سيدة مجهولة تغرر بـ«شيخ الملحنين» في أول أبريل

الشيخ زكريا أحمد يداعب زوجته
الشيخ زكريا أحمد يداعب زوجته

لا ينسى شيخ الملحنين زكريا أحمد المقلب الساخن السخيف الذي تعرض له عندما ذهب لمسرح علي الكسار لحضور افتتاح أوبريت "دولة الحظ"، الذي لحنه له، وقبل أن ينتهى العرض جاء شخص من إدارة المسرح يخبره أن هناك سيدة تنتظره بالخارج.

ولنترك الشيخ يروي بقية القصة فيقول: "وجدت عند باب المسرح عربة يجرها جوادان وقبل أن أدنو منها، أصلحت دون وعي من "عمامتي وقفطاني، ثم مددت يدي إلى السيدة فراعني أن أرى يدا بضة تسلم علي وهى ترسم على وجهها ابتسامة تحولت لضحكة عندما لاحظت ارتباكى قائلة " أهلا بالأستاذ العظيم.. أنا سعيدة لرؤيتك "،أجبتها " هل من خدمة سيدتي؟ ! "، قهقهت قهقهة سلبت البقية الباقية من عقلى وهى تقول " أتفضل معايا يا أستاذ وأنا ها احكيلك اللى عايزاه ! "، وجذبتنى لأركب إلى جوارها وهى تقول " مالك خايف كده ليه، ما تخافش، أركب " !

لم يدر الشيخ بنفسه إلا وهو داخل العربة إلى جوار السيدة الغريبة التى أمرت الحوذى بالانطلاق بأقصى سرعة وظلت طوال الطريق تروى حكايات مسلية، ولم ينبث الشيخ ببنت شفة لأن ذهنه كان مشغولا بمن تكون هذه السيدة، وماذا تريد منه، وإلى أين هى ذاهبة به ؟، لم يفق إلا عندما توقف "الحنطور" أمام منزل تبدو عليه الفخامة بحى حدائق القبة.

ويسرد الشيخ بقية الحكاية فيقول " قلت لنفسى كيف أدخل منزلا لم تطأه قدماى من قبل، لكن السيدة تأبطت ذراعى فتعقبتها وأنا صامت، وما أن احتوتنا غرفة الاستقبال طلبت منى أن أنتظر حتى تبدل ملابسها، وعادت وهى ترتدى فستانا زادها جمالا، جلست بجوارى وراحت تتفكه فى الحديث، شعرت بالخوف عندما اقتربت منى حتى كادت تلتصق بى، وبينما نحن كذلك، إذ بثلاثة رجال أشداء يدخلون علينا، فتملكنى رعب شديد وأخذت أحملق فى وجوههم عندما قال لها أحدهم " ضبطتك يا خائنة أنت وذلك الوغد، وسأريكما عقوبة انتهاك حرمة بيتى وشرفى "، ثم ألتفت إلى زميله وهو يقول "يا عثمان بك، أرجوك أن تبلغ البوليس حالا، لقد جاءت الساعة التى كنت أنتظرها لأظهر للملأ ما عليه زوجتى من خسة ونذالة "، ثم ألتفت إلى قائلا "أما أنت فجزاؤك عندى شديد، لن تخرج من هذا البيت حيا " !

ظل الشيخ يفكرعما سيفعله لو علمت أسرته بالقصة ؟ وكيف ستكون الفضيحة لو وصل الأمر إلى البوليس؟ ثم تشجع قائلا للرجل : " هذه السيدة حضرت للمسرح وطلبت منى أن أرافقها لأنها تنوى إقامة سهرة غنائية ولهذا جئت معها"، قهقه الرجل ساخرا " قل هذا الكلام للبوليس"، ثم دخل الرجل الذى كان قد خرج لإبلاغ الشرطة وبصحبته ضابط قبض على كتف الشيخ قائلا " أستاذ معمم وتنتهك حرمة المنزل فى وقت متأخر من الليل، ليلتك سوده يا سيدنا الشيخ، بينا على القسم يا خفيف "، ضحكت السيدة بشدة مما زاد ارتباك الشيخ، فقال " كيف لهذه السيدة أن تضحك وهى شريكتى فى الجريمة ؟ "، وهنا خلع الضابط ملابسه فتبين أنه صديقه الفنان حسن لاشين، وفهم الشيخ الملعوب الذى دخل عليه، فقد كان هذا اليوم هو أول شهر إبريل، وعن هذا يقول : " ضحكت من فرط غباوتى والمقلب السخيف الذى شربته ونشف دمى عندما كنت أفكر فى أننى سوف أقضى ليلتى فى التخشيبة ".

صبرى‭ ‬أبو‭ ‬المجد          

من‭ ‬كتاب ‬"‭ ‬زكريا‭ ‬أحمد‭ ‬"