رياح مشتعلة تحرق قرية مصرية.. والسر «حلة عدس»

رياح مشتعلة تحرق قرية مصرية
رياح مشتعلة تحرق قرية مصرية

"أقصر طريق إلى قلب الراجل معدته" هي مقولة يتبعها الكثير من النساء، فالأكل متعة من متع الدنيا لكن إذا كانت تنتج عنها كوارث فهي نقمة وليس نعمة. 

 تبدأ قصة حلة العدس حينما رغبت لطيفة محمد الزوجة أن تعد مفاجأة لزوجها محمد رسلان الذي يتعب في الحقل وكانت المفاجأة هي إعداد حلة عدس له، وضعت الإناء على النار بعد صلاة الظهر وانتظرت حتى ينضج الطعام ولم تدرك أن هذه المفاجأة تكلف حياتها ودمار القرية بأكمالها، بحسب ما نشرته مجلة أخر ساعة في أول مارس 1950.

لم تدرك لطيفة أن الريح عندما تشتد ستحمل بعض العيدان المشتعلة لتلقيها على كومة بها قش فاشتعلت سريعا وبدأ القش المشتعل يتطاير في كل مكان ويحمله الريح ويلقى به فوق أسطح المنازل وسرعان ما تشتعل الأسطح بما فوقها من كوم حطب حتى التهم الحريق عددا من البيوت التي لا حصر لها.  

وانطلقت سيارات المطافئ بـ«كوم حمادة» إلى مكان الحريق ولم تستطع السيطرة على الوضع فالجميع يصرخون ويستغيثون برجال المطافئ حتى ساعدوهم أخيرا في إخماد الحريق في منزل «حلة العدس» لكن الريح المشتلعة لم تهدأ حتى وصل خبر هذه الكارثة إلى "دمنهور وكفر الزيات" وهما على بعد نحو ساعة من كوم حمادة إلا أن سيارات المطافئ لديهم أسرعت حتى استطاعت إطفاء هذا الحريق الذي يلهم كل ما يقف أمامه.

اقرأ أيضا| طريقة عمل طاجن «العدس الأصفر بالدجاج»

واستمرت محاولة الإنقاذ البلد من الحريق الكامل لمدة ست ساعات حتى استطاعوا أن يخمدوا الحريق وقت أذان المغرب،  ولم تنم القرية حتى حصر الخسائر التي سببتها حلة العدس فالخسارة لم تكن بيوت فقط إنما حصادهم وزرعهم أيضا وأصبحت القرية بأكملها تدعى على لطيفة بنت محمد.

 أما الزوج أذى حرم من أكل العدس الذي يعشقه قال إن زوجته لا ذنب لها في إحراق القرية بأكملها والأمر "قضاء وقدر"، فيما زار وفد من وزارة الشئون لإغاثة المنكوبين وكتب تقارير أن الحريق التهم مخزون الحصاد الذي بما يقدر بـ10 آلاف جنيه غير الخسائر البيوت وما يحتوى من طيور وأغراض للفلاحين.

المصدر: مركز معلومات أخبار اليوم