موكب ملكى مهيب من التحرير إلى الفسطاط.. ومن مصــر إلى العالــم: نحن صناع الحضارة

تعظيم سلام لـ «الملوك والملكات»

رمسيس الثانى
رمسيس الثانى

«رمسيس الثانى» صاحب أول معاهدة سلام فى التاريخ

«سقنن رع»
محرر مصر من الهكسوس

«تحتمس الرابع» صاحب حلم أبو الهول

«ستى الأول» قائد المعركة ضد «الحيثيين» والبدو الآسيويين

كانت القاهرة أمس على موعد مع الاحتفال الأسطورى الضخم بالموكب الملكى من المتحف المصرى بالتحرير إلى متحف الحضارة بالفسطاط.
٢٢ ملكا وملكة من الأسرات الـ١٧ و١٨ و١٩ و٢٠ ينطلقون من أشهر ميادين مصر فى طريقهم الى كورنيش النيل حيث كان فى وداعهم أربعة من كباش وادى الملوك بالأقصر مع المسلة الفرعونية التى تتوسط التحرير.. مشهد مهيب يليق بعظمة الأجداد الذين بنوا حضارتنا العريقة ونقشوا انتصاراتهم على جدران المعابد ليؤكدوا دائما أن المصريين قادرون على فعل المستحيل فى كل وقت.
وكان رجال وزارة الداخلية فى قلب الحدث كعهدنا بهم حيث قاموا بتأمين كامل للموكب الملكى ومنعوا دخول السيارات والأفراد الى الشوارع المؤدية لمسار الموكب.. بذلوا جهداً كبيراً لمرور الموكب بسلام حتى مقر متحف الحضارة بالفسطاط حيث يقيم الملوك فى سكنهم الجديد استعداداً لاستقبال الزوار.
ولدى دخول الموكب الملكى للفسطاط أطلقت المدفعية ٢١ طلقة تكريماً لـ«ملوك مصر» وترحيباً بهم وازدانت الشوارع بالأنوار وصور الملوك على أسوار المدارس الواقعة فى مسار الموكب.. وكانت ٤٠٠ قناة تليفزيونية عالمية تنقل «الحدث التاريخى» الفريد الذى انتظره العالم مساء أمس.

