نتيجة تدني الرعاية الصحية وإجراءات الحماية، وشح أدوات الوقاية، مما أدى لاستشهاد 4 أسرى داخل سجون الاحتلال خلال 2020.

550 مريضًا

ويتواصل اعتقال الأسرى الفلسطينيين مع استمرار تفشي جائحة كورونا، التي أصابت أكثر من 836 ألف شخص في دولة الاحتلال، وأودت بحياة 6315 منهم، وذلك في ظل مخاوف على حياة عدد من الأسرى الفلسطينيين، خاصةً أن عددًا منهم يعاني من أمراض مزمنة.

وفي هذا السياق، يقول عبد الناصر فروانة، مدير وحدة الدراسات والتوثيق بهيئة شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينية، إن المعطيات الإحصائية تشير إلى تواجد قرابة 550 أسيرًا يعانون من أمراض مختلفة في سجون الاحتلال، منهم العشرات ظروفهم صعبة للغاية، حيث يعانون من أمراض مزمنة وخطيرة، كالسرطان والقلب والفشل الكلوي والشلل، وهؤلاء بحاجة إلى رعاية طبية مناسبة وتدخل علاجي عاجل لإنقاذ حياتهم.

ويشير فروانة، وهو أسير محرر، إلى أن نحو 543 أسيرًا يقضون أحكامًا بالسجن المؤبد "مدى الحياة" مرة واحدة أو عدة مرات، وأعلاهم حكمًا الأسير عبد الله البرغوثي، والذي صدر بحقه حكما بالسجن المؤبد 67 مرة.

ويضيف فروانة أن من بين الأسرى 33 أسيرًا مضى على اعتقالهم أكثر من ربع قرن، ومنهم 13 أسيرا وقد أمضوا ثلاثين سنة وأكثر وما زالوا في سجون الاحتلال.

أطفال في السجون الإسرائيلية

ومن بين الأسرى، يوجد 140 أسيرًا طفلًا في سجون الاحتلال، ما يمثل نحو أكثر من 3% من إجمالي عدد الأسرى المعتقلين حاليًا في سجون الاحتلال.

وقالت وزارة التربية والتعليم الفلسطينية، اليوم السبت 17 أبريل، إن "أعداد الأسرى الأطفال في معتقلات الاحتلال الإسرائيلي لا تعكس رقمًا فحسب، بل تمثل قصص معاناة، ونماذج للعذاب اليومي، وقتل للبراءة، واعتداء على أبسط الحقوق، وضرب بعرض الحائط لاتفاقيات دولية، وعلى رأسها اتفاقية حقوق الطفل".

وطالبت الوزارة المؤسسات الحقوقية الدولية في العالم بالتدخل من أجل الإفراج الفوري عن الأسرى الأطفال، وتطرّقت إلى المعاناة التي يعيشها الأطفال والطلبة، نتيجة حرمانهم من استكمال تعليمهم، ونيل حقوقهم أسوة بأطفال العالم.

اقرأ أيضًا: الخارجية الفلسطينية: نواصل العمل للدفاع عن الحقوق المشروعة للأسرى