احتفال أسطوري مهيب.. كواليس سير موكب «المومياوات الملكية» في شوارع القاهرة

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

بدأ العد التنازلي .. وتفصلنا أيام قليلة وتستعد مصر أزاحة الستار لحدث عظيم بانطلاق موكب المومياوات الملكية، وسط أهتمام كبير يترقبه العالم أجمع على المستويين المحلي والعالمي، ذلك الحدث التاريخي الذي ينتظره الملايين، فنحن نخاطب العالم من خلاله، وأن يظهر الموكب للناس بشكل لائق، فمصر لا تقيم مهرجانات في الشوارع، ونحن الآن نقيم مهرجان لم ولن يتكرر، فهذا هو آخر تحرك للمومياوات الملكية.

اقرأ أيضا: وزارة الآثار تعلن القنوات الناقلة لموكب المومياوات الملكية

والذي وصفه البعض بأنه الحدث الأهم في عام 2021، من تنظيم وإخراج شركة MediaHub سعدي - جوهر، والتي من المقرر نقلها في موكب أسطوري مهيب سيجوب شوارع القاهرة من المتحف المصري بميدان التحرير إلى مكان عرضها الدائم بالمتحف القومي للحضارة المصرية بمنطقة الفسطاط يوم السبت 3 أبريل.

الموكب الملكى للمومياوات المصرية القديمة :

فما نراه من استعدادات الدولة متمثلة فى وزارة السياحة والآثار لـ "الرحلة الذهبية"، لنقل 22 مومياء لملوك مصر القدماء، على نحو يتسق مع عظمة وعراقة الحضارة المصرية القديمة، ليرى العالم موكباً عظيماً لملوك حفروا أسماءهم وإنجازاتهم فى التاريخ، وأصحاب فضل على مصر والبشرية بأسرها، فهم من صنعوا التاريخ المصري القديم، فنرى 18 مومياء لملوك و4 مومياوات لملكات وهم: «مومياء الملك رمسيس الثاني، رمسيس الثالث، رمسيس الرابع، رمسيس الخامس، رمسيس السادس، رمسيس التاسع، تحتمس الثانى، تحتمس الأول، تحتمس الثالث، تحتمس الرابع، سقنن رع، الملكة حتشبسوت، أمنحتب الأول، أمنحتب الثانى، أمنحتب الثالث، أحمس نفرتارى، ميريت آمون زوجة الملك أمنحتب الأول، سبتاح، مرنبتاح، الملكة تى، سيتى الأول، سيتى الثانى".

 

أما عن المهرجانات السابقة لتمثال «رمسيس الثاني»:

يعيد موكب نقل المومياوات الملكية للأذهان ذكرى مهرجان شعبي مماثل عام 2006، عندما تم نقل تمثال رمسيس الثاني من ميدان رمسيس الذي يحمل اسمه حتى الآن إلى المتحف المصري الكبير في موكب استمر طوال الليل، وسط حضور جماهيري وشعبي من المواطنين الذين رافقوا التمثال في رحلته الأخيرة، ولكن الإجراءات الاحترازية الخاصة بجائحة كورونا، قد تحول دون مرافقة المواطنين للموكب.

وأكد الدكتور خالد العنانى وزير السياحة والآثار، في تصريحاته ، نحن نستعد للموكب بشكل قوي منذ عام ونصف، فقد تم تأجيل موعده عدة مرات، والهدف الأساسي منه هو أن يرى العالم مدى جمال مصر، وجمال القاهرة، مدى احترام المصريين لأجدادهم وتاريخهم، وشعاري الذي اتخذه لتحقيق ذلك هو "الهيبة"، فنحن نتحدث عن ملوك وملكات مصر، ولذلك يجب أن تكون الهيبة موجودة في كل شيء.

أما عن ما يسمى بـ"لعنة الفراعنة" لنقل المومياوات الملكية

يقول العناني ، لا أؤمن بلعنة الفراعنة، فأنا أعمل طوال مسيرتي المهنية في مجال الآثار، وسط المقابر والتوابيت، بل ما أؤمن به هو بركة الفراعنة، والخير الذي أتى إلينا منهم على مدار مئات السنين، والذي سيأت إلينا منهم في المستقبل.

وأضاف ، أن الفراعنة هم من جعلونا نرفع رأسنا وسط بلاد العالم لأننا ننتمي لأعظم حضارة في التاريخ، وأود أن أشكر الأجداد الذين يساعدون مصر حتى الآن، فهم السبب في السياحة في مصر، فعندما تقول لأي أجنبي في العالم أنا مصري، يقولون لك هل رأيت حتشبسوت؟ رأيت الهرم؟ فربنا يديم بركة الفراعنة علينا وعلى مصر.