أتجهت عيون العالم صوب مصر لمتابعة الرحلة الذهبية للموكب الملكى المهيب الذى انطلق مساء أمس من المتحف المصرى بالتحرير إلى متحف الحضارة بالفسطاط.. حيث أبرزت وسائل الإعلام والصحف والقنوات العالمية هذا الحدث العالمى المهم، والذى وصفته بأنه حدث تاريخى وفريد ولن يتكرر حدوثه مرة ثانية، مما سينعكس على تنشيط السياحة الوافدة إلى مصر.
ورصدت «الأخبار» قصة وتاريخ هؤلاء الملوك والملكات قبل ساعات من انتقالهم لمقرهم الأخير بمتحف الحضارة بالفسطاط قادمة من المتحف المصرى بالتحرير، وتُقدم بطاقة تعارف عن تاريخ وقصة هؤلاء الملوك والملكات من الدولة المصرية القديمة، قبل انتقالهم لسكنهم الدائم فى متحف الحضارة بالفسطاط، وتُلقى الضوء على أبرز تلك المومياوات التى تم العثور عليها خلال الكشف عن «خبيئة الدير البحري» بالمقبرة رقم 320، فى عام 1881، و»خبيئة مقبرة الملك امنحتب الثاني»، وتعرف عالمياً باسم KV35، عام 1898 فى وادى الملوك بالبر الغربى بالأقصر، ونستعرضها خلال التقرير التالى:
خبيئة الدير البحرى
«خبيئة الدير البحرى» بالمقبرة رقم TT320 تُعرف باسم «الخبيئة الملكية»، وهى مقبرة أثرية تقع بجوار الدير البحرى فى جبانة طيبة «الأقصر حالياً» بغرب الأقصر، من بين المومياوات الملكية التى عثر عليها بداخل تلك الخبيئة: مومياوات الملوك: «سقنن رع تاعا، أحمس الأول، أمنحتب الأول، تحتمس الأول، تحتمس الثانى، تحتمس الثالث، ستى الأول، ورمسيس الثالث ورمسيس الثانى، ورمسيس التاسع»، ومن الملكات» أحمس- نفرتارى».. وعَثر عالم المصريات الفرنسى «فيكتور لوريه» فى عام 1898، على مقبرة الملك «امنحتب الثانى فى وادى الملوك بالأقصر والتى عُثر بداخلها على العديد من المومياوات الملكية منها مومياء: «امنحتب الثانى، تحتمس الرابع، أمنحتب الثالث، مرنبتاح، سا بتاح، رمسيس الرابع، رمسيس الخامس، رمسيس السادس، ستى الثانى، والملكة تي».. تتضمن المومياوات الملكية المنقولة لمتحف الحضارة، نحو 18 ملكاً من عصور الأسرات الـ 17 و18 و19 و20، منهم 9 مومياوات عُثر عليها فى «خبيئة الدير البحرى» بالمقبرة رقم 320، ونحو 9 مومياوات عُثر عليها فى «خبيئة وادى الملوك» فى المقبرة رقم 35،  كما ستُنُقل أيضاً مومياوات لـ 4 ملكات عُثر على واحدة منها فى خبيئة «الدير البحري»، والثلاثة الأخرى عُثر عليها فى مقابر متنوعة.
رمسيس الثانى
وتم نقل مومياء الملك»رمسيس الثاني»، الفترة من 1279 ق م- 1213ق. م، وهو أشهر وأعظم ملوك مصر القديمة، وثالث ملوك الأسرة الـ 19، بالدولة الحديثة، وله العديد من الآثار فى البلاد، كما له نشاط حربى كبير ضد الحيثيين، ومن أشهر المعارك التى خاضها ضدهم فى معركة «قادش»، وهو صاحب أول معاهدة سلام فى التاريخ.. كما سيتم نقل مومياء الملك «رمسيس الثالث» من 1184 ق. م- 1153 ق. م، سيتم نقلها لمتحف الحضارة أيضاً، وهو من أهم وأشهر ملوك الاسرة الـ20، ينسب له التصدى لخطر شعوب البحر، كما سيتم نقل مومياء الملك «رمسيس الرابع» 1153 ق. م- 1147 ق. م، وهو ثالث ملوك الأسرة الـ 20، وكان له نشاط تعدينى بالصحراء الشرقية، ومقبرته تقع بوادى الملوك وتحمل رقم 2، كما سيتم نقل مومياء الملك «رمسيس الخامس» من  1147 ق. م- 1143 ق. م، وهو رابع ملوك الأسرة الـ 20، كان له نشاط تعدينى بسيناء، ويتميز عهده باثنين من أشهر وأهم البرديات مثل بردية «ويلبور»، التى تعد وثيقة مهمة فى تاريخ التعاملات الضريبية فى مصر القديمة وأيضا بردية «تورين» رقم 1887.
وعُثر على مومياء الملك رمسيس الثانى ابن الملك ستى الأول عام 1881 فى خبيئة الدير البحرى، غرب الأقصر، وأشارت الفحوصات التى أجريت للمومياء أنه توفى تقريباً فى سن التسعين. يُعَدّ الملك رمسيس الثانى أشهر ملوك الدولة الحديثة ومن أعظم محاربى مصر، حيث خلف والده الملك ستى الأول، وأصبح ملكًا ما بين الثالثة والعشرين والخامسة والعشرين من العمر، وتمتع بحكم طويل يصل لنحو سبعة وستين عامًا.
وتُعد مومياء الملك «سقنن رع»، فى الفترة من 1560ق. م- 1555 ق. م، ومومياء ابنته الملكة «أحمس نفرتاري» من الـ ٢٢ مومياء، من المومياوات المهمة التى سيتم نقلها فى الموكب المهيب، ويعتبر الملك «سقنن رع تاعا» من ملوك الأسرة السابعة عشرة، وكان حاكمًا لطيبة «الأقصر حاليًا»، وبدأ الملك «سقنن رع تاعا» حرب التحرير ضد الهكسوس.
أمنحتب الأول
