عاجل

قصص الأولين.. قوم لوط وعاقبة الشذوذ عن الفطرة السليمة

قصص الأولين قوم لوط
قصص الأولين قوم لوط

لوط عليه السلام نبي من أنبياء الله الصالحين وكان قومه خليطا من الكنعانيين وممن نزل حولهم، وكانوا يسكنون المنطقة الواقعة بين الأردن وفلسطين في خمس قرى أكبرها سدوم، وهذه القرى هي المؤتفكات التي ورد ذكرها في قوله تعالى: «وجَاءَ فِرْعَوْنُ وَمَنْ قَبْلَهُ وَالْمُؤْتَفِكَاتُ بِالْخَاطِئَةِ»الحاقة (9).


وكان قوم لوط قد ابتدعوا فاحشة لم يسبقوا إليها واشتهروا بها بين الأمم ألا وهي فاحشة إتيان الرجال شهوة من دون النساء يستعلنون ذلك ولا يستترون، فأرسل الله إليهم لوطًا عليه السلام، فزجرهم وأنذرهم وأرشدهم لكن القوم كان قد تأصلت فيهم هذه الفاحشة واستولت عليهم الشهوة الشاذة فلم يزدادوا إلا عنادًا واصرارًا على فعلتهم الشنيعة.

اقرأ أيضا| «سيناء الحلم» | زارها الأنبياء.. و«عمرها» الرئيس السيسي

ولم يؤمن للوط من قومه سوى أهل بيته باستثناء امرأته، فقد آثرت البقاء على دين قومها، وما لأتهم على فاحشتهم فلما جاء الهلاك هلكت مع الهالكين وجعلها الله نموذجًا لأهل النار.
وكان هلاك قوم لوط من أشد العذاب إذ قلب الله قريتهم ورفعها عاليًا وجعل عاليها سافلها، ورافق ذلك صيحة عظيمة ومطر بحجارة من سجيل فأبيدوا عن آخرهم وبقيت قصتهم عبرة للمعتبرين.
قال ابن القيم رحمه الله: لعظم هذه الفاحشة وخطورتها وصف القرآن الكريم مرتكبها من قوم لوط بأوصاف لم تجتمع في غيرهم من الأمم السالفة، فقد وصفهم نبيهم لوط بالإسراف قال تعالى: (بَلْ أَنتُمْ قَوْمٌ مُّسْرِفُونَ) الأعراف (81)، وبالعدوان قال تعالى:(بَلْ أَنتُمْ قَوْمٌ عَادُون)الشعراء (166)، وبالجهل كما في قوله تعالى: (بَلْ أَنتُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُون) (النمل (55)، وبالإفساد (قَالَ رَبِّ انصُرْنِي عَلَى الْقَوْمِ الْمُفْسِدِينَ)(العنكبوت (30)، ووصفتهم الملائكة الذين ارسلوا لهلاكهم بالإجرام قال تعالى: (قَالُوا إِنَّا أُرْسِلْنَا إِلَى قَوْمٍ مُّجْرِمِينَ) العنكبوت (30)، ووصفهم الله تعالى بالإجرام أيضًا كما في قوله تعالى: (فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُجْرِمِينَ) الأعراف (84)، ووصفهم بالظلم كما في قوله تعالى: (وَمَا هِيَ مِنَ الظَّالِمِينَ بِبَعِيدٍ) هود (83)، ووصفهم بأنهم قوم سوء، وبالفسق أيضًا كما في قوله تعالى: (إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمَ سَوْءٍ فَاسِقِينَ) الأنبياء (84).

قال الطبري: ومطر السوء هو الحجارة التي أمطرها الله عليهم فأهلكهم بها.