وأشار العناني، الي أن هدفنا أن يرى العالم خلال الموكب مدى تحضر مصر، فسنشاهد عملية نقل المومياوات، بداية من خروجها من المتحف المصري، مرورا بميدان التحرير، حيث سنقوم بإضاءة الميدان والمسلة والكباش، وإضاءة العمارات في خط السير بشكل راقي.

ونوه الي وجود موسيقى وفن راقي، مع إذاعة الأغاني الوطنية، كما سنشاهد فنانين مصريين سيتحدثون إلينا من مواقع أثرية مختلفة، لتقديم معلومات عن الآثار المصرية، وسنعرض فيلما يوضح الطفرة التي شهدتها الآثار المصرية، وكيف وضعتها الدولة على رأس أولوياتها خلال السنوات القليلة الماضية.

وأوضح وزير السياحة والآثار ، أنه أصدر قراراً بتخفيض تذكرة المتحف القومي للحضارة المصرية بنسبة 50% للجميع من يوم 4 إلى 17 أبريل، كما أننا أصدرنا قراراً بالتصوير المجاني للإعلام والصحافة المصرية والعربية والأجنبية خلال يوميّ 4 و5 أبريل، تقديراً منّا للدور التوعوي الذي يلعبه الإعلام والصحافة، حيث خلقاً حالة جيدة من التوعية، فالشعب المصري بمختلف مستوياته الثقافية يتحدث عن موكب المومياوات الملكية، وربط الشعب بتاريخه العظيم.

وعن مشاركة القنوات الأجنبية لتصوير عملية نقل المومياوات ، أضاف العناني ، أن هناك تسابق من جميع وسائل الإعلام المحلية والعالمية، أن الوزارة تلقت 200 طلب من القنوات الأجنبية لتصوير عملية نقل المومياوات للمتحف على الهوا مباشرة، وهذا ما يجعلنا نقول إن ما قامت به الدولة خلال فترة الاستعدادات منهج واستراتيجية لكل مشروع قومى مصرى، وكانت نتيجته هو النجاح قبل حتى أن يتم تنفيذه على أرض الواقع، فكل العالم يكتب والكل ينتظر ويترقب هذا الحدث العظيم الذى ستزلزل به مصر أنحاء العالم.

وسيصاحب موكب الفراعنة الذهبي في نفس اليوم افتتاح القاعة المركزية وقاعة المومياوات الملكية بالمتحف القومي للحضارة المصرية.

وشدد الدكتور خالد العناني على أن نقل المومياوات الملكية سيتم وفق إجراءات محددة ستؤخذ بعين الاعتبار ، من حيث السلامة والأمن ، وتتبع دوليًا في نقل القطع الأثرية.

سيتم وضع القطع الأثرية في وحدات تعقيم متطورة ، ثم يتم تحميلها على عربات تم تصميمها وتجهيزها خصيصًا لهذا الحدث.

سيتم تحميل كل هذا بهدف الحفاظ على سلامة المومياوات ، والتأكد من إجراء الاحتفال بطريقة تليق بعظمة الحضارة المصرية القديمة.

وبناءا على توجيهات من الرئيس عبد الفتاح السيسي، وبمتابعة دورية من رئيس مجلس الوزراء، الدكتور مصطفى مدبولي، قامت الدولة بتطوير ميدان التحرير، حيث تم إزالة الإعلانات الكبيرة، وطلاء جميع المبان بنفس اللون، وقمنا بتزيينه بتجميع أجزاء من مسلة كانت مكسورة في صان الحجر، وترميمها ورفعها في الميدان، كما تم نقل وترميم 4 كباش كانت موجودة في معبد الكرنك إلى ميدان التحرير، هذا بالإضافة لتطوير واجهة المتحف المصري من الخارج، ووضع الإضاءة الجديدة، وتطوير الحديقة، فأصبح شكل الميدان رائعاً، وجميعنا نشعر بالفخر بهذا التطوير الجميل.

أما بالنسبة لتطوير بحيرة عين الصيرة ومنطقة مجرى العيون، فجميعنا نتذكر منظرها الذي كانت تبدو عليه منذ سنتين، فقد تم تطويرهم بالكامل، والبحيرة ستكون مقصد سياحي ترفيهي داخل القاهرة قريباً جداً.

