عظيمات مصر يقتحمن الأعمال الشاقة | صور

عظيمات مصر  يقتحمن الأعمال الشاقة
عظيمات مصر  يقتحمن الأعمال الشاقة

◄ النجارة تجذب فتاتي الصعيد.. وبنت الدقهلية ورثت الميكانيكا عن أبيها

◄ رحمة: أهلي يدعمونني وأحلم بمشاركة رفيقة الكفاح في ورشة أثاث

◄ سارة: لم أهتم بكلام الناس السلبي فتحول لإعجاب واحترام

 

هاجر زين العابدين

 

 

«البنت زى الولد ..ماهيش كمالة عدد» هكذا تعبر كلمات البديع الراحل صلاح جاهين عن أن البنات والسيدات قادرات ، وكون الأسرة لديها بنات فهذا لا يقلل من شخصهن شيئاً ، ورغم مرور الأعوام إلا أن هذه الكلمات تتحقق على أرض الواقع لنجد فتيات يثبتن جدارتهن فى الصعاب ويتجاوزنها ، نعم عزيزتى أنت تستطيعين «الأخبار المسائي» تلقي الضوء على تجاربهن الناجحة التي أثارت حديث السوشيال ميديا عن براعتهن .

«بملابس يكسوها غبار نشارة الخشب يعملن ثمان ساعات داخل ورشة النجارة ،تقبض أناملهن على أدوات النجارة الضخمة  والتي لا تتماشى خشونتها مع أنوثتهن الرقيقة، يتصبب العرق من  جبهتهن من فرط المجهود الذي تبذلهن من أجل تجهيز قطعة خشبية تصلح في صناعة الأثاث وسرعان ما تختفي ملامح الإجهاد التي تكسو وجههن  لتظهر ابتسامة الفرحة بعد الانتهاء من القطعة الفنية التي خططا لها،غير عابئين بنظرات المارة التي ترمقهن»

 

البداية ..إعلان على فيس بوك

رحمة وغادة أول نجارتين في صعيد مصر لم يتجاوزا عامهما العشرين «طالبتان بكلية التربية النوعية بجامعة أسيوط» ، اعتادن على التواجد معاً وجمعتهما صداقة بالغة جعلتهما يتقاسمان معاً أحلامها، التحقا بإحدى الورش التدريبية لتعليم النجارة ، من خلال إعلان تطرق لهما من نافذة أحد مواقع التواصل الاجتماعى «الفيس بوك»، فجال بخاطرهن «لما لا» فلديهما مادة النجارة ضمن موادهما الدراسية ودفعهما الشغف أن يتعلما عنها أكثر لذا التحقا بالتدريب  وفوجئ المدربون بإقبال فتاتين على هذا المجال  وخاصة أنهما من فتيات الصعيد  واستمر لثلاثة أيام مجاناً، تعلمتا فى اليوم الأول كيفية التفرقة بين الخشب الطبيعى وأنواعه وكذلك التفرقه بينه وبين الخشب الصناعي، وفي اليوم الثاني تعلمتا كيف تفرقا بين استخدام وطبيعة  كل أداة على حدة ، وفى اليوم الثالث استطاعت بإنتاج قطعة فنية بمفردهما ثم إنتاج مكتبة خشبية  .

شنيور وشاكوش

«منشار يدوي وصاروخ وصينية وفارة »تلك هى الأدوات الثقيلة التى اعتادنا عليها وكأن ولعهما وشغفهما لم يشعرهما بثقل تلك المعدات .

تقول رحمة «أصعب حاجة فى المعدات وأخطرها هى الصينية  « وهى أداة حادة  يتم استخدامها لتقطيع الأخشاب  والغلطة فيها بفورة «وتعبر غادة »حبيت الخشب لأنه من السلع المعمرة  ولا يمكن الاستغناء عنه ، ودائما الزبائن بتستغرب إزاى بنت وشغالة فى النجارة».

 

مراحل العمل

«كنا بنجيب تصميمات من على النت ونعملها بشكل أحلى من التصميم، ومقررين أول ما نتخرج نفتح ورشة خاصة لينا « ويبدأ العمل  أولاً بتصميم الشكل عبر جهاز الكمبيوتر ، ثم يتم أخذ المقاسات المطلوبة ، ليتم بعدها اختيار نوع الخشب المناسب للتصميم ، ويتم تقطيع الخشب  باستخدام الشنيور والصينية لأحجام مختلفة ، ويتم تجميعه معاً من خلال مسدس المسامير ، وتزيل الزيادات الخشبية باستخدام الفارة  ليتم طلاؤه بعد ذلك .

وتستكمل رحمة سامح «أهلي أكتر ناس بتدعمني رغم صعوبة قبولهم للفكرة في البداية بسبب قلقهم وخوفهم من مشقة العمل وخطورة التعامل مع الألات الحادة واستمرت محاولات الإقناع لفترات طويلة  وأتمنى مشاركة رفيقة الكفاح في ورشة كبرى لتصنيع الأثاث.

 

ميكانيكية .. للسيارات

«تقف  بملابسها التى  يكسوها بقع سوداء جراء الشحوم،  أمام شاشة جهاز كمبيوتر يتم إتصاله بالسيارة المعطلة ، للكشف عن أسباب العطل ، ممسكة بيدها إحدى الأدوات المستخدمة فى تصليح عطل «بالبوجيهات» فهو بمثابة عقل السيارة ولكنها تتعامل معه بمهارة فائقة.

سارة أحمد (23 عاماً ) حاصلة على دبلوم تجارة من محافظة الدقهلية ، توارثت المهنة من والدها الذي ظل يعمل بالمهنة منذ  أكثر من 35 عاماً وبحكم ترددها على ورشة ابيها لصيانة السيارات ، طلبت منه أن يعلمها «سر المهنة» وقررت أن تدخل على المهنة الأساليب الحديثة فى العمل، أولا بحضورها لكورسات وورش تدريبية  في أكاديمية مصر للعلوم والتكنولوجيا ، ساعدها على كيفية التعامل مع السيارات الحديثة ومعرفة كيفية اكتشاف العطل وأجهزة التحكم داخل السيارة .«مكنتش بهتم بالكلام السلبي، إزاى بنت بتشتغل شغل رجالة ،الواحدة مالهاش غير بيت جوزها ومهما تعمل مش هتعرف تسد..مش هتكملي وهتقعي  من أول مطب وهتفتكري كلامنا  لكن  الكلام زاد من إصراري على النجاح والصمود»،

تجاوزت الصعاب واستطاعت أن تحفظ العدة  وكل استخدامتها وأيهما أصلح لفك عطل معين «  إلى أن تمكنت من فتح ورشة هى وأخيها لصيانة السيارات والأعطال الميكانيكية. بعد أن أثبتت للجميع أنها قادرة على التحدى واجتازته بجدارة  أصبح ينظر لها الجميع باحترام لقرارها  بل وأصبح المتنمرون بها هم من يرشدون الزبائن وينصحوهم بالتعامل معها ».