أبوجريشة.. «فاكهة الكرة.. وصاحب الرأس الذهبى»

أبوجريشة.. فاكهة الكرة.. وصاحب الرأس الذهبى
أبوجريشة.. فاكهة الكرة.. وصاحب الرأس الذهبى

 كتب:شوقى حامد

مشــــــوارى فــــــى بـــــــــلاط صاحبـــــة الجـــــلالـــة زاخر بالمواقف حاشد بالأحـــــــداث ملــــــىء بالعلاقات مع الكثير من الشخصيات.. لأنه طـــال لأكــثر مــن أربع حقـب زمنيــة.. فقــد اســـــتحق التســــــجيل واســـــتوجب التدوين.. وعــلى صفحــــات «آخر ساعة» أروى بعضا مـــن مشاهده.

تردد اسم الكابتن على أبوجريشة كثيرا فى الفترة الأخيرة بعد توليه رئاسة لجنة إنقاذ الإسماعيلى مع نفر من خلصاء هذه القلعة الفنية العصماء، والكابتن على هو فاكهة الكرة المصرية وفنانها الرشيق وموهوبها العتيق وهدافها العريق.. وهو سليل العائلة الرياضية التى أفرزت حبات عديدة وأنبتت ثمرات لذيذة وأخرجت عناصر سديدة أمثال أحمد أبوجريشة وسيد وصلاح ومحمد وإسماعيل، وجميعهم تألقوا على الأبسطة الخضراء وامتهنوا التدريب  والإدارة فى عروس القناة الشهباء.. والكابتن على هو نجل الكابتن اسماعيل حارس  الدراويش السابق وأحد الرجالات التى عملت فى هيئة قناة السويس أسوة بأقرانه الذين التحقوا للعمل بهذا  الشريان المائى الذى أمد عائلات كثيرة بوسائل الحياة ووفر لهم عناصر النماء والرخاء، وكان ترتيبه الأخير بين عشرة أشقاء بينهم ثلاث إناث.. ورغم نحافته غير أن الله حباه بقامة فارعة وهامة متسقة ومنحه قسطا وافرا من الرشاقة والمرونة وخفة الحركة، وهى السمات التى أهلته لممارسة الساحرة المستديرة مع الصبية من زملائه عندما لم يكن يتوفر لديهم سوى كرة التنس الصفراء التى تطير المخايل الأصيلة وتبرز الإمكانات والمهارات الجميلة، وعندما دخلوا فى المرحلة الشبابية المبكرة توجهوا لنادى القناة فى بداية  تشكيله حيث سبقهم إليه بعض الموهوبين الأكثر سنا أمثال بيفو ودميان وفتحى نافع وشقيقه صلاح أبوجريشة الذى آثره على نفسه ونصحه بأن ييمم وجهته شطر الإسماعيلى معقل الدراويش الأصلى الذى يضم خيرة الموهوبين بالمدينة ويرعاه المعلم الكبير المهندس عثمان.. انصاع الفتى الذهبى لنصيحة شقيقه وتوجه حيث وجد الرعاية والعناية على يد كلٍ من الكابتن على عمر والكابتن سيد شارلي.. وتسنى له أن يلمح هناك من كان يسمع عنهم ويتوق لمشاهدتهم أمثال كابتن رضا وزميله شحتة وأن يتابع بعضا من تدريبات المجرى كوماتشي.. كان من الطبيعى أن يخطف على أبوجريشة بمهارته وموهبته الأبصار فوقع عليه الاختيار لينضم للفريق الأول ويشارك فى أول اللقاءات الرسمية له وكانت أمام شواكيش الترسانة ونجومها الأفذاذ أمثال الشاذلى ورياض وحسن والخليلى، ونال الدراويش هزيمة قاسية بالثلاثة الأمر الذى أحزن فتانا المرهف وجعله يفضل الابتعاد ونأى بنفسه عن مواصلة المشاركة، وكان للكابتن شحتة صديق المدير الفنى للإسماعيلى والمنتخب الوطنى الفضل فى عودة على أبوجريشة من جديد للملاعب، وقام بتوسيط د.شوقى عوض الله  لديه والسعى لإبرائه وأشقائه من حالة الاعتكاف التى ألمت به والدفع به فى مباراة هامة أمام الزمالك بعد تهيئته نفسيا ومعنويا، وكانت النهاية مبشرة وسعيدة حيث فاز الإسماعيلى يومها بثلاثية وبزغ فيها نجوم عديدة احتلوا مكانة مرموقة فى النفوس وهفت إليهم الأرواح أمثال السقا وميمى درويش ويسرى طربوش والعربي.. وتوالت اللقاءات وسطعت النجوم الموهوبة وتعملق اللاعبون أصحاب الإمكانات العالية والملكات الفذة، فكانت أفضل مباريات النجم الساطع على أبوجريشة أمام الأهلى التى حصد الدراويش من خلالها درع الدورى لأول مرة موسم ٦6/٦7.. ثم جاءت المباراة التاريخية التى شارك فيها مع الدراويش يوم ٩ يناير ٧٠ أمام الإنجليير وحققوا فيها بطولة أفريقيا أمام ما يزيد عن مائة ألف متفرج باستاد القاهرة وفازوا بثلاثية، كان أبوجريشة هو صاحب الهدف الأول وعبدالرازق الثانى والثالث ثم لعب أفضل مبارياته على الإطلاق أمام كوتوكو وفاز 3/2 بصعوبة.

تواصل أبوجريشة بعد اعتزاله مع كرة القدم التى وهبها روحه ومنحها قلبه وامتهن التدريب فى البداية وحصل على رخصته الأولى من الخواجه طومسون ثم ساعد الألمانى هيدرجوت فى الإدارة الفنية لمتنخب مصر ثم ارتحل للخليج وعمل بأندية الإمارات وعمان ثم رافق الكابتن شحتة فى إدارة الإسماعيلى الفنية وحصلا معا على كأس مصر ثم فضل العمل كمستشار فنى بالمقاولون العرب تحت قيادة المهندس إبراهيم محلب ثم مديرا فنيا بوادى دجلة لقطاع الناشئين ومدرسة البراعم.. ويفخر بأنه فجّر مواهب لاعبين كان لهم مواقع  شهيرة وأثيرة أمثال محمد صلاح ومحمد محسن أبوجريشة وأحمد العجوز وأحمد رزق وعاطف عبدالعزيز وفوزى جمال وفكرى الصغير ومحمد حمص وحسنى عبدربه وأحمد فتحى والشحات والسعيد وعمر جمال وعبدالفضيل والجمل.. يتميز أبوجريشة بالبشاشة والبشر ويُشعر من يحادثه أنه يعرفه من زمان وكأنه صديق عمره.. حصل أبوجريشة على وسام الرياضة عام ٧٩ من الطبقة الأولى وعلى نفس الوسام من الطبقة الثانية مرتين.. وهو هداف الدورى موسم ٦٦ وهداف أفريقيا وأفضل لاعب أفريقى عام ٧١.. ولا يفتأ يتذكر المعلم عثمان أحمد عثمان صاحب الفضل الكبير على الإسماعيلى الذى حافظ على وحدة الفريق خلال أيام الهجرة ويحترم كل من سبقوه من نجوم فى الأيام الخوالى ويتمنى أن يوفق فى المهمة الصعبة الموكلة إليه لإنقاذ ناديهم العريق من حالة التردى التى تواكبه حاليا.