شاهد | الفيلم التروجي للفنان حسين فهمي :

شارك في الفيلم التروجي كل من الفنان حسين فهمي، والفنان آسر ياسين، والفنانة أمينة خليل، ويقدم الفيلم لقطات حصرية تلقي الضوء على تاريخ كل من المتحف المصري بميدان التحرير والمتحف القومي للحضارة المصرية، وأهم مقتنياتهما الأثرية الفريدة.

هند صبري تبعث رسالة للعالم «بالفرنسية» :

قال الدكتور مصطفى وزيري، الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، أنه وقع الاختيار على الفنانة التونسية هند صبرى لتبعث برسالة باللغة الفرنسية من داخل إحدى المواقع الأثرية، وهى ضمن عدد كبير من الفنانات المشاركات في الحفل.

ولفت إلى إنه لا يوجد فرق بين الفنانة هند صبري، وباقي الفنانات المصريات المشاركات في احتفال نقل المومياوات الملكية، موضحا: «فيه فنانات كتير، وفنانين رجال أيضا، والحدث عالمي، وسيجري استغلال هذه الفنانة المتميزة في اللغة الفرنسية، فهي ستتحدث في حاجة باللغة الفرنسية، وفيه حد تاني ممكن يجيد اللغة الإنجليزية، فستتحدث كلمتين باللغة الإنجليزية، وبالشكل ده سنخاطب مصر والعالم».

وأضاف «وزيري»، أن المسافة بين كل تابوت وآخر ستكون مسافة كافية، لكن ستكون كل العربات في موكب واحد، وجرى عمل بروفات كثيرة، وهناك أوركسترا ستعزف الموسيقى، وبعض اللقطات ستُبث في التلفزيون، وسيكون للموكب ردود فعل عالمية ومحلية رائعة.

وتابع وزيري، أن أبرز الفنانين المشاركين في حفل نقل المومياوات، الفنانة يسرا، ومنى زكي، وأحمد حلمي، وأحمد السقا، وأحمد عز، وحسين فهمي، وهم مجموعة متميزة جداً من الفنانين.

يشار إلى أنه سيتم إجراء نقل المومياوات الملكية بما يراعي ظروف فيروس «كورونا»، حيث تم منع الحضور الجماهيري لنقل الموكب، كما سيتم وضع المومياوات داخل وحدات تعقيم مجهزة بأحدث الأجهزة العلمية ثم تحميلها على عربات على شكل فراعنة.

ولفت إلى أن المومياوات الملكية، اكتشفت في خبيئتين في منطقة الدير البحري، حيث كان أحد رعاة الغنم، يرعى غنماته، وشردت إحداها فذهب لإحضارها، فوجد كل هذا الكنز، واستخرج بعض المومياوات وباعها وكان هذا عام 1871، وفي عام 1874 استخرج مومياء وباعها لشخص، وباعها الأخير إلى أحد المتاحف في كندا.

وأوضح أن أحد المتاحف في الولايات المتحدة، كان حديث الإنشاء وأراد مومياء ليعرضها على الناس، واشترى هذه المومياء عام 1994، بقيمة 2 مليون جنيه، وعندما دُعي العالم الأثري زاهي حواس إلى افتتاح المتحف فرآى المومياء، وأكد أنها ملكية، وطلب الحصول عليها، وبالفعل عادت وتم وضعها في متحف الأقصر، وبعد الفحص اكتشفوا أنها للملك رمسيس الأول.

وأكد أنه بعد انتشار المومياوات، بحث المسؤول عن مصلحة الآثار حول هذه المومياوات، حتى وصل إلى خبيئة الدير البحري، وأحضر سفينة كبيرة وأخذ المومياوات إلى القاهرة، أما الخبيئة الأخرى فكانت موجودة في وادي الملوك، ولكن عالم الآثار البريطاني كارتر أخذها وأرسلها للقاهرة.

وأشار إلى أن موكب المومياوات الملكية يتكون من 22 مومياء، بينهم 18 ملكا، و4 ملكات، موضحا أن 10 من هذه المومياوات كانت في خبيئة الدير البحري، و10 آخرين من خبيئة وادي الملوك، ومومياء الملكة حتشبثوت، والأخرى لميريت آمون.

تفاصيل حفل نقل المومياوات الملكية :

كشف الدكتور أحمد غنيم، الرئيس التنفيذي لمتحف الحضارة المصرية، عن أن القاعة المقرر أن تحتضن المومياوات الملكية ستضم 1500 قطعة أثرية تمثل «حكاية تسلسلية» للحضارة المصرية القديمة على مر عصورها، حيث ستعرض جنبًا إلى جنب مع المومياوات الملكية لنحو 22 ملكا بالاضافة إلى 17 تابوتًا.

