رئيس اتحاد الناشرين المصريين:

اتحاد الناشرين: عدد المكتبات في مصر غير كافٍ وخمسة أيام إضافية لمعرض الكتاب

 سعيد عبده
سعيد عبده

 فوق رأسه حط ركام من الهموم الثقيلة والتحديات الشرسة التى أرقت أفق واحدة من أعرق المهن، وأكثرها تأثيرا فى مجال صياغة الوجدان، فقد اصطفت التحديات أمام سعيد عبده رئيس اتحاد الناشرين المصريين الذى نال ثقة زملائه فى محيط مهنته لأكثر من دورة، وقد واجهته الهموم المتراكمة التى أرقت صناعة النشر طويلا، وفى صدارتها: ظهور الوسائط الحديثة، والتقنيات المتطورة وتمكنها من الاستحواذ على الأفق، وازداد موقف هذه الصناعة تدهورا وسوءا حين خيمت جائحة «الكورونا» على أفق عالمنا، فقد أثرت سلبيا بصورة مباشرة على صناعة الكتاب ومهنة النشر، وعبر الحوار التالى مع رئيس اتحاد الناشرين المصريين نتعرف على مشروعاته وخططه لإنعاش هذه الصناعة التى تعد أحد أسلحتنا القوية فى معركة صناعة الوعى الحقيقى وقد سألناه فى المستهل.

 

 ما دور اتحاد الناشرين المصريين فى التصدى لممارسات بعض الناشرين الذين يصدرون كتب التطرف والإرهاب إما جهلا أو تآمرا وعمدا؟

فى الأصل عملية النشر فى مصر إتاحة حرية النشر، وليست هناك رقابة على النشر ولكن هناك أسسا معينة، فكتب التطرف والإرهاب أو بعض الكتب الدينية المفروض أن تحصل على تصريح من الأزهر الشريف عبر الإدارة العامة للبحوث، أى كتاب دينى يعرض عليها للموافقة على اقتباس جزء من القرآن الكريم أو بعض الآيات القرآنية، أو بعض الأحاديث النبوية للمراجعة وإعطاء الموافقة على النصوص الدينية، كثير من الناشرين لا يعلم أنه لابد من مراجعة الكتاب فهى الجهة المختصة ليست للرقابة لكن لتصحيح الخطأ إن وجد ليخرج محتوى الكتاب مراجعا بشكل طيب لكى لا يترك فرصة لبعض الأفكار المتطرفة أو بعض الأفكار التى تسيئ إلى المجتمع وتزيف فكر الشباب وهنا ينكشف التعمد، ولكن الرقيب فى هذه الحالة هو الأزهر، وهناك كتب قديمة يعاد طبعها من كتب التراث، وهذه الكتب المسئول عنها جهتان: هما الأزهر والمصنفات، بينما دورنا كاتحاد ناشرين أن ننبه فقط دور النشر إلى خطورة هذا الأمر، وأذا وجدنا شيئا مريبا نقوم على الفور بإبلاغ الجهات المختصة ونشير إلى أن هذا الكتاب من الكتب التى يجب مراجعتها أو أن المحتوى موجه، وكما ترون دورنا مقصور على التوجيه فقط.


 هل هناك فكرة لإنشاء صندوق لمواجهة آثار الكورونا على صناعة النشر والحد من انعكاساتها على العاملين فى صناعة النشر؟

