لوحة الملك «أمنحتب الثاني» شاهدة على تاريخ الحروب والانتصارات

تفاصيل اللوحة التاريخية لإنتصارات وحروب لوحة الملك «أمنحتب الثاني» وقصة ترميمها
تفاصيل اللوحة التاريخية لإنتصارات وحروب لوحة الملك «أمنحتب الثاني» وقصة ترميمها

إنجاز لا يوصف وهو الكشف عن أكبر لوحة تاريخية في الصرح الثامن للمعبد والتي تعود للملك أمنحتب الثاني الملك العسكرى العظيم، والتي دون عليها سلسلة حروبه وانتصاراته في سوريا وفلسطين، عقب انتهاء عمليات ترميمها بعدما كانت 4 قطع وجمعت من الأقصر وأسيوط حتى عادت لموقعها الطبيعي داخل الكرنك.

أزاح الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار الدكتور مصطفى وزيري، الستار عن لوحة الملك أمنحتب الثاني بمجمع معابد الكرنك في مدينة الأقصر بعد الانتهاء من إعادة تركيبها وترميمها بواسطة المركز المصري الفرنسي برئاسة الأثري طيب غريب المسؤول عن المشروع تحت إشراف الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار المصرية.

أكبر لوحات الكرنك.. لوحة الملك «أمنحتب الثاني» وقصة ترميمها

صرح الطيب غريب مدير بمعابد الكرنك، والمشرف على مشروع ترميم اللوحة التاريخية لانتصارات وحروب الملك أمنحتب الثاني، في تصريحات خاصة لـ«بوابة أخبار اليوم»، أن الملك أمنحتب الثاني أقام تلك اللوحة لتسجيل حروبه وانتصارته في سوريا وفلسطين، حيث أن تلك اللوحة من الجرانيت وكانت محطمة لأربع أجزاء منها قطعتان في معبد الكرنك، وقطعة في مخزن الشيخ لبيب، والرابعة نقلت إلى أسيوط واستخدمت كرحاية لدى أحد المواطنين، ونجح المركز المصري الفرنسي من جدول أعماله الذي تم الموافقة والتصديق عليه من اللجنة الدائمة المصرية، هو برنامج إعادة ترميم تلك اللوحة.

وأضاف «غريب»، أنه كانت المشكلة في تلك اللوحة أنها محطمة وقطعها في مكان ضيق بين البيلون الثامن وتمثال تحتمس الثاني، بصورة صعبة للغاية ولكن بخبرة رجال الآثار بالأقصر من «صبانين ووناش ومرممين مصريين ومرممين فرنسيين» قاموا بعمل رائع فى عمل اللوحة بإرتفاع حوالى 5.70 مترًا، وعرض أكثر من 2 متر، وكانت تزين حوالى 20 طنًا تقريبًا، وحاليًا أصبح وزنها حوالي 16 طن فهناك بعض أجزاء منها تفتت وآخرى فقدت وتهالك مما تسبب في فرق الأوزان، حيث تم ترميم اللوحة مرة في عهد الملك سيتي الأول وكتب عليها أنه قام بالترميمات اللازمة في أماكن كثبرة داخل معابد الكرنك.

وأوضح أن ذلك العمل ثمرة تعاون مشترك بين الجانب المصري والجانب الفرنسي، وأصبحت نتيجته مثمرة كما كانت في الماضي على مر السنوات، حيث تم العمل في ترميم اللوحة في شهر واحد فقط بقدرات جبارة بين الجانبين المصرى والفرنسي، وذلك بما يتوافق بأعلى المعايير العلمية والعالمية بجهد مستمر وعمل يومي دؤوب من فريق العمل داخل معابد الكرنك، موضحًا أنه في الجزء العلوى للوحة تمت سرقته منذ حوالي 700 سنة فى العصور الوسطى حيث إن أغلب أماكن الكرنك أستخدمت كمحاجر وأخذ كتل جرانيتية، والجزء العلوى تم نقله لمركز الشطب بمحافظة أسيوط واستخدمه أحد السكان كرحاية أو مطحنة حبوب وقمح، وعليها بقايا إسم الملك أمنحتب الثانى، وعادت القطعة بمشاجرة بين الجيران وأبلغ أحدهما عن وجود رحاية آثرية داخل منزل جاره وتم العثور عليها بالفعل وعادت لمعابد الكرنك، وتم العمل في ترميم وتشييد وإنقاذ تلك اللوحة لتعود للكرنك من جديد.

وأضاف مدير بمعابد الكرنك، والمشرف على مشروع ترميم اللوحة التاريخية لانتصارات وحروب الملك أمنحتب الثانى، أن تلك اللوحة تعتبر أكبر وأضخم لوحة جرانيتية تضم تاريخ ملك من ملوك الحضارة الفرعونية القديمة داخل معابد الكرنك، موضحًا أنه أحد الملوك المحاربين الذي كانت له عدد كبير من الإنتصارات الضخمة وهو من الأسرة الـ18، وقرر تسجيل حروبه على مجموعة من اللوحات وبعض الصروح الموجودة بمعابد الكرنك.

