الدراما.. سلاح الوعي| «هجمة مرتدة».. بطولات حقيقية لرجال المخابرات

أحمد عز وهند صبرى فى مشهد من «هجمة مرتدة»
أحمد عز وهند صبرى فى مشهد من «هجمة مرتدة»

على مدى السنوات الطويلة الماضية كانت الأعمال التليفزيونية المأخوذة من ملفات المخابرات المصرية بمثابة توثيق لبطولات رجال المخابرات العامة، والكشف عن مدى قدرتنا للتصدى للمخاطر التى تحاك ضد وطننا، وقدرتنا على حمايته على مدار التاريخ ، وآخر تلك الأعمال هو مسلسل "هجمة مرتدة "، الذى يقوم ببطولته الفنان أحمد عز والفنانة هند صبرى ، وهو مأخوذ من ملفات المخابرات المصرية ، والجديد فى هذا العام ، انه يستند إلى ملفات قد حدثت فى وقت قريب ، فأحداثه تدور بداية من 2007 ، وهو من تأليف الكاتب باهر دويدار، ومن إخراج أحمد علاء الديب.

فى البداية، أوضح السيناريست باهر دويدار مؤلف مسلسل " هجمة مرتدة " ، أنه كان يحلم بتقديم عمل من ملفات المخابرات العامة المصرية على غرار ما قدمه الراحل صالح مرسى والتى أثرت فيه بشكل كبير للغاية ، مؤكداً أنه حين تحدث مع الشركة المنتجة للعمل منذ ما يقرب من عامين وحصل على الموافقة المبدئية لإنتاج مثل هذا النوع من الأعمال ، طلب أن يكون العمل من التاريخ المعاصر لعدة أسباب، منها أن الأعمال المأخوذة من ملفات المخابرات المصرية كانت تدور فى فترة سابقة.

 وأضاف قائلاً: أي عمل كان سيتم تقديمه فى نفس الفترة سيكون بمثابة نسخة أخرى لما قدم قبل ذلك ، ثانياً على مستوى المشاهدة العمل المخابراتى حدثت طفرة كبيرة فى آلياته مع مرور الوقت ، فطبيعة العمل المخابراتى فى القرن الواحد والعشرين اختلف مع الثورة التكنولوجية وشكل الصراع فى العالم ، لذا فقد كانت وجهة نظرى أننا بحاجة إلى تقديم شىء جديد.

ويضيف: أرى أن دور الدراما أن ترفع من وعى المشاهد فى بعض الاشياء التى تحدث حوله ، فمصر بلد كبير  ومهم  ومن الطبيعى أن يكون حوله  مخاطر وصراعات طيلة الوقت ، وقد يختلف اللاعبون أو طريقة تنفيذ تلك المخاطر ولكن فى النهاية موجودة ولا احد ينكرها ، لذا فلابد ان ننقلها إلى الجيل الجديد لذا طلبت أن نقدم ملفا أقرب ما يكون للمرحلة التى نمر بها ، والعمل يحتوى على عدة ملفات تم دمجها فى ملف واحد . 

واستكمل : العمل استغرق منى أكثر من 18 شهر ، ولمدة 6 أشهر تقريباً بدأت التحضير للعمل من خلال القراءة والبحث ثم بدأت دمج كل تلك المعلومات فى إطار درامى واحد ، وحين حصلنا على الموافقة بدأت الكتابة مباشراً ، وقد استغرقنا فى التصوير عامين بسبب غلق بعض المطارات بسبب أزمة كورونا خاصة أن العمل تم تصويره فى 3 بلاد بخلاف مصر.

ويضيف دويدار : ليس فقط الجيل الجديد هو الذى بحاجة إلى مثل تلك النوعية من الأعمال ، ولكن الجيل الأصغر مخزون المعرفة لديه أقل والقدرة على التأثير عليه أسرع، لذا فتشكيل وعيه هو هدف من كل الأطراف، ولكننا لا نهدف إلى السيطرة على وعيه ، ولكننا نقدم له الحقيقة بعد بحث شديد من مصادرها الحقيقية ، ثم نقدمها له بشكل أمين وموثق وفى سياق درامى محبب له ، لأن هذا الجيل لديه آليات للبحث ، فالدراما كانت مصدر للمعلومة ، وتستطيع من خلالها ان ترفع وعى وثقافة العديد من المواطنين من خلالها ، لانها اسهل له من قراءة كتاب ، ويكون دورنا ان نقدمها بشكل به متعة ، وتناسب مراحل وشرائح مختلفة.

 ويرى الكاتب بشير الديك أن تقديم الأعمال الفنية التى تعتمد على ملفات من المخابرات المصرية أمر فى غاية الأهمية شرط أن يكون متقنا على كافة المستويات ، إذ أن تلك النوعية من الأعمال تشد الجمهور وترفع الحس الوطنى لديهم فى آن واحد.

ويضيف قائلاً: وجود عمل يعتمد ملفات من المخابرات المصرية من الفترة الحديثة أمر سيكون جذابا ومفيدا لكل الاجيال الجديدة ، خاصة  أنها توضح لنا ما يسمى بحرب الذكاء.

أما الناقدة خيرية البشلاوى، فتقول: تلك النوعية من الأعمال تتوافر لديها كل مقومات الدراما الشيقة لأن يكون بها قدر من المصداقية والاثارة وأكبر دليل على ذلك نجاح مسلسل رأفت الهجان حتى الآن، وتضيف: الأعمال الفنية التى تعتمد على ملفات من المخابرات المصرية يكون بها جرعة عالية من الحس الوطنى، وتعطى لنا الإحساس بالقوة ، أي أننا نمتلك جهازا يعمل على جمع معلومات لحمايتك ، لذا فأتمنى أن يكون لدينا كل عام مسلسل مأخوذ من ملفات المخابرات المصرية.