«الأخبار المسائي» ترصد مراحل التصنيع في «مدينة الدواء الجديدة»

مدينة الدواء الجديدة
مدينة الدواء الجديدة

منذ أن تولى الرئيس عبد الفتاح السيسي مسؤولية قيادة البلاد، قبل 6 سنوات، حظي القطاع الصحي في مصر باهتمام كبير من القيادة السياسية، حتى شهد الملف طفرةً لم يشهدها منذ عشرات السنين، إذ أطلق الرئيس الكثير من المبادرات العظيمة التى تنوعت بين صحة المرأة والقضاء على فيروس سي والأمراض المزمنة، وعلاج التقزُّم عند الأطفال، وضعف الإبصار وحياة كريمة وغيرها من المبادرات التى كانت محط أنظار المصريين والعالم أجمع.

وأمس افتتح الرئيس كيانًا جديدًا يوفر الدواء المستورد بأيدٍ مصرية وأسعارٍ تناسب المواطن وبجودة وفاعلية عالية؛ للقضاء على احتكار الدواء واختفائه من الأسواق، والتطلع إلى التصدير بنسب تتراوح بين 25 -30 % من الإنتاج عقب التداول في بلد المنشأ طبقًا للقانون. 

على بعد كيلو مترات قليلة من القاهرة، وتحديدًا فى منطقة الخانكة، التابعة لمحافظة القليوبية تجد مدينة الدواء الجديدة، حيث زارت «الأخبار المسائى» ذلك الصرح الشامخ، وأجرت جولة كشفت العديد من الأسرار التى تُحوِّل صناعة الدواء لمرحلة أكبر، استعدادًا للتصنيع من المحلية للعالمية، خلال فترة وجيزة متوقعة. 

الزيارة استهدفت رؤية المصنعين، و15 خط إنتاج قائمة على مساحة 120 ألف متر، والتى كشفت النقاب عن آليات جديدة تُتبع فى عمليات تصنيع المستحضرات الدوائية؛ أولها التكنولوجيا العالية المزودة بها الماكينات، بخلاف الأجهزة المُلحقة لكل ماكينة؛ لمتابعة أدائها لضمان سلامة المنتجات الدوائية، فلديهم أجهزة عالية الجودة فى تحسس التلوث أو الخطأ فى التصنيع الكيميائى، وعدد ضخم من منتجات أدوية الضغط والسكر والقلب ومضادات حيوية، وتقوم كل ماكينة بالتنظيف الذاتى دون تدخل العنصر البشري، ويتم فحص الجودة ومتابعتها بمعدل لا يتجاوز ساعتين؛ وذلك لعدم تأثر حركة العمل، كما أنهم لا يتركون مستحضراتهم فى السوق دون تأمينها من التزييف أو الغش، فقط يتم وضع باركود وعلامات مائية على الأدوية تضمن عدم تقليدها فى السوق الخارجية؛ حفاظًا على صحة المريض وضربًا لأباطرة غش الدواء حول العالم.  

وهناك بعض الأجهزة التى صُممت لتُنتج المستحضرات، وتم توفير أجهزة مساعدة يتم إلحاقها بالأجهزة الأم؛ كى نضمن سلامة المنتج، فجميع الماكينات ملحقة بأجهزة لقياس وزن القرص العلاجى وسماته وخواصه الكيميائية؛ لضمان سلامته. أيضًا فإن الأجهزة والماكينات المُستخدمة فى عمليات التصنيع مصنعة من مواد الأستانلس الخاص، والتى لها القدرة على خلط أكبر قدر من عدد الكيلوهات من المواد الخام؛ لتكون جاهزة للتصنيع، حيث تنتج بعض الماكينات آلافاً من الأقراص فى الساعة دون تدخل من العامل البشرى مطلقًا.

التقينا الدكتور عمرو ممدوح، المدير التنفيذي، والذى أكد لـ«الأخبار المسائى» أنه يقطع الدواء رحلة طويلة جداً، بداية من العمل عليه كفكرة مجردة، مروراً بالأبحاث ثم التجريب المتدرج، ووصولاً في نهاية المطاف إلى مرحلة الاعتماد الطبي والتصنيع، والطرح في الأسواق، ووصف الطبيب.

الاحتياطات

الدخول إلى مكان تصنيع الأدوية، يحتاج إلى احترام قوانين صارمة، ذلك لأنها منطقة حساسة، يُمنع دخولها دون اتباع التعليمات، تجنبًا لانتقال الميكروبات والجراثيم إليها، لافتًا: كتبت الشروط والتنبيهات، وفسَّرت فيها كيفية ارتداء الملابس، فكان على العاملين والزوار الامتثال إليها دون اعتراضٍ، ومن بين الشروط الموضوعة ارتداء ملابس خاصة وتغطية الشعر، وارتداء كيس بلاستيكي فوق الحذاء، وبعد كل ذلك تعقيم اليدين بسائل خاص، ووضع قناع على الأنف والفم، كل ذلك حدث قبل السماح لى بدخول المكان واكتشاف عالم «صنع الأدوية» الجديد، والذى يُعد الأكبر في الشرق الأوسط

وقال المدير التنفيذي لمحررة «الأخبار المسائي» إن مصانع وخطوط إنتاج مدينة الدواء تعمل على ضمان جودة أدويتها؛ بتوفير تكنولوجيا متطورة ومبتكرة لتُواكب المستخدمين وتقلل الاستيراد وتقدم الدواء بسعر مناسب للمواطن، فضلاً عن توفير فرص عمل جديدة.

التغليف والتعبئة

بما أن مدينة الدواء مقررٌ أن تُقام على مساحة 180 ألف متر، وتم الانتهاء من120 ألف متر تضم مصنعين و15 خط إنتاج، تضم الآلات المتخصصة «التغليف والتعبئة الآلية»، فبعد إخضاع الدواء في المرحلة الأولى للمراقبة، يأتي دور مراحل أخرى، قبل أن تخضع للمراقبة النهائية، وبعدها تصل إلى المستهلكين، بحسب ما أكده المدير التنفيذي، وبعد الانتهاء من التصنيع تدخل مرحلة التغليف وإضافة النشرة الداخلية، ثم مرحلة جاهزية الدواء للاستهلاك، لكنه من الضروري أن يمر بمراحل أخرى، إذ يوضع العقار في آلة تتم برمجتها لعد عدد حبات الدواء، بعد التجربة، والوقوف على المركب الكيميائي الأفضل، فتأتي مرحلة التطوير وفيها يجري الباحثون تجارب لجمع المعلومات حول الدواء مثل طريقة امتصاصه وتوزيعه، وطريقة تكسيره في الجسم والطريقة المثلى لتناوله «أقراص أو شراب»، وكذلك الطريقة التي يتخلص بها الجسم من الدواء.