هل يدفع نتنياهو إسرائيل نحو التصعيد مع إيران لخدمة مصالحه السياسية؟

بنيامين نتنياهو
بنيامين نتنياهو

تعرضت محطة "نطنز" النووية في إيران لهجومٍ فجر يوم الأحد الماضي، وصفته طهران بـ"الإرهابي"، قبل أن يتم الكشف عن وقوف إسرائيل وراء هذا الهجوم.

وقالت وسائل إعلام إسرائيلية إن جهاز الاستخبارات الإسرائيلية "الموساد" هو من يقف وراء الهجوم، الذي وقع بمحطة نطنز النووية الإيرانية.

نقلت إذاعة البث الإسرائيلية "كان" عن مصادر استخبارية قولها إن الأضرار التي لحقت بمنشأة نطنز كبيرة ومست أجهزة الطرد المركزي.

وعلى ضوء ذلك، تقدمت إيران بشكوى رسمية ضد إسرائيل في الأمم المتحدة، متهمةً إياها باستهداف منشآتها النووية.

تصعيد يخدم نتنياهو

وفي غضون ذلك، قالت صحيفة "هآارتس" الإسرائيلية إن التصعيد مع إيران يخدم مصلحة بنيامين نتنياهو السياسية، مشيرةً إلى أن إيران هي الجبهة المفضلة للتصعيد حاليًا.

ولفتت الصحيفة إلى زيارة وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن إلى إسرائيل ولقائه نتنياهو، وذكرت أن نتنياهو أبلغ أوستن بأن إيران لا تزال أكبر تهديد في الشرق الأوسط، مشيرًا إلى أن طهران تتعهد بالانتقام، حسب قوله.

وقال نتنياهو، أمس الاثنين، "إيران لم تتخل قط عن تطلعاتها لامتلاك أسلحة نووية، وإن إسرائيل ستواصل الدفاع عن نفسها ضد عدوان طهران"، حسب وصفه.

ويأتي التصعيد الإسرائيلي مع إيران  في ظل مباحثات مستعصية تتصف بالجمود حول تشكيل الحكومة الإسرائيلية الجديدة، على ضوء نتائج انتخابات الكنيست، التي أُجريت في 23 مارس الماضي، والتي أفرزت نتائج غير حاسمة.

تكليف نتنياهو برئاسة الحكومة

وكلف الرئيس الإسرائيلي رؤوفلين ريفلين نتنياهو بتشكيل الحكومة الجديدة، على ضوء التوصيات التي خرجت في مباحثاته مع الأحزاب الفائزة بمقاعد في الكنيست، حيث أوصى 52 نائبًا بنتياهو مقابل 45 آخرين لصالح زعيم المعارضة يائير لابيد، فيما أوصى تحالف "يمينيا" بزعيمه نفتالي بينيت رئيسًا للحكومة، فيما لم يقم حزب "أمل جديد" بزعامة جدعون ساعر وكذلك القائمة العربية المشتركة والقائمة العربية الموحدة بالتوصية بأيٍ من المرشحين.

لكن مهمة نتنياهو في تشكيل الحكومة، والبقاء لأطول فترة ممكنة في حكم إسرائيل، تواجه صعوبات عديدة، فهو بحاجة إلى استمالة 9 نواب آخرين، كي يصل إلى الرقم المطلوب لتشكيل الحكومة، وهو 61 من أصل 120 نائبًا.

وأُعطي نتنياهو مهلة 28 يومًا لتشكيل حكومة تحظى بموافقة 61 نائبًا بالكنيست على الأقل، وقد مضى من هذه المدة أسبوعٌ حتى الآن ويتبقى ثلاثة أسابيع.

ولا يُتوقع إلى الآن أن ينجح نتنياهو في مهمته، فالتقديرات تشير إلى أنه سيصل إلى دعم 59 نائبًا بالكنيست، مع الموافقة المحتملة من بينيت على الانخراط في ائتلافٍ حاكمٍ معه، لكنه سيظل بحاجة إلى مقعدين آخرين لتشكيل الحكومة.

ويتولى نتنياهو رئاسة الحكومة الإسرائيلية منذ مارس عام 2009، بعد حقبة أولى بين عامي 1996 و1999، وهو أكثر رؤساء وزراء إسرائيل مكوثًا في الحكم متفوقًا على ديفيد بن جوريون، أول رئيس وزراء في تاريخ إسرائيل.

وبات التكهنات مفتوحة على الآن حول استجداء نتنياهو للتصعيد مع إيران من أجل مساعدته في استقطاب نواب يمينيين ينتمون لأحزاب معارضة له، كي يتمكن من تشكيل الحكومة الإسرائيلية المقبلة.

وأظهرت نتائج الانتخابات التشريعية للكنيست الـ24 في تاريخ إسرائيل، التي جرت في مارس المنصرم، نتائج غير حاسمة للمشهد السياسي، وحقق حزب "الليكود" بزعامة نتنياهو الأكثرية، بحصوله على 30 مقعدًا داخل الكنيست، لكنه تراجع عن الحصة، التي كانت بحوزة الحزب في الانتخابات السابقة والتي بلغت 36 مقعدًا.

كما أن كتلة اليمين بزعامة نتنياهو لم تنجح إلى جانب تحالف "يمينا"، بزعامة نفتالي بينيت، في الوصول إلى "الرقم الذهبي"، البالغ 61 مقعدًا، مقابل وصول كتلة "لا نتنياهو" لهذا الرقم، لكنها أطرافها يحملون أفكار سياسية مختلفة.

وبلغت توزيع الكتل 52 مقعدًا لكتلة نتنياهو، مقابل 57 مقعدًا لكتلة "لا نتنياهو"، و7 مقاعد لتحالف "يمينا"، و4 مقاعد للقائمة العربية الموحدة، بزعامة منصور عباس.

وأجرت إسرائيل، في 23 مارس، رابع انتخابات تشريعية في غضون عامين، بعد 3 استحقاقات متتالية أخيرة، خلال 9 أبريل 2019 و17 سبتمبر من نفس العام و2 مارس من العام الماضي.

اقرأ أيضًا: مع تكليف نتنياهو برئاسة الحكومة.. توقعات في إسرائيل بـ«انتخابات خامسة»