متى تبدأ صلاة التراويح؟.. «الإفتاء» توضح

الإفتاء المصرية
الإفتاء المصرية

أعلنت دار الإفتاء المصرية، أن مساء اليوم تبدأ صلاة التراويح، كونها أول ليلة لشهر رمضان المبارك.

و«التراويح» جمع ترويحة، أي ترويحة للنفس، أي استراحة، من الراحة وهي زوال المشقة والتعب، والترويحة في الأصل أسم للجلسة مطلقة، وسميت الجلسة التي بعد أربع ركعات في ليالي رمضان بالترويحة للاستراحة، ثم سميت كل أربع ركعات ترويحة مجازًا، وسميت هذه الصلاة بالتراويح؛ لأنهم كانوا يطيلون القيام فيها ويجلسون بعد كل أربع ركعات للاستراحة.

 

وأوضحت دار الإفتاء المصرية، أن صلاة التراويح سُنَّة مؤكدة عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم.

 

 

 

وأضافت خلال منشور عبر الصفحة الرسمية على موقع «فيسبوك»، أن النبي صلاها ليالٍ بالمسلمين ثم خاف أن تفرض عليهم فترك ذلك، وأرشدهم إلى صلاتها في البيوت، وعندما انتقل إلى الرفيق الأعلى، جمعهم عمر بن الخطاب رضي الله عنه على إمام واحد، وصاروا يصلونها جميعًا، واستدل على ذلك بفعل النبي صلى الله عليه وآله وسلم في تلك الليالي، وقال: «إن الوحي قد انقطع وزال الخوف من فرضيتها».

اقرأ أيضا| «مهن الصحابة».. أسامة الأزهري يقدم «رجال حول الرسول» طوال رمضان

 

حكم صلاة التراويح:

 

اتفق الفقهاء على سنية صلاة التراويح، وهي عند الحنفية والحنابلة وبعض المالكية سنة مؤكدة، وهي سنة للرجال والنساء، وهي من أعلام الدين الظاهرة.

 

طريقة صلاة التراويح: تكون كل ركعتين منفصلتان على حِدة، استنادًا على حديث الرّسول عليه السّلام: «صلاةُ الليلِ مَثْنى مَثْنى، فإذا رأيتَ أنَّ الصبحَ يُدركُك فأَوتِرْ بواحدةٍ، فقيل لابنِ عمرَ: ما مَثْنَى مَثْنَى؟ قال: أن تُسلِّمَ في كلِّ ركعتَينِ».

 

عدد ركعات صلاة التراويح:

 

وقالت أمانة الفتوى: هي أكثر مِن ثمان ركعات، لأن الترويحة الواحدة بعد أربع ركعات، فلو كانت ترويحتين للزم أن يكون عدد الركعات اثنتي عشرة ركعة، والحقُّ أن الأمة أجمعت على أن صلاة التراويح عشرون ركعة مِن غير الوتر، وثلاث وعشرون ركعة بالوتر، وهو معتمَد المذاهب الفقهية الأربعة: الحنفية، والمالكية في المشهور، والشافعية، والحنابل.

 

وهناك قول نُقِل عن المالكية خلاف المشهور أنها ست وثلاثون ركعة، ولم تعرف الأمةُ القولَ بأن صلاة التراويح ثمان ركعات إلا في هذا الزمن، وسبب الوقوع في تلك المخالفة: «الفهم الخطأ للسنة النبوية، وعدم القدرة على الجمع بين الأحاديث، وعدم الالتفات إلى الإجماع القولي والفعلي من لدن الصحابة إلى يومنا هذا».

 

فاستشهدوا بحديث أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها؛ حيث قالت: مَا كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآلِهِ وَسَلَّمَ يَزِيدُ فِي رَمَضَانَ وَلَا فِي غَيْرِهِ عَلَى إِحْدَى عَشْرَةَ رَكْعَةً: يُصَلِّي أَرْبَعًا، فَلَا تَسَلْ عَنْ حُسْنِهِنَّ وَطُولِهِنَّ، ثُمَّ يُصَلِّي أَرْبَعًا، فَلَا تَسَلْ عَنْ حُسْنِهِنَّ وَطُولِهِنَّ، ثُمَّ يُصَلِّي ثَلَاثًا. قَالَتْ السيدة عَائِشَةُ رضي الله عنها: فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَتَنَامُ قَبْلَ أَنْ تُوتِرَ؟ فَقَالَ: «يَا عَائِشَةُ، إِنَّ عَيْنَيَّ تَنَامَانِ وَلَا يَنَامُ قَلْبِي» متفق عليه.

 

فضلها:

تعد أسباب مغفرة الذنوب، وأخذ أجر قيام الليل بأكمله، وإذا مات المسلم وهو من المداومين على صلاة التراويح والقائمين عليها، كُتب من الشّهداء والصّديقين، استنادًا على الحديث الشّريف عن الرّسول عليه السّلام: «جاء رجلٌ من قُضاعةَ إلى رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، فقال: إنِّي شهِدتُ أن لا إلهَ إلَّا اللهُ وأنَّك رسولُ اللهِ، وصلَّيْتُ الصَّلواتِ الخمسَ، وصمتُ رمضانَ وقمتُه، وآتيتُ الزَّكاةَ. فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: من مات على هذا كان من الصِّدِّيقين والشُّهداءِ».

 

وورد أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «مَنْ قَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ».

 

توقيت صلاة التراويح.. وحكم صلاتها بعد المغرب:

 

صلاة التراويح تكون بعد صلاة العشاء وقبل الوتر عند جمهور الفقهاء؛ لأنها سنَّة تابعةٌ للعشاء فلا يقدم التابع على المتبوع، كما أنَّها منقولة هكذا من لدن الصحابة إلى يومنا هذا، فمن أدَّاها بعد المغرب فهي من النوافل العامة، ولا تُجزئ عن التراويح. حكم قضائها لمن فاتته: من فاتته صلاة التراويح ندب له قضائها على المفتى به؛ لحديث السيدة عائشة رضي الله عنها قَالَتْ: «كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ إِذَا لَمْ يُصَلِّ مِنَ اللَّيْلِ؛ مَنَعَهُ عَنْ ذَلِكَ النَّوْمُ أَوْ غَلَبَتْهُ عَيْنَاهُ، صَلَّى مِنَ النَّهَارِ ثِنْتَيْ عَشْرَةَ رَكْعَةً».

 

حكم صلاتها في المنزل:

 

يجوز للمسلم أن يصلي صلاة التراويح في المنزل، ولكن صلاتها في الجماعة أفضل على المفتى به، وهو مذهب جمهور الفقهاء من الحنفية والشافعية والحنابلة.

 

الاستراحة بين ركعات التراويح:

 

اتفق الفقهاء على مشروعية الاستراحة بعد كل أربع ركعات؛ لأنه المتوارث عن السلف، فقد كانوا يطيلون القيام في التراويح ويجلس الإمام والمأمومون بعد كل أربع ركعات للاستراحة.

 

الإسراع في الصلاة:

 

قالت دار الإفتاء، إنه إذا كان الإسراع في الصلاة مرفوضًا فالتطويل فيها على الناس مرفوض أيضًا، فعلى الإمام أن تكون صلاته خفيفة مع إتمام أركانها، فإذا صلى الإمام بمفرده أو بمن يوافقه على التطويل فله أن يطول كما يشاء، فقد يكون من بين المأمومين من هو مريض أو ذو حاجة.