حكاية قصر الأمير «بشتاك».. ثلاث واجهات رسمت ملامح التاريخ لـ 700 عام

قصر الأمير  بشتاك
قصر الأمير بشتاك

أنشأ الأمير سيف الدين بشتاك الناصري في ٧٣٥-٧٣٨هـ/١٣٣٤-١٣٣٩م، قصره المسمى باسمه والذي يقع قصرالأمير «بشتاك» بشارع المعز لدين الله الفاطمي، ويطل بواجهته الشرقية على حارة درب قرمز، والذي كان مملوكًا للسلطان الناصر محمد الذي اشتراه بعد أن أوصى تاجر الرقيق بشراء مملوك يشبه أبو سعيد بهادر خان ملك التتار، وقد احتل هذا المكان في العصر الفاطمي جزء من القصر الشرقي الكبير.

وقام الأمير بشتاك بشراء الموقع وبنائه ليواجه قصر منافسه الأمير قوصون، كما تروي لنا نور خالد باحثة في الآثار الاسلامية.

وبعد الانتهاء من البناء كرهه فقام ببيعه، وكان الأمير بشتاك مقربًا من السلطان وأصبح جمداره (المسئول عن ملابس السلطان) لذا نجد هذا الرنك (الرمز) على منشآته، وكانت المنافسة شديدة بينه وبين الأمير قوصون الساقي، وانتهت بالقبض عليه وقتله بالسجن عام ٧٤٢هـ .

تكوينه المعماري :

يتكون‏ ‏من‏ ‏طابقين‏ ‏الأرضي‏ ‏به‏ ‏قاعة‏ ‏واسطبلات‏ ‏ومخازن‏ ‏غلال‏ ‏وغرف‏ ‏الخدم‏، الطابق‏ ‏العلوي‏ ‏يضم‏ ‏قاعة‏ ‏الاحتفالات‏ ‏وغرف‏ ‏النوم‏، وكان‏ ‏يحتوي‏ ‏طابقا‏ ‏ثالثا‏ ‏للحريم‏ ‏لكنه‏ تهدم.

اقرا ايضا :شاهد| شارع المعز.. أهم أماكن الخروج في القاهرة

و‏للقصر‏ ‏ثلاث‏ ‏واجهات‏:‏

الأولي‏ ‏وهي‏ ‏الرئيسية‏ ‏تقع‏ ‏بالجهة‏ ‏الشمالية‏ ‏الغربية‏ ‏مطلة‏ ‏على شارع المعز ‏وتتكون‏ ‏من‏ ‏ثلاثة‏ ‏طوابق‏ ‏بها‏ مشربيات ‏ليست‏ ‏على ‏استقامة‏ ‏واحدة‏ ‏بل‏ ‏على ‏جزءين‏ ‏أحدهما‏ ‏غائر‏ ‏والآخر‏ ‏بارز‏، وبها‏ ‏رسومات‏ ‏هندسية‏ ‏آية‏ ‏في‏ ‏الجمال‏.‏

أما‏ ‏الواجهة‏ ‏الثانية‏ ‏فتقع‏ ‏بالناحية‏ ‏الشمالية‏ ‏الشرقية‏ ‏وتطل‏ ‏على ‏درب ترمز، بها‏ ‏عدد‏ ‏من‏ ‏النوافذ‏ ‏المغطاة‏ ‏بأجنحة‏ ‏معدنية‏، بها‏ ‏أيضًا‏ ‏بوابة‏ ‏تؤدي‏ ‏للقصر‏.‏

والواجهة‏ ‏الثالثة‏ ‏بالجهة‏ ‏الجنوبية‏ ‏الغربية‏ ‏تطل‏ ‏على ‏حارة‏ ‏بيت‏ ‏القاضي‏، وبالنسبة‏ ‏للمدخل‏ ‏الحالي‏ ‏فيتم‏ ‏الوصول‏ ‏إليه‏ ‏بسلم‏ ‏خشبي‏ ‏مزخرف‏ ‏يؤدي‏ ‏إلى ‏باب‏ ‏خشبي‏ ‏عليه‏ ‏كتابات‏ ‏عن‏ ‏منشئ‏ ‏القصر‏ ‏وتاريخ‏ ‏إنشائه‏.‏

وأضافت «خالد» ، إن‏ ‏المدخل‏ ‏يفضي‏ ‏إلى ‏دركاة‏ ‏مربعة‏ (‏مساحة‏) ‏على ‏يمينها‏ ‏سلم‏ ‏يؤدي‏ ‏إلى ‏الطابق‏ ‏الثاني‏ ‏وعلى ‏يسارها‏ ‏اسطبلات‏ ‏يصل‏ ‏إليها‏ ‏من‏ ‏خلال‏ ‏دهليز‏ ‏به‏ ‏بئر‏ ‏أثرية‏ ‏للاستعمال‏ ‏اليومي‏ ‏للخيول‏ ‏يعلو‏ ‏الاسطبلات‏ ‏حجرات‏ ‏خاصة‏ ‏بالقائمين‏ ‏على خدمة‏ ‏الخيل‏.‏

مازال أسطبل القصر قائمًا حتى الآن، ويعلوه قاعة الاستقبال المكونة من قاعة يتعامد عليها أربعة إيوانات، وقد استغل الإيوانان الجانبيان في إقامة مستوى علوي من صف من العقود صغيرة الحجم غشيت بالخشب الخرط ليستخدم كمغاني لجلوس الحريم خلفها للتمكن من مشاهدة الاحتفالات المقامة بالقاعة دون أن يراهم أحد، وتشرف القاعة على الشارع بمشربيات للتهوية والإضاءة، كما تتميز أسقف القاعة الخشبية بالقصع المتجاورة المجوفة المعروفة عند أهل الصنعة في العصر المملوكي بالمصندقات والمنفذة زخارفها بطريقتي التلوين والتذهيب.