خواطر

مدينة.. لصناعة وتوطين الدواء تعظيم.. لبناء مصر المتقدمة

جلال دويدار
جلال دويدار

إن إيمان وإدراك دولة ٣٠ يونيو بأهمية الدواء وصناعته يعد تعظيما وتكريسا لمسئولياتها تجاه الوطن بهدف الحفاظ والرعاية لصحة جموع المواطنين. لاجدال أن الاكتفاء الذاتى من المنتجات الدوائية يندرج ضمن متطلبات الأمن القومى التى يحتاجها بناء الدولة الحديثة المتقدمة الــقــويــة. إنه وإلى جانب ذلك يعد من الصناعات الاستراتيجية لارتباطها بالنهوض بأوضاعنا الاقتصادية والاجتماعية.

 

فى هذا الشأن فإنه لايخفى أن بناء هذه الدولة المتقدمة المأمولة.. يعتمد بشكل أساسى على البنيان القوى السليم صحيا. هذا الأمر لايتأتى سوى بالرعاية الصحية الكاملة التى تحتم تصنيع وتوفير الدواء محليا وبأسعار مناسبة.

 

من هذا المنطلق وتعظيما للصناعات الدوائية فى مصر كان قرار الدولة عام ٢٠١٩ بإنشاء مدينة الدواء فى منطقة الخانكة بالقليوبية. هذا المشروع العملاق افتتحه الرئيس السيسى بمناسبة بدء تشغيل مرحلته الاولى وإنتاج وحداته. إن ماتم وماسوف يتم يستهدف التوسع فى توطين الصناعات الدوائية بجودة عالية لسد الاحتياجات بالكامل والتصدير للخارج.

 

المساحة المخصصة للمشروع تبلغ ١٨٠ ألف متر مربع.. تم الانتهاء من شغل ١٢٠ ألف متر  منها بالمصانع التى بدأت الانتاج بالفعل. مخطط المشروع يشمل معامل ومراكز أبحاث لتوفير متطلبات مصانع إنتاج كافة أنواع الأدوية.

 

من المتوقع أن تساهم هذه المدينة فى رفع نسبة توافر الاحتياجات الاستهلاكية من الدواء بما يحقق الأمان الصحى. التوصل إلى هذه الغاية ليست مشكلة بالنسبة للامكانات التى تمتلكها مصر بشريا وعلميا. إننا وبهذه الامكانات لانقل قدرة فى هذه الناحية عن دولة الهند التى حققت تقدما هائلا فى التصنيع الدوائى اكتسبت بفضله شهرة عالمية.

 

وفى كلمته فى حفل الافتتاح أعلن الرئيس أن الدولة ستوفر كل الاعتمادات والاحتياجات اللازمة للمدينة من أجل تحقيق أهداف إنشائها على أكمل وجه. تحدث عن الجهود المبذولة لتصنيع أدوية الأورام والبلازما بنسبة ١٠٠./. بما سوف يؤدى لخفض أسعارها بنسبة كبيرة.

 

اتصالا أعلن د. مصطفى مدبولى أن مبادرة الرئيس فى هذا الشأن بدأت منذ اربع سنوات فى إطار العديد من المبادرات. قال إن هدفها مجاراة دول العالم المتقدمة. أكد أن توفير الاحتياجات الدوائية أصبحت قضية أمن قومى.

 

من ناحية أخرى فإنه لابد من الاشادة بمبادرات القطاع الخاص الوطنى الناجحة فى التصنيع الدوائى. أذكر فى هذا الشأن مبادرة كان صاحبها رجل الأعمال الشهير الصديق.. المرحوم محمد نصير )رحمه الله(. كان ذلك منذ مايزيد عن عشرين عاما مضت. اتصل بى فى ذلك الوقت.. يشكو من عقبات تثيرها الأجهزة الصحية لمشروع تقدم به لتنفيذه يتعلق بانتاج الانسولين لعلاج مرض السكر من خلال شركته المتخصصة فى هذا المجال. 

 

أرسل لى نجله رجل الأعمال الحالى خالد نصير بكل المستندات الخاصة بالمشروع. حاولت بالاتصال ببعض المسئولين المعنيين مساعدته فى تذليل هذه العقبات حيث وعدوا بحلها ولكن لم يتحقق شيء. من هذا المنطلق تبرز الاهمية القصوى لمبادرة دولة ٣٠ يونيو بإنشاء مدينة الدواء لإرساء وترسيخ وتوطين صناعة الدواء.. من خلال مساهماتها المبشرة أو من خلال تشجيع القطاع الخاص.

هنيئا لمصر المحروسة هذا الانجاز.