نحن نعمل فى هذا الأمر على اتجاهين، فلدينا صندوق الكوارث فى الاتحاد ونحاول دعمه، ولكنه صندوق ضعيف لا يستطيع تحمل كل هذه الآثار الموجودة بسبب كورونا وخاصة بسبب طول المدة، فالصندوق يصرف بعض المعونات ويتخذ بعض الإجراءات لمساعدة الناشر، شيء آخر قدمناه إلى الاتحاد، وهو مشروع العلاج بسعر مخفض سواء فى الأدوية أو الأشعات أو تحاليل من خلال اشتراك الناشر فى برنامج معين تحملنا قيمته بالكامل لمدة سنة للناشرين، وأسرهم، والشيء الأهم بالاشتراك مع وزارة التضامن الاجتماعى يشمل مجموعة من النقابات المهنية «النقابة الفنية والفنانين التشكيليين واتحاد الناشرين «مشروع لصرف معاش للعاملين بدور النشر، على اعتبار أن 90% منها منشآت صغيرة ومتوسطة، والمظلة تمتد إلى صاحب العمل والعاملين لديه باشتراك شهرى، يحصل بمقتضاه على معاش، وهذا الاشتراك تضاف إليه نسبة 4% تقريبا، لتمتد إلى المشترك مظلة التأمين الصحى الشامل التى قرر الرئيس عبد الفتاح السيسى أن تغطى كل فئات المجتمع المصرى، فهذا المشروع نعمل على إنجازه منذ ثلاثة أسابيع مع د.نيفين القباج وزيرة التضامن الاجتماعى وأرجو أن يتحقق بكامله قريبا.


 وماذا عن دور وزارة الثقافة تجاه الاتحاد؟

وزارة الثقافة ليس لديها التزام مادى تجاه الاتحاد، فليس هناك بند يقرر ميزانية خاصة بالاتحاد، ولم تصرف الوزارة الدعم بالنسبة للاتحاد التى تشرف عليه إداريا، وكان متوقفا منذ حوالى عشر سنوات، وقد استجابت د.إيناس عبد الدايم وزيرة الثقافة منذ بداية الجائحة، وصرفت لنا الدعم المقرر لأول مرة من عشر سنوات أما بالنسبة للمساندات الأخرى التى تتمثل فى جزء من ميزانية قصور الثقافة فسيتم شراء كتب به خلال أيام، وكان بعض الناشرين قد قدموا قوائم من خلال الاتحاد إلى هيئة قصور الثقافة لاختيار احتياجاتهم منها من خلال لجنة، ولكن فى الحقيقة هذا ليس كافيا، فدائما احتياجات الهيئات الحكومية والوزارات تصل إلى 70% وأكثر من حجم إنتاج الناشر، وبالتالى الجزء المتبقى 30 % يطرح للجمهور لذلك يستطيع الناشر أن يحقق مبيعات كبيرة ويطمئن فى معاملاته، لكن هنا فى السوق المصرى يحدث العكس، فاشتراكنا مع الهيئات والوزارات لا يتعدى 20%، وبالرغم من قلة النسبة إلا أنها قد توقفت تماما فى الفترة الأخيرة، وخاصة بعد كورونا، فوزارة التربية والتعليم توقفت تماما عن تزويد المكتبات المدرسية مع أن التمويل المالى من أولياء الأمور، وليس من ميزانية الدولة، وقد اجتمعنا مع د.طارق شوقى وزير التربية والتعليم فى مقر المجلس الأعلى للثقافة، وأرجو أن يعاد النظر فى هذه المبالغ المحصلة من أولياء الأمور لصالح تزويد المكتبات المدرسية.. فلدينا آلاف المكتبات المدرسية فإذا جرى اقتناء نسخة من كل كتاب ستتوفر سيولة جيدة بالنسبة للناشرين، وإضافة إلى ذلك المكتبات التابعة إلى مراكز الشباب، الحقيقة أيضا أن التزويد شبه متوقف، والجامعات بالكامل والهيئات توقفت تماما، وهذا له أثر مؤسف على صناعة النشر، وقدرة الناشر على مواصلة عمله فى ظروف توقفت فيها إلى حد كبير المعارض الداخلية، وقد انخفض الإقبال على المكتبات التى بالكاد لا تحقق سوى 10% فى مبيعاتها، وهذا بالإضافة إلى توقف المعارض الخارجية والتصدير، كل هذا أثر سلبيا بشكل كبير على حركة النشر، وقد أكدت إحدى الدراسات خروج 35% من الناشرين من المجال، وإذا استمر الوضع كما هو سيخرج عدد كبير جدا، وبهذا ستخسر مصر إحدى أذرعها الناعمة وهو الكتاب، فلابد من استمرار صناعة النشر لأنها تمثل جزءا كبيرا جدا من صناعة الوعى ومواجهة التطرف، فكيف للمبدع أن يستمر ويبدع وسط هذا التدهور الذى لحق بالصناعة، فمن الضرورى دعم صناعة النشر، واعتمادها كصناعة فى وزارة الصناعة، لأنه حتى الآن لا يعترف بها كصناعة، ولكن كمهنة أو حرفة فلذلك لا نحظى ببرامج الدعم التى تقدمها الدولة، كما أننا نقوم باستيراد كل أدوات الطباعة، فلدينا فى مصر مصنعان فقط لصاعنة الورق «أدفو وقنا» وإنتاجهما لا يكفى سوى 20 أو 30% من متطلبات السوق، وهناك شركة «راكتا» يعاد تأهيلها ودخولها إلى السوق، وكما ترون نحتاج إلى دعم لمدخلات صناعة النشر مثل الورق والأحبار لأن ذلك يوفر كثيرا من العملة الصعبة فنحن نستورد الآن وبالضرورة نخضع إلى الأسعار العالمية وبالتالى ترتفع أسعار الكتب.


