73 عامًا على مجزرة «دير ياسين».. أرض فلسطين تأبى نسيان جرائم الاحتلال

73 عامًا على مجزرة «دير ياسين».. أرض فلسطين تأبى نسيان جرائم الاحتلال
73 عامًا على مجزرة «دير ياسين».. أرض فلسطين تأبى نسيان جرائم الاحتلال

«دماء.. أشلاء.. قتل ودمار»، حكاية جرائم الاحتلال الإسرائيلي لا تختلف كثيرًا بين الماضي والحاضر، والضحية واحد، شعب فلسطيني أبى أن يترك ديار أورثها عن آبائه وأجداده، ووطنًا هو له ولبنيه منذ قديم الأزل.

حكاية آلية الدمار والتخريب الإسرائيلية كانت ولا زالت في طليعة مشهد الاحتلال، وحتى قبل نكبة سلب الأرض ونهب العباد كانت مجزرة دير ياسين هي العنوان.

إقرأ أيضاً: إصابة عشرات الفلسطينيين بالاختناق خلال قمع الاحتلال مسيرة كفر قدوم

73 سنة مرت على تلك المجزرة التي أسقطت المئات من الفلسطينيين شهداء في وطنهم، قبل أن يشرع الاحتلال بأيامٍ في قيام دولته على أنقاض أرض فلسطين التاريخية.

شهداء على يد يهود متطرفين

ففي مثل هذا اليوم 9 أبريل عام 1948، نفذت جماعتان صهيونيتان مجزرة دير ياسين الشهيرة، التي أسفرت عن استشهاد مئات الفلسطينيين.

وجاءت المذبحة بعد نحو أسبوعين من توقيع رؤساء المستوطنات اليهودية جوار دير ياسين معاهدة سلام مع القرية الفلسطينية، لينقض بذلك المتطرفون اليهود تلك المعاهدة.

والجماعتان الصهيونيتان اللتان نفذتا الهجوم الإرهابي على الفلسطينيين في دير ياسين هما «أرجون» و«شتيرن». 

ولا توجد إحصائية رسمية مؤكدة بالرقم الصحيح لشهداء فلسطين في هذه المجزرة، والمعروف أن عدد الشهداء تراوح بين 250 و360 شهيدًا فلسطينيًا.

وقائع المذبحة

وتبدأ وقائع الأحداث، وفق شهادات الناجين من المجزرة، بأن الهجوم بدأ قرابة الساعة الثالثة فجر ذلك اليوم، لكن الصهاينة في حينه تفاجأوا بنيران الأهالي التي لم تكن في الحسبان، وسقط من اليهود 4 قتلى، وما لا يقل عن 32 جريحًا.

بعد ذلك طلبت العصابات الصهيونية المساعدة من قيادة  فرقة «الهاجاناة» في القدس وجاءت التعزيزات، وتمكّنوا من استعادة جرحاهم وفتح الأعيرة النارية على الأهالي دون تمييز بين رجل أو طفل أو امرأة.

واستمرت المجزرة الوحشية الصهيونية حتى ساعات الظهر، وقبل الانسحاب من القرية جمع الإرهابيون اليهود كل من بقي حيًا من المواطنين العرب داخل القرية وأطلقوا عليهم النيران لإعدامهم أمام الجدران.

وفرقة الهاجاناة التي فتحت النيران دون رحمة على أهالي دير ياسين، كانت بقيادة مناحم بيجن، الذي أصبح فيما بعد رئيسًا لوزراء إسرائيل.

وتفاخر بيجن بما فعله، وقال: «كان لهذه العملية نتائج كبيرة غير متوقعة، فقد أصيب العرب بعد أخبار دير ياسين بهلع قوي فأخذوا يفرون مذعورين.. فمن أصل 800 ألف عربي كانوا يعيشون على أرض إسرائيل الحالية «فلسطين المحتلة» عام 1948 لم يتبق سوى 165 ألفًا».

وتابع قائلا: «لقد خلقنا الرعب بين العرب وجميع القرى في الجوار، وبضربة واحدة، غيرنا الوضع الإستراتيجي».

وكانت مجزرة دير ياسين عاملاً مؤثرًا في الهجرة الفلسطينية إلى مناطق أُخرى من فلسطين أو البلدان العربية المجاورة، لما سببته من حالة رعب عند المدنيين، خشية تكرار مثل هذه المجازر مرة أخرى، والتي تكررت لاحقًا في أنحاء متفرقة في فلسطين دون توقفٍ أو انقطاع.