قائد الحفار المشارك فى إنقاذ السفينة الجانحة: فخور بكونى جزءًا من هذا الإنجاز

إنقاذ السفينة الجانحة
إنقاذ السفينة الجانحة

كتب: ريم حماده

أبطالٌ كثيرون نفذوا المهمة، ونجحوا في تعويم السفينة البنمية الجانحة «ايفرجيفين»، بمجرى قناة السويس، مع اختلاف أدوارهم ومواقعهم، ووسط هؤلاء الأبطال كان هناك بطل مختلف، بشهادة الخبراء والمتخصصين, حيث كان للتكريك والحفارات الفضل الأول، والضربة الأولى التى مهدت الطريق لعمل القاطرات والأوناش, لتتحرر السفينة الجانحة، وتتحرر معها حركة الاقتصاد العالمى, عبدالله طلعت عبد الجواد ابن قرية دنجواي مركز شربين محافظة الدقهلية، «28 عاما» هو بطل الكراكة الشهيرة الذى تداولت صورته على صفحات السوشيال ميديا، وكان حديث مواقع التواصل الاجتماعي لأيام عديدة ، فهو سائق الكراكة أو الحفار كما يُطلق عليها علميًا والتى كانت الكراكة الأولى التى بدأت العمل في مهمة تحرير السفينة الجانحة مما أحاطها من رمال صخرية..

 

«الأخبار المسائى» تواصلت مع عبدالله ليكشف لنا كواليس عمله على مدار ما يقرب من أسبوع وإحساسه مع رؤية السفينة ايفرجيفين وهي تبحر من جديد ليبحر وراءها مئات السفن العالقة.. يقول عبدالله فى تصريحه الخاص لـ «الأخبار المسائى، إنه شعر بسعادة لا توصف وبفخر شعر به للمرة الأولى مع بدء تحرك السفينة، وتعاظم هذا الشعور لديه مع نجاح المهمة كاملة ودخول السفينة مسارها الطبيعى وسط القناة.


 وتابع: كنا ننام من ساعة لـ 3 ساعات يوميا فقط، وكان قائد السرية يوفر لنا كل متطلبات المعيشة بجوارنا، وواصلنا العمل ليلا ونهارا على مدار 6 أيام دون انقطاع ، وكنت أشعر أنا وزملائي بأهمية ما نقوم به وبجحم المسؤولية، حيث كانت تصلنا الأخبار وكيف تأثر العالم أجمع بجنوح هذه السفينة، وكيف أربكت حركة التجارة والاقتصاد.

 


واستكمل قائد الكراكة: كنت أتعامل مع الوضع بدقة متناهية ، حتى لا أجرح جسم السفينة، وكان الوضع صعبا وليس سهلا ، ولكن الحمد لله نجحت أنا وزملاىي في المهمة، وفخور بأننى كنت جزءا من هذا الإنجاز . من ناحيته أكد المهندس أحمد فريد مدير الإدارة الهندسية بهيئة قناة السويس، أن تحرير السفينة الجانحة نجاح وإنجاز لثلاثية عمل وهي فرق الشد، وفرق التكريك وكذلك فرق الحفار، فالحفار احتجناه للمرة الأولى، لأن الحادث كان جسيما، حيث دخلت السفينة 12 مترا وبغاطس 16 متر داخل «المسطاح» وهو الشط الموازى لجانب القناة، وهنا كان دور الحفار الذى أزال أكواما من الدبش الصلب والستائر الحديدية والصخر المحاط بالسفينة، ونجح في عمل مسطح مائى عمقه 12 مترا، وكان لا يوجد أى وسيلة للتعامل معه سوى الحفارات لأن الكراكة ينتهى دورها في المساحة التي تسبق السفينة بـ 10 أمتار،  ولأن الكراكة لاتتعامل مع الأحجار الثقيلة بل لتحريك الرمال فقط، وتمت الاستعانة بحفارات أرضية ذات ذراع طويلة لأول مرة نستخدمها، وكان لدينا رسومات لإبعاد السفينة وقطاعاتها واشتغلنا على أساسها بأسلوب علمى، بالتنسيق مع إدارة التحركات التى كانت تقود عملية الإنقاذ، لذلك دور الحفار كان مفتاح النجاح ، وهذه السابقة الأولى في عمر القناة التى نستخدم فيها عمليا الحفر والتكريك معا.
 

اقرأ أيضا: 

بعد تحركها.. فرق الإنقاذ تواصل أعمال تعويم السفينة الجانحة بقناة السويس