وأضاف «غريب»، أن تلك اللوحة واحدة من لوحات الملك داخل الكرنك، وهي تم تسجيل عليها انتصاراته في منطقة سوريا وفلسطين وانتصاره على ملوك الشمال الشرقي لمصر، فهي أضخم لوحة في مجموعة معابد الكرنك بارتفاع حوالي 6 أمتار ووزنها حوالي 16 طنًا، حيث رممها من قبل الملك سيتي الأول وسجل اسمه عليها، موضحًا أنه يعتبر الملك أمنحت الثاني من أشهر فراعنة الدولة الحديثة المحاربين وعرف باسم «الملك الرياضي»، وورث إمبراطورية كبيرة عن والده سيد ملوك مصر المحاربين الفرعون الأشهر الملك تحتمس الثالث، وقام بحملات عسكرية قليلة في سوريا وحارب أقل من والده العظيم الملك تحتمس الثالث.

وقال الأثري صلاح الماسخ مدير معابد الكرنك، إن اللوحة تخص الملك أمنحتب الثاني أحد ملوك الأسرة 18 والتي تقع إلى الجنوب من الصرح الثامن حيث سجل عليها انتصاراته في آسيا، والتي أعاد استخدامها الملك سيتي الأول أحد ملوك الأسرة 19، تبلغ أبعاد اللوحة الأصلية 6 أمتار ارتفاع ووزنها 20 طنًا، والأبعاد الحالية للوحة بعد الترميم والتركيب للأجزاء 5.70 مترًا و16 طنًا وزنًا بعد عملية الترميم وإعادة التركيب والتجميع لها.

أضاف أن اللوحة تتكون من 4 أجزاء الجزء الكبير منها كان مستندًا على الصرح الثامن، أما الجزء الثاني كان موضوعا على أحد المصاطب بداخل معابد الكرنك، والجزء الثالث كان موجودًا في مخازن الشيخ لبيب بالكرنك، أما الجزء الرابع فتم نقله إلى مدينة شطب بأسيوط شمال الأقصر وهذا الجزء هو عبارة عن الجزء العلوي لهذه اللوحة وتم إعادة استخدامه كـ«رحي» في مدينة شطب، ومن المحتمل أن يكون قد تم نقل هذا الجزء في العصور الوسطى لما كانت معابد الكرنك يجري استخدامها كمحاجر نظرًا لكثرة وتنوع الأحجار ونظرًا لأنها تقع بالقرب من نهر النيل والذي سهل عمليات نقل للكثير من الكتل الحجرية شمالا من معابد الكرنك لإعادة استخدامها في مباني أخرى.

في سياق آخر، أكد الدكتور مؤمن سعد مدير آثار الأقصر، أن لوحة الملك أمنحتب الثاني كانت خلف تمثال الملك تحتمس الثاني أمام الصرح الثامن على المحور الجنوبي بمعابد الكرنك بالأقصر.

وأوضح مؤمن سعد، أن اللوحة تتكون من أربعة أجزاء قطعتين في موقعهما خلف التمثال وقطعة كانت موجودة بالمخازن وقطعة عثر عليها بأسيوط كانت تستخدم كرحايا «مطحنة غلال» في قرية شطب بأسيوط، وقد بدأت الأعمال منذ شهر تقريبًا لتجميع اللوحة وإعادة نصبها مرة أخري بجوار تمثال تحتمس الثاني حتى يمكن مشاهدتها.

وأوضح «سعد»، أن المركز المصري الفرنسي لدراسات معبد الكرنك يعمل بالكرنك منذ 1967، وتعد هذه اللوحة هي أكبر لوحات الكرنك بعد لوحات توت عنخ آمون بصالة الأعمدة، ولوحة بسماتيك الأول بالفناء الأول، ولوحة أمنحتب الثاني بالصرح الثامن، وتعد أيضًا واحدة من كبري اللوحات بمصر حيث يبلغ ارتفاعها 6 أمتار بعرض 2.1 متر تقريبًا بسمك واحد متر تقريبًا، وتتضمن اللوحة نصوصا تعود إلى الملك أمنحتب الثاني وسجل عليها بعض الانتصارات الحربية له في فلسطين وسوريا، وقد قام الملك سيتي الأول بترميم اللوحة والعديد من المباني بالكرنك وترك اسمه علي اللوحة.

من هو «أمنحتب الثاني» :

«أمنحتب» الثاني من الفراعنة القلائل العريقين في النسب، فقد وُلِد من أبوين يجري في عروقهما الدم الملكي، فوالده «تحتمس الثالث» ابن الفرعون «تحتمس الثاني»، وأمه هي الملكة «مريت رع حتشبسوت» ابنة الملكة «حتشبسوت» بنت «تحتمس الأول» كما فصلنا القول في ذلك، ويدل ما لدينا من الآثار على أنه وُلِد في «منف» عاصمة الملك الثانية؛ إذ منذ حكم والده أصبحت البلاد مقسَّمة قسمين كبيرين، يدير كلَّ واحد منهما وزيرٌ خاصٌّ؛ الأول مقره في «طيبة»، ويسيطر على الإقليم الذي يمتد من «أسوان» حتى «أسيوط»، والثاني يسيطر على الجزء الواقع شمالي «أسيوط» حتى البحر الأبيض المتوسط، ولدينا جعران قد نُقِش عليه تذكار لولادته في «منف».

