البحوث الإسلامية: خطتنا إلكترونية بـ 3 لغات في رمضان

 د. نظير عياد أمين مجمع البحوث الإسلامية
د. نظير عياد أمين مجمع البحوث الإسلامية

خطة توعوية شاملة ينفذها مجمع البحوث الإسلامية خلال شهر رمضان المبارك؛ إلكترونيًا للتغلب على ظروف كورونا التى قللت من التجمعات واللقاءات المباشرة، ويعتمد المجمع على تنفيذ خطته -كما يوضح لنا أمينه العام الدكتور نظير عياد- على موقع المجمع على بوابة الأزهر الإلكترونية، وعبر صفحات التواصل الاجتماعى «فيس بوك وتويتر وتليجرام»، وبرامج التواصل الأخرى ومنها «زووم وتيمز»، وبمشاركة وعاظ وواعظات الأزهر الشريف كما يقدم برنامجًا دعويًا بثلاث لغات هي: الإنجليزية والفرنسية والألمانية، وتوجه إلى المسلمين غير الناطقين بالعربية المعرفية.


خطة التوعية فى ظل الظروف الحالية التى يمر بها العالم، تنفذ من خلال مجموعة من المحاور المهمة، تستهدف تحقيق أكبر قدر من الوصول للجمهور، لتحقيق الاستفادة الكاملة من التوعية المجتمعية خلال الشهر الكريم خاصة أن الناس فى هذا الشهر لديهم الاستعداد الكامل لاستقبال الرسائل التى يمكن أن تغير حياتهم إلى الأفضل، وتشمل نشر مجموعة من الخواطر الدعوية التى توجّه رسائل مباشرة ومختصرة ومرتبطة بحياة الناس، وتقدم مكتوبة، ومسموعة ومرئية يشارك فيها وعاظ وواعظات الأزهر، وتركز على استعادة القيم الأخلاقية والمهجورة فى المجتمع، ودعم جانب الإحساس بالمسئولية المجتمعية فى الحياة، وتخاطب فئات عمرية مختلفة كالأطفال والشباب وكبار السن والمرأة بما يتناسب مع احتياجات كل فئة.

نقوم بتنفيذ مجموعة من الأمسيات الدينية التى تنفذ عبر المنصات الإلكترونية كبديل للأمسيات المباشرة التى كانت تنفذ من قبل فى مراكز الشباب والنوادى خلال موسم شهر رمضان، لتحقيق رسالة الأزهر ودور دعاته فى الحفاظ على وعى المجتمع بمختلف فئاته، خاصة فئة الشباب ممن هم فى حاجة مستمرة إلى من يأخذ بأيديهم ويحافظ على عقولهم من العبث بها والتلاعب بمستقبلهم، كما نقدم الفتاوى بأكثر من شكل يناسب اهتمامات الجمهور المتابع بش كل يومي، وستعرض مكتوبة ومرئية من خلال فتاوى مسجلة لأعضاء لجان الفتوى الرئيسة، واستقبال الفتاوى المباشرة، إلى جانب خدمة الفتاوى الإلكترونية المقدمة من خلال موقع المجمع.

للمرأة اهتمام كبير لدورها المهم والبارز ولذلك لدينا محور المرأة ويعرض لجوانب تربوية وأسرية وفتاوى نسائية واستحضار بعض النماذج لسيدات من عهد الصحابة والتابعين والعصر الحديث ممن كان لهن دور مجتمعى مهم، فضلًا عن حلقات تحفيظ القرآن الكريم التى تنفذها الواعظات يوميًا عبر مجموعات تواصل إلكترونية، حيث يستهدف تيسير عملية التواصل بين الواعظات وبين الجمهور خاصة من السيدات عبر منصات التواصل الإلكترونى، لتلبية احتياجات هذه الفئة المهمة فى المجتمع خاصة أنه تقع عليهن أدوار متعددة تحتاج إلى معرفة مستمرة بكل القضايا الحياتية بما يمكنهن من القيام بهذا الدور كما ينبغى فعليهن يقع عبء تربية وتأسيس الأبناء.

أهم خصائصِ الإسلام وأهم سماته أنَّه يجمع بين الثبات والمرونة؛ وهذه قاعدة أصيلة فيه يمكن الانطلاق من خلالِهَا وتحديد ما يَقْبَلُ التجديدَ، وما يُمكِنُ أنْ يَخْضَعَ له، وما يَنْسجمُ وآلياتِهِ، والتجديد يؤكِّدُ عظمةَ هذا الدينِ من خلالِ تجاوزِهِ لحواجزِ الزمانِ والمكانِ؛ فهو صالحٌ لكلِّ الأزمنةِ مهما تعاقبتْ، ولكلِّ الأمكنةِ مهما اختلفتْ وتنوعتْ وتباعدتْ، فهو لا تتسامى عليه الحدودُ.

التصدى للإرهاب يبدأ بتحقيق الوسطية فى التعامل مع الآخرين وتضييق الخناق على أصحاب الأفكار المتطرفة، وذلك من خلال تطبيق الحرية، ولا سيما الحريّة الدينية المشروعة فى الإسلام، والالتزام فى الحرية الشخصية بعدم تجاوز حدود العدل والإنصاف، وعدم المساس بالأنظمة العامة للمجتمع، ثم العدل مع الجميع حتى مع المخالفين كما يجب التصدى للإرهاب فى مجال الدعوة، وذلك بالتزام المنهج الوسطى فى الدعوة إليه.

الأزهر الشريف أخذ على عاتقه، منذ نشأته، مسئولية الدفاع عن مبادئ الإسلام وسماحته ووسطيته واعتداله والوقوف بكل حزم لكل من تسول له نفسه الخروج عن المنهج الربانى ونشر منهجه المعتدل فى مختلف دول العالم، والإمام الأكبر أكد على أن منهج التعليم الأزهرى منهج يمثل وسطية الإسلام، ويرسخ فى ذهن الطالب الأزهرى ثقافةَ الحوار وشرعيةَ الاختلاف، ويُدرِّبُه على احترام الرأى الآخر، ويعَلِّمُه الفرق بين احترام المذهب وبين اعتقادِه، وهذا ما يؤكده الواقع المعاصر.