أشتاتا.. أشتوت تحضير أرواح

عجب محفوظ عجب
عجب محفوظ عجب

«عندى جلسة تحضير أرواح ماتيجى معايا».. يقولها صديقى المهووس بقصص وحكايات الجن والعفاريت.. وأنا أضحك ساخرا «ياعم أرواح إيه بطلوا جهل.. أكيد دى دعوة من أحد اصدقائك النصابين والدجالين».
يرد بتحدى: «أنا عارف انك جبان قول إنك خايف بس متغلطش فى أسيادنا».
ويبدو أنه اكتشف الحقيقة، بالفعل أنا أجبن من أن أذهب برجلى إلى عفريت، لاحظ صديقى علامات الارتباك على وجهى فاستغلها لمزيد من الضغط.. «انت جبان»، وفى لحظة تقدير خاطئة أجبته «لا طبعا يلا بينا فورا».
ذهبت إلى حيث جلسة تحضير الأرواح المزعومة، وبدأ الخوف يتلاشى، فكل شئ هنا عادى، عادت إلى ثقتى مرة اخرى وعادت معها سخريتى من صديقى ومن العفاريت، فالمكان لا يوحى بأى جن أو أشباح، الفيلا بحديقة من طابقين فقط، حتى اننى اعتقدت أن صديقى عامل لى مفاجأة وعازمنى على حفلة فـزاد «ألشى» السخيف على صديقى وعفاريته، إلى أن دخلنا إلى الفيلا سويا ووجدنا صديقه فى انتظارنا.
الرجل ستينى رزين هادئ، والأمور الى الآن «تمام»، حتى سألنى مضيفنا بصوت رخيم حضرتك تؤمر بإيه؟.. فقاطعه صديقى يامولانا الأستاذ لايؤمن أصلا بالجن و«نازل تريقة» من الصبح، فقاطعته مذعورا: «لا متصدقوش يامولانا» انا بموت فى العفاريت و«كلنا عفاريت ولاد عفاريت يامولانا»!
نظر لى صديقى مندهشا من كذبى الفاضح، حتى لاحظنا الباشا الدجال، فهمت من إيماءاته انه قرر تلقينى درسا فى احترام العفريت. سألنى تحب أحضرلك روح مين؟، نبرات صوته بدت أكثر رعبا، وراحت تتسارع دقات قلبى، وكاد نفسى أن يتوقف، حالة رعب غيرمعهودة رغم أننى شخص مرعوب بطبيعتى.
أرد على الدجال بابتسامة مرتعشة: «حضرتك متتعبش نفسك سيب الأرواح فى سكينتها وقدراتك ومهاراتك معروفة للجميع». لكن مولانا الدجال يصر على إثبات عبقريته فى تحضير الأرواح وأنا أحاول اقناعه بشتى الطرق انى أصدقه نظريًا، مش لازم العملى، قرأت فى سرى كل ماحفظت من آيات، فعاود سؤالى بحدة هتختار أنت ولا اختارلك أنا؟!
يادى المصيبة لو تركته يختار ربما يختار تحضير روح ريا وسكينة أو دراكولا حتى يثبت أنه ساحر ماهر ودجال ماكر، سألنى ليك فى التاريخ؟، جاوبته بسرعه: «لاء» خوفا من أن «ألبس» فى روح سفاح أو قاتل مأجور، قررت أن اخفف من ورطتى وابادر بالاختيار، فقاطعته مازحا: «رمضان داخل ودا موسم مسلسلات ماتشوفلنا فنان يسلينا ونضحك معاه شويه، وحتى لا يفاجئنى بالأستاذ محمود المليجى أو الأستاذ عادل ادهم طلبت منه الأستاذ اسماعيل ياسين، حضرتك عندك اسماعيل ياسين؟».
رد بثقة: «اشوفهولك».
يردد تعاويذه وطلاسمه، فتعود نبضات قلبى إلى الصعود، اشعر أننى اقتربت من فقدان الوعى بسبب الخوف، فبالرغم من عشقى للفنان الكبير لكن الفكرة فى حد ذاتها مرعبة والأجواء مفزعة واستمتاع مولانا الدجال برعبى يفقدنى السيطرة على كل افكارى. يمر الوقت وهو يحاول استدعاء روح اسماعيل ياسين لكن يبدو أن محاولاته تفشل، فبدأت فى الاطمئنان قليلا
واضح أن الموضوع «فشنك» فيكرر محاولاته مرة أخرى حتى حانت لحظة الحقيقة، أسمع اصوات متداخلة غير مفهومة لكنها تتضح شيئا فشيئا، أفكر فى الهرب لكن قدماى لا يمكن ان تقوى على حملى وإذا حاولت بالتأكيد سيرسل لى عفريت يأتى بى حيثما كنت، الصوت يتضح أكثر.
لم اقتنع انه صوت الاستاذ اسماعيل ياسين لكن الأمر مرعب للغاية صوت يأتى من اللاشئ، إذن ليس أمامى سوى إقناع مولانا بقدراته الفائقة حتى أنفد بجلدى وعظمى، حاولت لملمة نفسى فاستجمعت كل عبارات النفاق والإطراء وقذفتها فى وجه سيدنا الدجال على أمل ان يتركنى ارحل: «حضرتك مذهل جبار عبقرى مفيش زيك على الكوكب، استأذن حضرتك أمشى لأن عندى معاد مهم».. لكنه يفاجئني: « لازم أعمل معاك واجب».. ثم يوجه كلامه حيث مصدر صوت استاذ اسماعيل: «الأستاذ عجب صحفى ويريد إجراء حوار معك».
الى هنا كادت روحى أن تنخلع من جسدى، يانهار اسود هكلم أرواح!!، يارب الاستاذ اسماعيل يرفص يارب يرفض، لكن المفاجأة انه رحب وبشدة، طلب منى مولانا الدجال ان أبدأ الحوار.. اتفضل اسأل يا أستاذ عجب اسأل، لكنى نسيت الصحافة والأسئلة وحتى اسمى، يكرر الدجال اتفضل يااستاذ عجب اسأل، لاشئ فى ذهنى على الإطلاق، فقط اتلجلج واتلعثم واحاول البحث عن سؤال، ولا اسمع سوى صوت الدجال يكرر عبارته اتفضل اسأل يااستاذ، فجأة ألهمنى الله السؤال..
- استاذ اسماعيل حضرتك تعرف الأستاذ «نمبر وان»؟!
إجابة الأستاذ اسماعيل والحوار كاملا فى مقال قادم ان شاء الله