 وما آخر أخبار مشروعات الاتحاد لإنعاش عالم القراءة مثل شارع المكتبات؟

أثناء افتتاح معرض الكتاب بالإسكندرية تقدمت إلى اللواء محمد الشريف محافظ الإسكندرية بهذا المشروع فرحب كثيرا، ووعد بتخصيص مكان مناسب لهذا المشروع، ونتحمل نحن التكلفة كاملة، وأرجو أن ينفذ المشروع قريبا، كما خصص د.أشرف زكى رئيس أكاديمية الفنون قرابة الخمسين مكتبة بأكاديمية الفنون بالجيزة أوشكت على الانتهاء وسيعلن عن تسليمها للناشرين قريبا، وأرجو أن تعمم الفكرة على مستوى الجمهورية، ففى كل مدينة كبيرة لابد من وجود شارع للمكتبات لأن عدد المكتبات فى مصر حوالى 400 مكتبة فقط، فبالطبع لا تغطى احتياجات القارئ ولا تصل إلى الجميع.

 وما أحدث تطورات الإعداد لمعرض القاهرة الدولى للكتاب فى دورته الجديدة؟
فى اللجنة العليا يجرى فتح باب الحجز أول أبريل، وستمتد فترة انعقاد المعرض خمسة أيام إضافية عن السنوات السابقة، وساعات العمل ستمتد أيضا حتى التاسعة مساء كل أيام المعرض عدا الخميس والجمعة حيث يستمر العمل فيهما إلى العاشرة مساء، وقد اتفقنا داخل اللجنة على تثبيت أسعار الأجنحة أو الإيجار بالرغم من زيادة المدة كنوع من مساعدة الناشرين فى ظل الوباء الموجود، وهذا ينطبق أيضا على الناشرين العرب، وكنا نرجو أن تكون قيمة الاشتراك أقل من ذلك، ولكن هذا هو المتاح لدينا حتى الآن مع مراعاة الالتزام بالإجراءات الاحترازية، وتحديد المسافات الفاصلة بين الأجنحة.
وعلى جانب آخر، التقى أول أمس مجلس ادارة الاتحاد وإسلام بيومى مدير عام معرض القاهرة الدولى للكتاب، لاستعراض تفاصيل وضوابط الاشتراك فى معرض القاهرة الدولى للكتاب بدورته المقبلة.
وعرض مسئولو الشركة المسئولة عن البوابة الإلكترونية للمعرض آلية التسجيل فى المعرض والخدمات التى تقدمها البوابة، وأجابوا عن استفسارات الأعضاء، وتأتى هذه الدورة تحت شعار «هوية مصر.. الثقافة وسؤال المستقبل»، كما وقع اختيار اللجنة على الأديب الكبير يحيى حقى «شخصية المعرض» هذا العام، وجرى للمرة الأولى اختيار شخصية خاصة لمعرض كتاب الطفل، ووقع الاختيار على الأديب الراحل عبدالتواب يوسف.
وهناك أيضا معرض فيصل للكتاب فى شهر رمضان ونأمل أن يحقق ما يرجوه الناشرون من بيع أكبر كم من الكتب، حيث إنه يخصص هذا العام للكتاب المخفض فقط.