أما عن قصة اللوحة التذكارية التي أقامها بجوار «بو الهول» :

قد كُشِف حديثًا عن لوحة في الجهة الشمالية الشرقية من المكان الذي يربض فيه تمثال «أبو الهول» في عام 1936، وقد أقامها «أمنحتب» الثاني في هذه الجهة تذكارًا لزيارته لهذا الإله العظيم الذي كان كعبة ملوك الأسرة الثامنة عشرة ومَن بعدهم، يحجون إليه عند توليتهم عرش الملك كما سنرى بعدُ، وقد بنى «أمنحتب» معبدًا صغيرًا لهذه اللوحة وغيرها، وقد كُشِف عن بقاياه أيضًا، واللوحة تُعَدُّ من أعظم اللوحات التي كُشِف عنها وأكبرها حجمًا حتى الآن؛ إذ يبلغ ارتفاعها نحو أربعة أمتار وخمسة وعشرين سنتيمترًا، وعرضها نحو مترين وثلاثة وخمسين سنتيمترًا، وتنقسم هذه اللوحة قسمين: القسم الأعلى مثل فيه الفرعون «أمنحتب» يتعبَّد لصورة «بو الهول»، والقسم الأسفل يحتوي نص اللوحة الذي يُعتبَر من أهم النقوش التي كُشِف عنها حديثًا؛ إذ يحدِّثنا عن صفحة مجيدة في تاريخ حياة هذا الفرعون وتنشئته على يد والده، كما يقدِّم لنا معلوماتٍ هامةً عن ممارسته الرياضة، وتربيته الخيل وأساليبها، وعبادة «بو الهول» في تلك الفترة من تاريخ البلاد.

تعرف علي «أمنحتب الثاني» قبل كشف هذه اللوحة في صغر سنه

غرامه بالرياضة البدنية :

حقًّا يدل ما وصل إلينا من الرسوم والنقوش على أن «أمنحتب» الثاني كان رجل رياضة عظيمًا قوي العضلات، كما تدل موميته على أنه كان طويل القامة قوي الساعد.

والواقع أن «أمنحتب» كان مولعًا بالرماية، بل كانت شغله الشاغل طوال حياته منذ نعومة أظفاره؛ إذ في «طيبة» الغربية نجد في القبر رقم 109 وهو قبر «مين» عمدة مدينة «طينة»، وهو الذي حارَبَ في شبابه مع «تحتمس الثالث» في حملاته لمحةً طريفةً عن طفولة «أمنحتب الثاني»، فقد كان «مين» هذا مدرِّب الأمير «أمنحتب»، فنشاهده في منظر قبره يحمل ملك المستقبل على حجره وهو عاري الجسم، مما يدل على أنه كان لا يزال صغير السن جدًّا، عندما وكل أمر تنشئة هذا الأمير لهذا الجندي القديم، وفي منظر آخر ممتع في نفس القبر نشاهد هذا الجندي وهو يدرِّب «أمنحتب» على الرماية، وقد كان يرتدي وقتئذٍ ثوبًا شفيفًا فضفاضًا، ومفوقًا سهمه نحو هدف مستطيل الشكل كان قد أصاب الهدف فيه أربع مرات من قبلُ، وكان يقف خلفه مربيه «مين» مصحِّحًا لتلميذه الوضع الذي يجب عليه أن يتَّخِذه لإصابة المرمى، كما تدلنا على ذلك النقوش التي تقول: «إنه (أي: مين) قد لقن الصبي القواعد الأولى في تعليم الرماية قائلًا: شدَّ القوس حتى أذنك، واستعمل كل قوة ذراعيك، وثبِّتِ السهم … يا أيها الأمير «أمنحتب» وهذا المنظر كُتِب فوقه العبارة التالية تفسيرًا له: «الأمير «أمنحتب» يتمتع بدرس في الرماية في ساحة القصر في طيبة».

خبير آثار يلقي الضوء على أهمية حدث نقل المومياوات عالميًا ومحليًا

تعرف علي تفاصيل اللوحة التاريخية لإنتصارات وحروب لوحة الملك «أمنحتب الثاني» وقصة ترميمها

تعرف علي تفاصيل اللوحة التاريخية لإنتصارات وحروب لوحة الملك «أمنحتب الثاني» وقصة ترميمها

تعرف علي تفاصيل اللوحة التاريخية لإنتصارات وحروب لوحة الملك «أمنحتب الثاني» وقصة ترميمها

تعرف علي تفاصيل اللوحة التاريخية لإنتصارات وحروب لوحة الملك «أمنحتب الثاني» وقصة ترميمها

تعرف علي تفاصيل اللوحة التاريخية لإنتصارات وحروب لوحة الملك «أمنحتب الثاني» وقصة ترميمها