موكب المومياوات الملكية| فاروق حسني: من حق الشعب أن يفتخر بتاريخه العريق

 فاروق حسنى
فاروق حسنى

بدأ مشروع بناء المتحف القومى للحضارة، بالتعاون مع منظمة اليونسكو، منذ نهاية الثمانينيات، وكان مخططاً إقامته بجوار دار الأوبرا، ثم انتقل إلى منطقة الفسطاط أول عاصمة إسلامية في مصر، ويرجع اختيار هذا الموقع الفريد للفنان فاروق حسنى وزير الثقافة السابق الذي تشهد له إنجازاته الثقافية العديدة على أرض الوطن.

 

سألته هل تشعر بالرضا اليوم وأنت ترى مشروعك الوليد اكتمل وصار متحفا عظيما يشرق على أرض مصر، قال الوزير: كل المشروعات التى تمت فى عهدى لم تكن إرضاء لنفسى أو لمسئول ولكنى كنت أهدف لإرضاء الوطن والمجتمع، هذا الشعب العظيم يحق له أن يفتخر بتاريخه العريق، كان يشغلني دائما المواطن حتى يشعر وينتبه إلى أن دولته عظيمة ولها جذور ممتدة عبر الزمن، ويفخر به ويتضاعف انتمائه وحسه الوطني، حين يرى تلك المشروعات العملاقة، التي لم أضع فقط النواه لها، وإنما قطعت مشوارا طويلا فى انجازها، وهذا كان الدافع وراء تلك المشروعات العملاقة، وعلى رأسها المتحف المصرى الكبير والمتحف القومى للحضارة المصرية ، والقاهرة الإسلامية ومشروع المكتبات بالقرى والنجوع، وأعظم ما حدث هو استكمال تلك المشروعات الحضارية والثقافية، لتصبح حقيقة على أرض الواقع، سواء فى وجودى أو عدم وجودي، لأن الهدف منها بعيد عن الأشخاص، لكنها إنجازات للوطن، بالطبع هناك مشروعات ضخمة تنجز الآن على أرض مصر أكبر بكثير، لكن وقتها كانت تلك أهم مشروعات الدولة.


وحول اهتمام الدولة بتطوير المنطقة المحيطة بالمتحف قال فاروق حسني: كل مشروع ثقافى يرفع من المنطقة المحيطة به، ومن المقيمين بالمنطقة لأن الجمال عدوى أيضا، والمتحف صرح حديث وقيمة ثقافية وجمالية، ارتقت بالمنطقة بأكملها، كما أن استكمال المشروعات تعظيم للمجتمع ولقيمة مصر وصورتها فى الخارج، بلدنا تاريخ فرعونى عظيم، والفراعنة اشتهروا بالبناء وأقاموا صروح عملاقة، الأهرامات ومعابد الكرنك والأقصر وهابو، ومعبد أبو سنبل فى الجنوب ليس تخليدا للملك فقط وإنما كان صرح عملاقا يهابوه الأعداء، ويردع من يفكر فى غزو مصر.


وعن مسلة الملك رمسيس الثانى قال: أمر عظيم أن نرى ميدان التحرير بهذا الشكل البديع، خاصة أنه كان يمثل أزمة دائمة ومستمرة، والمسلة الجرانيت تحتمل العوامل الجوية والعوادم، ومكانها فى الباحات الواسعة، وكان المصرى القديم يقيم المسلات احتفلا بمرور 30 عاما من حكم الملك، والمسلة تمثال تجريدى أما أبو الهول فيمثل الفن السريالي، وهذا يشير أن المذاهب الفنية الحديثة خرجت من مصر، وهناك العديد من المسلات المصرية فى ميادين شهيرة فى الخارج، أضخمها مسلة تحتمس الثالث بمنطقة سان جوفانى فى إيطاليا، ولا يوجد مثلها حتى فى مصر.

 وحين سألته عن تعيين رجل اقتصاد رئيسا للمتحف علق: كنت دائما أقول أن المشروعات الثقافية يجب أن تعود بدخل على الدولة، وتحدثت دائما عن اقتصاديات الثقافة، والمتحف مشروع اقتصادى بالدرجة الأولي، يحتاج لشخصية اقتصادية وعقلية مرنة تستوعب قيم الجمال والتاريخ، كذلك المتحف الكبير يجب أن تديره شركات دولية كبيرة لها خبرات فى هذا المجال لأنها ستكون قادرة على اجتذاب السائحين وتحقق عائدا اقتصاديا.


وحول المشروع الثقافى الذى كان يتمنى تحقيقه قال: كنت أتمنى إنجاز مشروع باب العزب بالقلعة، ومازالت الرسومات موجودة فى مكتب الوزير، لكنه محتاج بعض التعديلات على الرؤية السابقة، لان هناك بعض الجوانب لم أكن موافقا عليها، وفي رأيى هو مشروع ناطق بكل اللغات، كذلك كنت أتمنى استكمال مشروع القاهرة الإسلامية، فقد كان فى ذهنى بعد الانتهاء من شارع المعز، كان لدى تصور شامل كامل لاستكمال المناطق الأخرى فى الجمالية والبطنية وغيرها، كما إننى سعدت بمدينة الفنون والثقافة بالعاصمة الإدارية، الذى يرعى الابداعات الثقافية والفنية، ويستقبل التظاهرات الدولية.