شعب المستحيل| تحرير سيناء من الإرهاب.. تضحيات الرجال

رجال القوات المسلحة
رجال القوات المسلحة

انتصرت الدولة المصرية فى معركتها ضد الإرهاب ونجحت فى استئصاله من جذوره وتحرير سيناء من قبضة التنظيمات الارهابية، رغم سقوط دول عديدة فى أيدى الجماعات الإرهابية..

تضحيات الشهداء من رجال القوات المسلحة والشرطة والمواطنين ساعدت على استعادة الأمن وتحقيق الاستقرار، وواجهت الدولة الإرهاب وفق رؤية واضحة وخطط مدروسة أعلنت عنها فى كل المحافل الدولية، ولم تقتصر على العمليات العسكرية فقط بل فى مختلف النواحى الفكرية والتنظيمية والمالية ونجحت فى تجفيف منابع تمويل الإرهاب.

وفى إطار مكافحة الفكر المتطرف، نجحت الدولة فى توفير الخطاب الدينى السمح من خلال المؤسسات الدينية التى تتمتع بسمعة دولية مرموقة ومصداقية كبيرة بين جموع المسلمين حول العالم ممثلة فى كل من الأزهر الشريف ودار الإفتاء ووزارة الأوقاف وذلك عبر عدد من المبادرات التى تهدف إلى تعميم ونشر الرسائل الدينية السمحة المعتدلة، وتفكيك البنية الفكرية التى تقوم عليها التنظيمات الإرهابية وكشف المحتوى المتطرف الذى تروج له هذه الجماعات.

تطهير سيناء

ومن أجل تحقيق التنمية كان لابد من تطهير سيناء أولاً من البؤر الإرهابية والتكفيرية، لكن ذلك لم يكن بالأمر السهل، فالدولة المصرية متمثلة فى القوات المسلحة والشرطة والمواطنين البواسل خاضوا معارك شرسة ضد العناصر الإرهابية والتكفيرية منذ عام 2013 بعد عزل جماعة الإخوان الإرهابية من الحكم والذين توعدوا بتفجير مصر ردًا على ثورة الشعب فى ٣٠ يونيو فشهدت الدولة المئات من العمليات الإرهابية أسفرت عن سقوط العشرات من الأبرياء من شهداء الوطن والواجب.

وبدأت سلسلة من العمليات العسكرية على أرض سيناء، التى يخوضها رجال القوات المسلحة والشرطة فى معركة حاسمة للقضاء على البؤر الإرهابية التى تغلغلت فى بعض المناطق بسيناء، حيث سعت العناصر الإرهابية والتكفيرية التى تمركزت فى هذه المنطقة لإقامة إمارة الإرهاب، وإخضاع هذا الجزء الغالى من أرض مصر لسيطرتها، وقاموا بالاعتداء على أقسام الشرطة ورجال الأمن لكسر هيبة الدولة، ثم التعدى على رجال القوات المسلحة فى محاولة لزعزعة ثقة الشعب بقدرات قواته المسلحة..

وفى ظل الجرائم المتكررة للجماعات الإرهابية شنت قوات مشتركة من الجيش والشرطة حملة عسكرية موسعة، بدأت فى سبتمبر 2013، لتعقب العناصر التكفيرية والإجرامية فى عدد من المحافظات وعلى رأسها شمال سيناء وتم القضاء على العديد من البؤر الإرهابية وإلقاء القبض على عناصر شديدة الخطورة وهدم الأنفاق فى المنطقة الحدودية الشمالية على خط العريش - رفح..

وفى أكتوبر 2014 وقع حادث كرم القواديس الإرهابى الغاشم الذى استهدف نقطة ارتكاز أمنية أسفر عن سقوط 31 شهيدا و30 مصابا، وردا على ما حدث تم إعلان حالة الطوارئ بسيناء وإضافة تعزيزات من الجيشين الثانى والثالث الميدانى وعناصر من وحدات التدخل السريع وعناصر من العمليات الخاصة للأمن المركزى التابعة لوزارة الداخلية، بالإضافة إلى فرض حالة الطوارئ وحظر التجوال ليلا وشن حملات مكثفة بالتعاون مع أهالى سيناء الشرفاء على بؤر العناصر الإرهابية.

حق الشهيد

وفى سبتمبر عام ٢٠١٥ أعلنت القيادة العامة للقوات المسلحة بدء العملية الشاملة لمواجهة الإرهاب فى سيناء تحت شعار «حق الشهيد» برفح والشيخ زويد والعريش للقضاء على العناصر الإرهابية بتلك المناطق والقضاء على العناصر التكفيرية التى تتحصن بها وسميت «حق الشهيد» تقديرا لتضحيات الشهداء الأبرار ونتج عن المرحلة الأولى من العملية الأمنية والعسكرية تصفية أكثر من 300 عنصر إرهابى والقبض على أعداد كبيرة منهم وتدمير 10 مخازن للأسلحة والمتفجرات وأعداد كبيرة من السيارات والدراجات البخارية والمئات من الأوكار والبؤر الإرهابية بمدينتى رفح والشيخ زويد.

