«كلام الناس» يقتل أجمل فتاة ببولاق.. ماتت بـ«انفجار في المخ»

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

حادثة مروعة سجلها حي بولاق في القاهرة كانت من أغرب الحوادث عام 1956 لكن بطلتها الشائعات؛ حيث صعق السكان بعد أن فتحت الأم النافذة بشدة وأطلقت صوتا في الفضاء تعلن به وفاة ابنتها.

 

أصيب سكان حي بولاق بالذهول فقد كانت فتاة في ربيع العمر وكانت أجمل فتاة في الحي كله، كان خطابها يعدون بالعشرات، ولكنها كانت ترفضهم جميعا وتهدد أسرتها بأن ستحرق نفسها إذا غصبوها على الزواج من رجل لا تحبه.

 

ظلت الفتاة تشكو من مرض في القلب، وفجأة وبلا مقدمات، سمع أهل الحي صوت أمها معلنة وفاة فوزية أجمل بنات دكرور، وأقيمت الجنازة في الحارة وكان الجيران بيكون عليها أكثر من أمها وأبيها وجميع أفراد أسرتها.

 

جاء الطبيب للكشف على الجثة قبل التصريح بالدفن، وكانت الوفاة تبدو طبيعية 100%، ولكن الطبيب رفض أن يصرح بدفن الفتاة، فقد اشتبه في وجود جريمة، بحسب ما نشرته مجلة أخر ساعة عام 1956.

 

وتولى مصطفى كامل وكيل النيابة التحقيق عندما جاء تقرير الطبي ليؤكد أن الوفاة حدثت نتيجة انفجار في المخ واسفكيا نتيجة لكتم أنفاسها.

 

ومن هنا بدأ رجال البوليس يبحثون عن خيوط الجريمة التي دبرت بأحكام، ومن يكون القاتل؟ وما الدوافع لارتكاب هذه الجريمة المروعة !

 

اقرأ أيضًا| 3 جرائم هزت مصر.. قتل زوج عشيقته وقبل إعدامه طلب رؤيتها 

 

وبسؤال الأب أنكر وجود جريمة من الأساس وأكد لوكيل النيابة أن ابنته كانت تشكو من مرض في القلب، وأن هذا المرض اشتد عليها في اليومين الأخيرين.

 

استكمل الأب حديثه قائلا إن هذه سادس فتاة تموت بين يديه بنفس المرض وبكى وهو يروي قصة وفاة بناته الخمس، وأن فوزية هي من أغلى بناته على الإطلاق.

 

وسأل وكيل النيابة ابنه فايز الطالب بالمدارس الثانوية وردد نفس الكلام الذي قاله أبوه، وبالمثل ابنه عياد وابنته عايدة الصغيرة فرددت نفس الكلام الذي قاله الأب وهو يبكي حزنا وكمدا على ابنته.

 

وعندما واجه وكيل النيابة أفراد الأسرة فظهر التناقض في أقوالهم جميعا، وفي أثناء التحقيق تقدم بائع فاكهة اعتاد أن يقف بحريته بجوار البيت ليتكلم متطوعا بالشهادة.

 

استطرد بائع الفاكهة بأنه استمع في يوم الحادث إلى صوت استغاثة وصراخ مكتوم ينبعث من نافذة الشقة التي تسكنها هذه الأسرة، فأسرع إلى هناك واقتحم باب الشقة ليجد أمامه الأب وابنه الأكبر فايز وهما يكتفان فوزية ويضرباها بقوة.

 

بائع الفاكهة قال كذلك إنه تتدخل في الأمر ليمنع الأب من ضرب ابنته الجميلة فلم يستطع! وانتهت المسألة بأن طرده جميعا من البيت شر طرده، وهددوه بأنهم سيلفقون له تهمة السرقة إذا لم يخرج فورا، فخرج الرجل وصوت استغاثة الفتاة وصراخها يرن في أذنيه.

 

وفي نهاية التحقيق أمر وكيل النيابة بإلقاء القبض على الأب وابنه فايز والأفراح عن الأم، وعادت الأم إلى البيت فلم تجد أمامها سوى الطفلين الصغيرين، ولكنها عادت مرة أخرى في منتصف الليل وطلبت مقابلة وكيل النيابة لتدلي أمامه باعترافاته.

 

وفي هدوء وثبات انفعالي وقفت الأم أمام وكيل النيابة, لتعترف بأنها هي التي قتلت ابنتها فوزية بعد أن رفضت جميع الشبان الذين تقدموا للزواج منها، وبعد أن تأكدت أن ابنتها كانت سيئة السمعة والسلوك؛ بل إنها لم تكن عذراء وأنها هي التي كتمت أنفاس ابنتها قبل حضور زوجها وابنها فايز.

 

أمر وكيل النيابة بالقبض عليها هي الأخرى، وهكذا دخلت الأم كمتهمة ثالثة في القضية؛ حيث ذهبت الأم لتنقذ زوجها وابنها الأكبر وتدخل هي السجن من أجل زوجها وأولادها، لكن جاءت مفاجأة أخيرة لم تكن في الحسبان، حينما جاء تقرير الطبيب الشرعي مؤكدا أن الفتاة عذراء لم يمسها بشر!

 

وهكذا كان مصير هذه الأسرة ضحية الشائعات والأوهام والجهل وكلام الناس، ودخل الجميع السجن ولم يبق في الخارج سوى طفلين صغيرين يبكيان طول النهار والليل من الجوع.

 

المصدر: مركز معلومات أخبار اليوم