الابن رحل في عمر أمه.. أسرار من حياة هيثم وأحمد زكي

 هيثم أحمد زكي
هيثم أحمد زكي

مثل أبيه كان هيثم أحمد زكي هو الابن الوحيد، فالأب أحمد زكي عبدالرحمن بدوي ولد في مدينة الزقازيق، وكان الابن الوحيد لأبيه الذي توفي بعد ولادته.

 

مرت الأيام وتزوجت والدة الفنان الراحل أحمد زكي فربّاه جده، وحصل على الثانوية من الزقازيق ثم التحق المعهد العالي للفنون المسرحية وكان الأول على دفعته.

 

كان أول عمل لأحمد زكي مسرحية «هالوا شلبي»، ثم سلسلة أعمال ناجحة مثل مدرسة المشاغبين، والعيال كبرت، واشتهر في مسلسل «الأيام» ومسلسل «هو وهي»، وفيلم «أنا لا أكذب ولكني أتجمل»، وغيرها العديد من الأفلام التي حصل منها على جوائز عديدة.

 

تزوج من الممثلة الراحلة هالة فؤاد، وأنجب منها ابنه الوحيد هيثم الذي ولد في 4 أبريل 1984، كان أحمد زكي يرفض رفضا قاطعا ظهور ابنه هيثم في البرامج التلفزيونية أو على صفحات الجرائد إلا أنه وافق لأول مرة عندما عرض عليه محرر مجلة الكواكب عمل حوار حول هيثم ويكون بصحبته ونشر بالفعل في 21 فبراير 1989.

 

في أول اللقاء سأل المحرر أحمد زكي سبب رفضه ومنع هيثم من أي لقاء تليفزيوني وسبب تغير رأيه الآن؟، فأجاب أنه لا يريد له أن يكون سبب شهرة هيثم الذي لم يتم "ثلاث سنوات"، خاصة أنه ابن فنان وفنانة ليس إلا، وشعور طفل بالنجومية المبكرة سينعكس على شخصيته وحياته، وكل ما يريده لابنه أن يكون مشهورا ومحبوبا من خلال تفوقه الدراسي فقط.

 

 وبسؤاله عن حق هيثم في التباهي بوالده كباقي الأطفال، أجاب النمر الأسمر بقوله إنه مع كلامه جدا لكن في وقت يكون شخصيته ونفسيته قد اكتملت، فالجمهور سيفرح عندما يعلم أن ابن نجمهم المفضل متفوق في دراسته ليس من نشر صوره باستمرار على صفحات الجرائد.

 

 ويستكمل أحمد زكي حديثه أنه مقصر مع هيثم بسبب ظروف عمله و انشغالاته أولا وثانيا بسبب تواجد هيثم في منزل جده فهو يراه مرة كل أسبوع ويسعى جاهدا أن يعطيه كل ما يجب عليه من حب واهتمام وأحاسيس وكان يتمنى أن يكون معه دوما.

 

 وفي حوار آخر انفردت به مجلة أخبار النجوم، ونشر في 20 سبتمبر 1997، كان أحمد زكي يستجم في المنتزه مع ابنه هيثم (14 عاما)؛ حيث قال إنه يخاف على هيثم جدا وخاصة من السباحة لأن أحمد زكى لديه عقده من السباحة قديما لأنه عندما كان في الإعدادية نزل أصدقائه إلى الترعة وغرق أحدهم.

 

حينها قال أحمد زكي إنه يحب ابنه جدا ويدرك ما يريده قبل أن يطلب أو يتحدث معه ويشاركه هواياته وألعابه ما عدا الألعاب الحديثة مثل "الأتاري والكمبيوتر", وكان يرى نفسه أبا ديمقراطيا يترك له حرية الاختيار ولا يجبره على شيء هو فقط يوجهه وينقل خبراته ويملأ إحساسه بالقيم الجميلة فهو في سن لم يستقر بعد ويجب أن يجرب كل شيء حتى يحدد ما يريده ويحدد شخصيته.

 

ومضى في حديثه: "من اللحظات الصعبة عند وفاة والدته هالة فؤاد قال هيثم له إنه شعر أن جدته هي أمه وأنه يريد أن يقيم معها لذلك ترك أحمد زكي لهيثم حرية الاختيار أن يقيم معها طول الدراسة ومع أحمد زكي فترة الإجازة".

 

كما أكد أحمد زكي أنه لن يرفض دخول هيثم مجال التمثيل إذا ظهرت موهبته فلديه حس فني؛ حيث ينقد أدواره وهي بداية الموهبة, كما ينقد حياته الشخصية فذات مرة قام هيثم بنقده عندما انفعل أثناء إجازتهم الصيفية على إدارة الفندق بسبب المفتاح ففوجئ بابنه يقول له إنه أخطأ وكان عليه أن يهدأ قليلا فهو أمر لا يستحق كل هذا الانفعال, فأحس أحمد زكي أن هيثم هو والده وليس العكس.

 

ومن مفاجآت الفنان الراحل أحمد زكي أنه كان يتمنى الزواج وينجب شقيقا لهيثم حتى ينشأ في مناخ عائلي، خاصة أن هيثم لم يعرف معنى الدفء الأسري، بداية من انفصال والدته عنه وكان عمره وقتها 3 سنوات، ثم حياته مع جدته بعد وفاة والدته ووفاة جدته ثم خاله, لكن ما يقلق أحمد زكي رغم تشجيع هيثم له بالزواج أنه تم 47 عاما فيجب أن يراعي عددا من الأشياء في الزوجة المستقبلية منها السن,  لكن القدر لم يمهله لتحقيق ما تمناه بسبب مرض أحمد زكي وكان دائما ينصحه باستكمال تعليمه.

 

وبالفعل استكمل هيثم تعليمه ثم اتجه إلى الفن وكان أول عمل له استكمال فيلم حليم, ثم عمل أفلام عديدة منها فيلم البلياتشو وكف القمر ومسلسل الجماعة وفيما بعد مسلسل كلبش 2.

 

وفي 7 نوفمبر 2019، رحل هيثم عن الحياة بعد إصابته بهبوط حاد في الدورة الدموية، عن عمر ناهز 35 عاما، وهو نفس العمر الذي رحلت فيه والدته.

 

 

المصدر: مركز معلومات أخبار اليوم