وقال غنيم: «ليس هناك منع أو خطر لحركة المواطنين، لكن الأفضل متابعة الموكب من المنزل على شاشات التلفزيون، خصوصاً أنه موكب متحرك ومن الصعب متابعة سيره في كل مراحله، إضافة إلى ضرورة الحفاظ على التباعد الإجتماعي للوقاية من كورونا».

تتابع ظهور الفنانين من عدة مواقع أثرية :

وتابع الرئيس التنفيذي لمتحف الحضارة المصرية: أن الحفل سيتضمن مشاركة أكثر من فنان وفنانة في الحدث، على أن يتتابع ظهور الفنانين من مختلف المواقع الأثرية سواء من الهرم أو المتحف المصرى الكبير أو من معبد الكرنك بالأقصر، حيث سيرسل كل منهم رسالة للعالم عن هذا الحدث التاريخي.

وأشار غنيم ، إلى أنه لن يتم عرض المومياوات الملكية مباشرة للجمهور فور وصولها، حيث أنه وفقا للإجراءات العملية المتبعة في التعامل مع المومياوات ستضخع لعمليات الحفظ والعزل النيتروجيني لمدة 14 يومًا، حتى تكون جاهزة للعرض بعدها أمام الجمهور.

بطبيعة الحال لا يتوقف الحدث عند الدعاية الترويجية وحدث مرور الموكب فقط ولكن أثره يمتد عبر التاريخ، فما سنراه فيما بعد الموكب هو سباق على حجز الرحلات السياحة إلى مصر لرؤية الملوك المصرية فى مكانها الجديد داخل قاعة ضخمة بالمتحف القومى للحضارة مما سيحدث حالة من التنشيط السياحى الكبير والذى سيعود بالتالى على المواطنين من خلال تحسين الطرق وزيادة السلع الغذائية وإنشاء الكبارى، ورفع مستوى المعيشة فى مصر.

وفي محاولة للترويج لمتحف الحضارة، قرر وزير السياحة والآثار تخفيض سعر التذاكر بنسبة 50 في المائة لمدة أسبوعين ابتداءً من 4 إلى 17 أبريل 2021، لزيارة قاعة العرض المركزي، كما سيتم السماح بزيارة قاعة المومياوات الملكية ابتداءً من يوم 18 أبريل المقبل، الذي يوافق يوم التراث العالمي، بعد تجهيز القاعة ووضع المومياوات داخل فتارين العرض الخاصة بها خلال الأسبوعين التاليين لعملية النقل.

وقال غنيم إن «المومياوات الملكية ستعرض بشكل مختلف عن الطريقة التي كانت تعرض بها في المتحف المصري بالتحرير، حيث ستعرض مع متعلقات الملوك وأفلام وثائقية تشرح قصصهم».

ويتضمن الموكب مومياوات لهؤلاء الملوك الذين يمثلون أعظم ملوك وملكات في الحضارة الفرعونية وهم «الملك رمسيس الثاني، الملك رمسيس الأول، الملكة تيي، الملك أمنحتب الثالث، الملك أمنحتب الأول، الملك تحتمس الرابع، الملك أمنحتب الثاني، الملك تحتمس الثالث، الملكة حتشبسوت، الملك تحتمس الثاني، الملك تحتمس الأول، الملكة ميريت أمون، الملك سقنن رع تاعا، الملك أمنحتب الأول، الملكة أحمس نفرتاري، الملك تحتمس الرابع، الملك سيتي الأول، الملك سيتي الثاني والملك مرنبتاح».

جدير بالذكر أنه في عام 1898، عثر عالم المصريات الفرنسي فيكتور لوريه على خبيئة للمومياوات الملكية في مقبرة الملك أمنحتب الثاني KV35، في وادي الملوك بالأقصر، التي تضم 10 مومياوات أخرى من الـ22 مومياء التي سيتم نقلها من المتحف المصري للمتحف القومي للحضارة المصرية تم العثور عليها داخل هذه الخبيئة.

وفي عام 1881 تم الاكتشاف عن خبيئة أخرى تضم 10 مومياوات من الـ22 مومياء التي سيتم نقلها من المتحف المصري للمتحف القومي للحضارة المصرية هي المقبرة رقم  TT320، والمعروفة أيضا باسم «الخبيئة الملكية»، وهي مقبرة أثرية تقع بجوار الدير البحري في جبانة طيبة، غرب الأقصر.