حكايات| مشرحة سرية.. 33 قتيلا و«ضابط» يكشف الجرائم بالصدفة 

 مشرحة سرية.. 33 قتيلا و«ضابط» يكشف الجرائم بالصدفة 
مشرحة سرية.. 33 قتيلا و«ضابط» يكشف الجرائم بالصدفة 

عندما فتشت السلطات منزل جون واين جاسي في عام 1978، بعد الاشتباه فيه إثر اختفاء الشاب روب بيست (15 عامًا)، عثروا على أغلال وخاتم يرتبط بالمدرسة الثانوية ورخصتي قيادة لا تنتمي لصاحب المنزل.

 

منذ 1972، اشتهر جون واين جاسي بسمعة سيئة، ففي هذا العام بدأ في استهداف سلسلة من الشبان والأطفال وصل عددهم إلى 33 شابًا وصبيًا ليبدأ في استهدافهم حتى 1978، ودفن الغالبية العظمى تحت منزله في منطقة شيكاغو. 

 

منذ بدء اختفاء الشباب والأطفال واحد تلو الآخر، اعتقدت السلطات الأمريكية في شيكاغو أنها مجرد حالات هاربة، لكن بمزيد من التحقيقات تبين أن قطعة أرض تحتضن أعمال مقاولات خاصة به تمثل أرضا مناسبة لجذب الضحايا المحتملين من الشباب بوعدهم بوظيفة ذات أجر جيد.

 

 

كان اختفاء روبرت بيست البالغ من العمر 15 عامًا في عام 1978 هو الذي وضع السلطات في مسار المقاول جاسي وقادهم في النهاية إلى الكشف عن أجزاء مهمة من الأدلة التي كشفت جرائمه.

 

آنذاك كان من المقرر أن يعود الطالب بيست إلى المنزل بعد العمل في نوبة ما بعد المدرسة في صيدلية بديس بلاينز في 11 ديسمبر 1978؛ حيث ظلت والدته تنتظره في سيارتها بينما كان ينهي عمله عندما أخبرها أنه يريد التحدث إلى رجل عن وظيفة تعاقدية محتملة؛ حيث كانت تلك آخر مرة رأته فيها حياً.

 

اقرأ أيضًا|  بحسنوات تيك توك.. كيف تحتال مطاعم على زبائنها؟

 

سرعان ما تمكن المحققون من معرفة هوية ذلك المقاول - جون واين جاسي - واستجوبوه حول مكان وجود المراهق، فعلموا أيضًا بإدانة جاسي السابقة في ولاية أيوا بتهمة الاعتداء جنسيًا على صبي مراهق، وكان لا يزال يقضي فترة الإفراج المشروط، وعرفوا أنهم بحاجة لمزيد من التدقيق فيه. 

 

بعد يومين من اختفاء الطالب بيست، نفذت السلطات أمر تفتيش في منزل جاسي ديس، فلم يعثروا على الشاب المختفي لكنهم صادفوا بعض العناصر الأخرى المثيرة للقلق.

 


ففي غرفة علوية بالمنزل، عثر الضباط على أغلال وأصفاد، وفي وقت لاحق علم المحققون أن جاسي استخدم الأصفاد كوسيلة لإعاقة ضحاياه قبل مهاجمتهم، مستفيدًا من ارتدائه زي المهرج للأعمال الخيرية دائما؛ حيث كان يخبر بعض الضحايا أنه يريد أن يظهر لهم خدعة سحرية باستخدام الأصفاد.

 

وبالفعل يقيد جاسي نفسه ثم يحرر نفسه بسرعة، وتحت ستار تعليم ضحاياه سر الخدعة، كان يقيدهم بالأصفاد ليتحولوا بين لحظة وأخرى إلى أسرى، بحسب التفاصيل التي يرويها موقع oxygen.

 

وأثناء بحثهم عن منزل جاسي، عثر المحققون أيضًا على إحدى الأغراض المدرسية المرتبطة بمدرسة مين ويست الثانوية، والتي لا ينتمي إليها جاسي، فأدرك المحققون لاحقًا أن المالك كان يفتقد المراهق جون سزيك الذي اختفى في يناير 1977 عن عمر يناهز 19 فاحتفظ بهذا الغرض. 

 

وقد تم العثور على جثة سزيك لاحقًا في قطعة الأرض المرتبطة بمقاولات المتهم جاسي، ورغم من عدم القدرة على الشاب الضحية في البداية جاء تحليل سجلات الأسنان في العام 1979 ليؤكد أنها جثته.

 

اقرأ أيضًا| أقنعة الرصاص.. نهاية مرعبة لشابين تواصلا مع «فضائيين»!

 

وفي سلة المهملات الموجودة في مطبخ جاسي أيضًا، عثر المحققون على أحد الإيصالات وتبين أن والدته هي من وضعت هذا الإيصال داخل سترة ابنها ويحمل اسمها، قبل أن تنكشف التفاصيل أن جاسي هو من قتل بيست وألقى بجثته في النهر.

 

ربما كان جثمان بيست هو الوحيد الذي تم إلقاؤه في النهر أما باقي الضحايا تم دفنهم أسفل منزل القاتل جاسي، حيث وظف اثنين من عماله هما ديفيد كرام ومايكل روسي بحفر خنادق تحت منزله بدعوى أنه يصلح مشكلة الصرف لكن الهدف الحقيقي كان تحويلها لمقابر.

 

كانت الرائحة الكريهة المنبعثة من الجثث قوية، ولعبت دورًا حاسمًا في الكشف عن جرائم جاسي، فخلال وجوده تحت مراقبة الشرطة في قضية بيست، دعا جاسي ضابطين بكل وقاحة إلى منزله للتدفئة من برد ديسمبر، وطلب الضابط ديس بلاينز بوب شولتز استخدام الحمام، وأثناء وجوده هناك ظهرت رائحة ملحوظة.

 

يتذكر مايك ألبريشت، الضابط السابق في ديس بلاينز: "تلك الرائحة كانت أشبه بالمشرحة"، لافتاً إلى أنها كانت قادمة من أسفل المنزل بوضوح.

 

 

أصبحت هذه الأدلة الرئيسية - حلقة الفصل وشهادة الضابط حول الرائحة الكريهة للبقايا البشرية - ضرورية للحصول على مذكرة تفتيش ثانية لمنزل جاسي  والتي تم تنفيذها في 21 ديسمبر 1978.

 

وأسفل منزل جاسي، وجد المحققون المجموعات الأولى من الرفات البشرية وعلى مدار الأيام الثمانية التالية، أصبحت المنطقة بالكامل  تحمل موجات من القصص عن جرائم القتل المروعة التي ارتكبها جاسي. 

 

تجمعت حشود من الناس خارج منزل جاسي بينما واصل المحققون اكتشاف المزيد من الجثث، وحوكم جاسي وأدين بارتكاب 33 جريمة قتل في عام 1980 وحُكم عليه بالإعدام، وبالفعل تم إعدامه بالحقنة المميتة في 10 مايو 1994.