وفى يناير 2016 انطلقت المرحلة الثانية من عملية «حق الشهيد» لاستكمال تطهير سيناء من الإرهاب ووجهت قوات الجيش والشرطة المشاركة فى الحملة عدة ضربات موجعة لتنظيم بيت المقدس الإرهابى، ونجحت العملية فى قتل أكثر من 500 عنصر إرهابى والقبض على أعداد كبيرة والقضاء على أكثر من 99% من الأنفاق مع قطاع غزة..

بدأت المرحلة الثالثة من عملية حق الشهيد3 فى مايو2016 بشكل موسع فى مناطق سيناء أسفرت عن تصفية 85 عنصرًا إرهابيًا خلال الضربات الجوية وتدمير وحرق 190 عشة و57 منزلًا تتخذها العناصر الإرهابية كقاعدة لانطلاق عملياتها الإجرامية وتدمير 10 سيارات وخمس دراجات نارية تستخدمها العناصر الإرهابية فى مهاجمة الارتكازات والنقاط الأمنية، بالإضافة إلى تدمير 73 ملجأ ومخبأ تستخدمها العناصر الإرهابية..

وفى فبراير 2017 نجحت القوات المسلحة فى تصفية 500 من العناصر الإرهابية فى شمال سيناء و13 سيارة و25 من الأهداف والمخابئ ومناطق تجمع تلك العناصر، بخلاف مخازن واحتياجات إدارية.

العملية الشاملة

وبدأ تنفيذ العملية الشاملة (سيناء 2018) فى شهر فبراير، ووضعت القوات المسلحة خطة لمواجهة العناصر الإرهابية بشمال ووسط سيناء وبمناطق أخرى فى دلتا مصر والظهير الصحراوى غرب وادى النيل، بهدف إحكام السيطرة على المنافذ الخارجية للدولة وجميع الاتجاهات الاستراتيجية، وتطهير المناطق التى يوجد بها العناصر الإرهابية..

ونجحت العملية فى تدمير البنية التحتية للعناصر الإرهابية من الأوكار والخنادق والأنفاق ومخازن الأسلحة والذخائر والعبوات الناسفة والاحتياجات الإدارية والمراكز الإعلامية ومراكز الإرسال، واكتشاف وضبط وتدمير أعداد كبيرة من العربات والدراجات النارية وكميات كبيرة من المواد المتفجرة والأسلحة والذخائر والقنابل وقتل واعتقال المئات من العناصر المنتمية لتلك الجماعات..

بالإضافة إلى استهداف عدد كبير من قيادات الصفين الأول والثانى بتنظيم ولاية سيناء وفى مقدمتهم قائد التنظيم أبوأسامة المصرى وخيرت سامى السبكى المسئول الإدارى والإرهابى محمد جمال المسؤول الإعلامي، والإرهابى إسلام وئام مسئول جهاز الحسبة، وهوما مثل ضربة قاتلة للتنظيم، بالإضافة إلى تجفيف منابع التمويل المادى واللوجيستى بشمال سيناء.

وفى عام ٢٠١٩ نجحت الدولة المصرية فى القضاء على أخطر الإرهابيين وأحد العقول المدبرة للجماعات الإرهابية هوالإرهابى هشام عشماوى الذى تسلمته القاهرة من ليبيا وتم إعدامه بعد محاكمته على الجرائم التى ارتكبها فى حق الوطن.

وعلى الرغم من سقوط عدد من رجال الجيش والشرطة والمواطنين الأبرياء شهداء نتيجة العمليات الإرهابية الخسيسة إلا أن مصر استطاعت بعزيمة هؤلاء الأبطال دحر الإرهاب والقضاء على منابعه وحماية الدولة من السقوط خاصة فى ظل التحديات التى تواجه المنطقة ولم تمر بها من قبل، وكان على الدولة المصرية أن تتخذ العديد من الإجراءات سواء كانت سياسية أوأمنية أوعسكرية أواقتصادية، من أجل الحفاظ على وحدة الوطن لمواجهة تلك التحديات.

ونجحت مصر على الصعيد الدولى بترأس اللجنة الفرعية لمكافحة الإرهاب داخل مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بإجماع الدول الأعضاء، كما اعتمد مجلس الأمن خطاب الرئيس عبدالفتاح السيسى ضد الإرهاب أمام القمة العربية الإسلامية الأمريكية بالرياض فى مايو2017 كوثيقة رسمية من وثائق المجلس..

لم تقف مصر عند هذا الحد من مقاومة الإرهاب، بل اتخذت البلاد خطوات كبيرة لدحر الإرهاب بإطلاق التشريعات والقوانين وتجديد الخطاب الدينى وإنشاء المجلس القومى لمكافحة الإرهاب.