الشيخ محمد رفعت يطلب فتوى من الأزهر ليقرأ فى الإذاعة

الشيخ محمد رفعت يوقع التعاقد مع الإذاعة عام 1937
الشيخ محمد رفعت يوقع التعاقد مع الإذاعة عام 1937

كتب : عاطف النمر

 صوته علامة مميزة تلتقطها الأذن من بين جميع قراء القرآن الكريم، وصوته مرتبط أكثر من أى قارئ آخر لدى المستمعين بشهر رمضان المبارك، ولهذا لقب بقيثارة السماء، إنه الشيخ محمد رفعت الذى رفض التعاقد مع الإذاعة المصرية اللاسلكية ظنا منه أن قراءة القرآن الكريم أمام الميكرفون من قبيل « الحرام » واشترط أنه لن يفعل ذلك إلا بفتوى من شيخ الأزهر الشريف ومفتى الديار، فأفتى شيخ الأزهر بعدم حرمانية قراءة القرآن فى الراديو، وقد التقيته فى داره المتواضعة بحى السيدة زينب، وهو يفضل قضاء وقته بين قرينته وأولاده، ولا يغادرها إلا لإذاعة القرآن من محطة الإذاعة، أو القراءة مع سهرة يدعى لإحيائها، أو فى مسجد الأمير فاضل بشارع درب الجماميز فى يوم الجمعة، وهو يستيقظ مبكرا، يصلى، ثم ينتقل إلى حجرة الاستقبال حيث يقبل عليه أصدقاؤه وزواره، ولايأكل الشيخ إلا مرة واحدة فى اليوم، ومن أحب الأكلات إليه سد الحنك، وأحب الأوقات إليه الذى يقضيه بجانب فونوغراف أثرى، مستمعا إلى الشيخ سيد درويش، وعبده الحامولى، وصالح عبد الحى.

- هل مرت بك لحظات حرجة فى حياتك ؟
ما أكثرها، وأحمد الله إنها انتهت بسلام، ومما أذكره إننى دعيت مرة لإحياء ليلة فى أحد الأحياء، فسافرت فى سيارة تعطلت فى الطريق، وتقدم الأهالى لمساعدتنا، فما كادوا يروننى ويسمعون اسمى حتى أقسموا أن أذهب معهم لديارهم، وغير مصغين إلى اعتذارى للذهاب إلى موعد سابق، وتركونى أذهب بعد أن وعدتهم أن أمر عليهم فى طريق عودتى.

- كيف تحافظ على صوتك ؟
بتجنب البرد، وعدم البقاء فى مكان به رائحة عطرية قوية، وعدم تناول الأطعمة التى تحتوى بها مواد حريفة، والتى يعسر على معدتى هضمها، كما إنى لا أتعشى ولا أدخن.

- متى بدأت حفظ القرآن الكريم؟
بدأت حفظ القرآن وأنا فى الخامسة، وبعد ست سنوات أتممت حفظ القرآن ومجموعة من الأحاديث النبوية، وبعد أن سمع المحيطون بى صوتى قضيت عامين آخرين فى علم التجويد، بعدها بدأت وأنا فى الرابعة عشرة أحيى بعض الليالى فى القاهرة بترتيل القرآن الكريم وبعدها صرت أُدْعى لترتيل القرآن فى الأقاليم.

- هل تتذكر أول مكافأة حصلت عليها فى حياتك؟
بالطبع، كانت عندما أحييت ليلة عند رجل متوسط الحال، اتفق معى على مبلغ عشرين قرشاً، ولكن عندما انتهت الليلة أضاف إلى ذلك المبلغ خمسة قروش أخرى، فكان لتقديره هذا فى نفسى أثر جميل.

- هل صحيح أنك امتنعت عن قراءة القرآن فى الراديو بسبب اعتقادك أن ذلك حرام؟
نعم هذا حدث، ولم أقبل التعاقد مع محطة الإذاعة إلا بعد أن حصلت على فتوى من فضيلة شيخ الأزهر، وفضيلة مفتى الديار المصرية تفيد بأن إذاعة القرآن فى الراديو « حلال » .
مجلة « الاثنين » - مارس 1940