ومن المومياوات المهمة التى تم أيضاً نقلها مومياء الملك «أمنحتب الأول»، ومومياء أخته الملكة «مريت»، و»أمنحتب الأول» هو إبن الملك «أحمس الأول»، والملكة «أحمس نفرتارى»، وثانى ملوك الأسرة الثامنة عشرة من الدولة الحديثة، وقد عثر على موميائه بخبيئة الدير البحرى بالأقصر.
وتم نقل مومياء الملك «أمنحتب الثاني»، هو ابن الملك «تحتمس الثالث» من الأسرة الثامنة عشرة، اعتلى العرش فى الثامنة عشرة من عمره تقريباً وحكم لمدة ستة و20 عاماً على الأقل.. وكان الملك «أمنحتب الثاني» الأكثر طولاً من بين أسرته، ويتباهى ببراعته الرياضية وغالباً ما يمثل نفسه، وهو يؤدى تدريبات رياضية تعكس القوة والمهارة.
أما الملك «تحتمس الرابع» فهو ابن «أمنحتب الثاني»، من الأسرة الثامنة عشرة من عصر الدولة الحديثة. تروى لنا «لوحة الحُلْم» التى أقامها الملك «تحتمس الرابع» بين أقدام تمثال «أبى الهول» بالجيزة، أنه عندما كان أميراً صغيراً، نام فى ظلال هذا التمثال الضخم، أثناء رحلة صيد فى الصحراء القريبة، فظهر له أبو الهول فى حلمه، وأمره بإزالة الرمال التى تغطى جسمه.
أما الملك «أمنحتب الثالث» هو إبن الملك «تحتمس الرابع»، من الأسرة الثامنة عشرة أيضا، وقد اعتلى العرش شابًا، وحكم لمدة سبعة وثلاثين أو ثمانية وثلاثين عامًا، كانت الملكة «تى» هى زوجته الملكية العظيمة، وابنة الملك»يويا»، والملكة «تويا».. ترك العديد من الآثار وعدداً هائلاً من التماثيل.
ستى الأول
وعُثِر على مومياء الملك «ستى الأول» عام 1881 فى خبيئة الدير البحرى، غرب الأقصر، وتم تقدير عُمر الملك «ستى الأول» عند وفاته فى الأربعينيات من العمر. الملك «ستى الأول»، هو ابن الملك «رمسيس الأول»، مؤسس الأسرة التاسعة عشر، عصر الدولة الحديثة، وقد حكم مصر لمدة واحد وعشرين عامًا على الأقل، وهو قائد المعركة ضد «الحيثيين» والبدو الآسيويين.
ومن المومياوات الملكية المنقولة لمتحف الحضارة، مومياء الملك «ستى الثانى» من  1200 ق. م- 1194ق. م، هو خامس ملوك الاسرة الـ 19، والوريث الشرعى على الأرجح للملك «مرنبتاح»، وكان له نشاط تعدينى فى سيناء ، ويذكر له بعض الانشاءات البسيطة بالكرنك، ومقبرته تقع بوادى الملوك بالأقصر رقم 15.
وتم نقل مومياء الملك «سى بتاح» من 1194 ق. م- 1188ق. م، وكان الملك قبل الأخير فى الأسرة الـ 19، تولى العرش عقب وفاة والده الملك «ستى الثاني» على الأرجح فى ظل اضطرابات وصعوبات جمة فى ظل التصارع على العرش آنذاك، ومقبرته فى وادى الملوك بالأقصر وتحمل رقم 47.
الملكة حتشبسوت
وتم نقل مومياء الملكة «حتشبسوت» الفترة من 1473ق. م- 1458ق. م، لعرضها بقاعة المومياوات الملكية بمتحف الحضارة، وهى ابنة الملك «تحتمس الأول» وزوجة الملك «تحتمس الثانى»، وتعد واحدة من أشهر الشخصيات فى تاريخ مصر القديمة.
مومياء الملكة»ميريت أمون»، عثر عليها فى «خبيئة الدير البحري» بالأقصر، وحملت الملكة القاباً ملكية منها: «زوجة الملك، بنت الملك، اخت الملك، والزوجة الإلهية»، وربما هى ابنة الملكة «احمس نفرتاري»، وتزوجت من الملك «امنحتب الأول»، كما سيتم نقل مومياء الملكة «تى، أو «تيا» الزوجة الملكية الكبرى للملك أمنحتب الثالث، وهى ابنة «يويا» أحد كبار موظفى البلاط الملكى فى عهد الملك امنحتب الثالث، و»تويا» مغنية الإلهة حتحور، وتم العثور على موميائها فى غرفة جانبية من مقبرة الملك أمنحتب الثانى بوادى الملوك بالأقصر وتحمل رقم 35 بواسطة عالم الآثار فيكتورر لوريه فى عام 1898.
ومن مومياوات الملكات التى سيتم نقلها مومياء ملكة مصر»أحمس نفرتاري»، وهى من أعظم ملكات مصر القديمة ذوات الاثر الخالد، وهى الزوجة الملكية للملك»أحمس الاول»، والأم الملكية للملك «آمنحتب الاول»، حيث تزوجت من أخيها الملك «أحمس الأول»، أول ملوك الأسرة الـ 18 بالدولة الحديثة، وأنجبا العديد من الأبناء، من بينهم الملك «أمنحتب الأول»، الذى خلف أبيه على عرش مصر، وهى أولى الملكات التى حظيت بلقب الزوجة الالهية لـ «آمون»، وظهر ذلك من خلال حجم من الامتيازات التى تم إغداقها عليها كما بينتها لنا «لوحة الاغداقات» المعروفة عنها، وظلت خالدة الذكر من خلال تقديسها بجانب ابنها امنحتب الأول بمنطقة دير المدينة.. والملكة «أحمس نفرتاري» فهى ابنة الملك «سقنن رع تاعا»، وكانت الملكة «أحمس نفرتاري» ملكة قوية ومؤثرة خلال حياتها، وتم تقديسها مع ابنها «أمنحتب الأول» فى جبانة «دير المدينة» غرب الأقصر، بعد وفاتها.. وتم العثور على المومياء الخاصة بها داخل تابوت ضخم من الخشب والكارتوناج، بخبيئة «الدير البحرى» غرب الأقصر عام 1881.