الإعلام الإسرائيلى والأمريكى يتحدثان عن خسائر ضخمة «تعيد طهران للوراء»

إيران تتهم تل أبيب بالهجوم على المفاعل النووي .. وتؤكد: «سننتقم من الصهاينة»

منشآة نطنز النووية
منشآة نطنز النووية

اتهمت إيران، أمس، رسميا إسرائيل بالوقوف وراء الهجوم على منشأة نطنز النووية، مؤكدة أن سلطاتها حددت هوية منفذ الحادثة وبدأت "إجراءات اعتقاله" وكذلك الطريقة التى تم بها قطع التيار الكهربائى عن إحدى قاعات التخصيب.

كانت وسائل إعلام إسرائيلية نسبت، فى اعتراف نادر، لمصادر مخابراتية أن جهاز الموساد نفذ عملية تخريبية ناجحة فى موقع نطنز، ستعوق على الأرجح أعمال التخصيب هناك لعدة أشهر، مشيرة إلى أن الهجوم كان إليكترونيا.

وفى حين قللت إيران من تأثير الهجوم إلا أن المتحدث باسم الخارجية سعيد خطيب زادة قال إن أجهزة الطرد المركزى فى نطنز خرجت من المدار على أثر حادث أمس، مؤكدا أنه سيتم تعويضها بأجهزة أكثر تطورا.

كما قال السلطات إنه تم اتخاذ سلسلة من الإجراءات اللازمة لإعادة المنشأة المتضررة إلى دائرة العمل من جديد.

من جهته، قال وزير الخارجية محمد جواد ظريف إن بلاده "تلقى باللوم على إسرائيل فى الحادث"، محذرا من أنه "فخ" نصبته إسرائيل حتى تعيق مفاوضات فيينا الهادفة إلى رفع العقوبات عن إيران. وقال إن "إيران ستنتقم من الصهاينة على ممارساتهم.

وأوضح وزير الخارجية الإيرانى أنه "على الأطراف المتفاوضة أن تدرك أنها إن كانت تتعامل مع الجيل الأول من أجهزة الطرد المركزى، فإنها ستتعامل مستقبلا مع أجهزة أكثر تطورا، وبقدرة أعلى على تخصيب اليورانيوم".

وجاء الهجوم بعد ساعات من إعلان إيران بدء تشغيل أجهزة طرد مركزى متطورة جديدة فى نطنز، تعمل على تخصيب اليورانيوم بشكل أسرع. وموقع نطنز لتخصيب اليورانيوم، الذى يقع معظمه تحت الأرض، واحد من عدة منشآت إيرانية يراقبها مفتشو الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة.

وقالت وزارة الخارجية إن إيران "سترد على إسرائيل فى الزمان والمكان المناسبين على هجوم نطنز، إذ أن الحادثة كانت ستؤدى إلى كارثة وجريمة ضد الإنسانية فى حال أدت إلى تلوث إشعاعى".

وقال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية إنه "إذا كان الهدف من الهجوم على منشأة نطنز هو دفع صناعتنا النووية إلى الوراء فنؤكد أن الهجوم لم يكن ناجحا.

من جانبه قال رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية على أكبر صالحى إن إيران، إذ تندد بهذا العمل الذى لا طائل منه، تشدد على ضرورة أن يواجه المجتمع الدولى والوكالة الدولية للطاقة الذرية هذا الإرهاب ضد الأنشطة النووية.

وفى إسرائيل، هوّلت تقارير إعلامية من آثار الهجوم وقالت إنه أفقد إيران القدرة على تخصيب اليورانيوم فى هذه المنشأة التى تضم نحو ∩7000 جهاز طرد مركزى لعدة أشهر، مؤكدين أن الأضرار أكبر من المبلغ عنه فى إيران.

ومن جانبها، ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" أن الحادث الذى تعرضت له منشأة نطنز النووية قد يعيد إيران للخلف عدة أشهر من حيث قدرتها على تخصيب اليورانيوم.

ونقلت الصحيفة عن مصادر استخباراتية أمريكية، إن الحادث نجم عن انفجار قوى دمر أنظمة الكهرباء المستقلة الداخلية، المصونة بشكل مكثف، والتى تمد أجهزة الطرد المركزى تحت الأرض. وأضافت المصادر أن الدمار الذى لحق بنطنز، شكل ضربة قوية لقدرة إيران على تخصيب اليورانيوم، وأن استعادة طاقة نطنز قد تستغرق 9 أشهر على الأقل.

وكانت الخارجية الأمريكية قد رفضت التعليق على الحادث، وطالبت طهران بـ∪الكف عن المزيد من التصعيد، موضحة أن "واشنطن ملتزمة بضمان عدم امتلاك إيران لسلاح نووى على الإطلاق.