عم حسنى يحيى فن النحت الفرعوني بالنقش على «الألباستر»

عم حسني والنقش على الألباستر
عم حسني والنقش على الألباستر

كتبت: همسة‭ ‬هشام

«دراويش دراويش.. يا جماله.. الواد ده زيه مفيش.. يا جماله.. ومناج وفكر ثواني».. هذه ليست مجرد أغنية بل كلمات فلكوروية يتغنى بها عمال وصنايعية ورش تصنيع «الألباستر» بقرية القرنة الكائنة فى غرب الأقصر، تقطع أصوات التكسير والدق المسيطرة على المكان لتخلق جواً من المتعة الممزوجة بالعمل والجد. ويعتبر فن «الألباستر» من الفنون الجميلة التى لا يعرف أسرار صناعتها إلا أهل الأقصر، ويقدمون من خلاله ما يسحر السائحين خلال زيارتهم للمحافظة، من خلال تقليد التحف الفرعونية وبيعها كهدايا تذكارية للسائحين الأجانب.

 وتحتكر مصر صناعة الألباستر وهو نوع من المعادن الخام البيضاء، كما يوجد فى عدة ألوان ويتميز بصلابته وشدة نصوعه عند وجوده طبيعيًا، حيث لا توجد تلك الأحجار فى مكان آخر.

واستخدمه المصريون القدماء فى نحت التماثيل وصنع أدوات الزينة.. «ارسم لحد ما ايدى تشقق.. ده تاريخ بلدي.. واحلى بلد بلدي» بكل فخر وعزة عبر الحاج حسنى محمد عن مدى انتمائه لبلده، كونه أحد الممثلين للتاريخ المصري، الجد الذى يحكى لأحفاده ذكريات الأجداد القدامى من خلال لوحاته المصنوعة من الألباستر، ويسرد قصص التاريخ المنقوشة بالأيدى وبريشة الألوان لنعرف كيف وقفت مصر تبنى قواعد المجد وحدها.. الحاج حسنى البالغ من العمر ستين عامَا تروى خطوط تجاعيد عينه ذكرياته بين المعابد والفراعنة، وتحكى لوحاته من الألباستر أسرار الحياة الفرعونية وقصص الكفاح والنضال والحب بين الملوك والملكات.. ولوحات الحاج بمثابة الحكَّاء والمؤرخ التاريخي، فما صنعته أنامل الشيخوخة ما هى إلا قصص عابرة ومقتطفات لأهم تفاصيل حياة حضارة 7 آلاف سنة.