خواطر عشماوية

لفتة!

د. محمد إبراهيم العشماوى
د. محمد إبراهيم العشماوى

بقلم/ د‭.‬‭ ‬محمد‭ ‬إبراهيم‭ ‬العشماوى

من أسباب التناقض بين حياة المسلم الواقعية وبين ما ينشره على مواقع التواصل الاجتماعي، من حكم ومواعظ؛ أنه يتمنى − كمسلم − أن تكون حياته فى الواقع على صورة حياته المثالية فى المواقع، فلما عجز عن ذلك فى الواقع؛ عاشه فى المواقع!

وهذا المعنى أشار إليه ابن الجوزى فى بعض خواطره، حيث ذكر ما حاصله؛ أنه ربما وعظ الناس فى أمر وهو فى الحقيقة إنما يعظ نفسه فى صورتهم، وهذا أمر يعرفه الصادقون من الدعاة من أنفسهم!

وإن كان التناقض معيبا فى شخصية المسلم؛ إلا أنه ينبغى التماس الأعذار لهؤلاء، وعدم إحراجهم برميهم بالتناقض، والسخرية منهم؛ فالذى ينشر الخير، ويروج للفضيلة؛ خير من الذى ينشر الفجور، ويروج للفسق، وقد قال السادة: "على متعاطى الكاس؛ أن ينكر على الجلاس" و"يجب على من زنى بامرأة أن يأمرها بستر وجهها عنه"؛ لأنه يجب على المسلم أمران: أن يفعل المعروف ويترك المنكر، وأن يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر، فإذا سقط أحد الواجبين لم يسقط الآخر، والأعور خير من الأعمى على كل حال!

نسأل الله أن يجعلنا من أهل البصر والبصيرة والفقه عنه، وبالله التوفيق.