حكايات| بحسنوات تيك توك.. كيف تحتال مطاعم على زبائنها؟

بحسنوات تيك توك.. كيف تحتال مطاعم على زبائنها؟
بحسنوات تيك توك.. كيف تحتال مطاعم على زبائنها؟

نوع خاص من الاحتيال لجأت إليه بعض المطاعم العالمية، ربما لا يخطر على بال أي زبون أنه سيقع في ضحية لـ"مشروب" أو غداء مع واحدة من ملكات جمال روسيا.

 

عملية التحايل سجلتها العاصمة الروسية موسكو، حين تعرفت فتاة جميلة على شاب آخر عبر موقع التواصل الروسي (Tinder)، لتتزايد العلاقة بتبادل وسائل التعارف وتبادل صور خاصة بين الطرفين، ثم تبدأ الدعوة لتناول كوب قهوة في أحد الأماكن.

 

أمام الصورة الشخصية للفتاة الموضوعة بوجه باربي ذو الشعر الطويل اللامع لا يستطيع الشاب تفويت الفرصة، وهو ما فعلته صوفيا (26 عاما) وأناستاسيا (24) من موسكو.. لا شيء مريب أليس كذلك؟، لكن الحقيقة أنهما تورطتا في عملية اعتيال كبيرة.

 

اقرأ أيضًا| الرومانسية النيجيرية.. أكبر عملية نصب على النساء بـ«اسم الحب» 

 

بدأت أوراق اللعبة تتكشف عندما وقع صاحب إحدى المدونات الإلكترونية ضحية لعملية الاحتيال هذه، لكنه سرعان ما كشف معظم المحتالين وفضح ما كانوا على وشك فعله.

 

 

تحدثت صوفيا في رسائلها عن أعمالها زاعمة أنها تمتلك صالون تجميل في سويسرا، وتتنقل في أنحاء موسكو فقط في سيارة فاخرة يقودها سائق، وبسبب السفر المتكرر ، ليس لديها حياة اجتماعية على الإطلاق، وهذا هو السبب في بحثها عن الحب عبر الإنترنت، وترغب في اللقاء في أسرع وقت ممكن.

 

وتتحول المغازلة سريعا إلى واتساب؛ حيث تقدم المرأة عرضًا لقضاء بعض الوقت في وسط موسكو، وبالفعل يوم اللقاء اتصلت من رقم غير معروف ووصلت في سيارة BMW بضوء أزرق وامض، يستخدمه أعضاء النخبة السياسية الروسية والخدمات الخاصة.

 

بابتسامة ساخرة يروي المدون الروسي الضحية: "تبدو الفتاتة رائعة للغاية لكنها تأتي بقصة طويلة عن كونها حصلت عليها من والدها السياسي، ثم خرجنا في نزهة وسط المدينة وفجأة تقترح (سيدة الأعمال) تناول الطعام، وفي حالتي انتهى بنا المطاف في نوع من مطاعم المأكولات البحرية بدون زائر واحد".

 

هنا تقول السيدة إنها تريد فقط طلب الطعام، لكن ينتهي بها الأمر بشرب كأسين من الشمبانيا على الفور، وبعد فترة، يحضر النادل الشيك، والذي يعرض مبلغًا يسيل له اللعاب.

 

كتب الضحية في مدونته: "على الرغم من تقاضي رسوم زائدة، وافقت على الدفع، لكنني طلبت تفصيلًا، وبالفعل أحضروا لي تقييما مكتوبا بخط اليد، قيموا كل كوب من الشمبانيا بـ7000 روبل (92 دولارًا)"، بحسب ما نشره موقع (حول العالم).

 

 

لاحقًا، طلبت كوبًا آخر لكن تكلفته الآن 9000 روبل (118 دولارًا)، وهذه المرة تراجع عن دفع أموال فتظاهرت المرأة بأنها تدفع ثمن ذلك بنفسها، ثم ظهر لديها فجأة بعض الأمور العاجلة التي يتعين عليها الاهتمام بها، تتمثل في تسليم مستندات مهمة إلى والدها.

 

ويضيف الشاب: "لقد أخذت معها الطعام في الخارج، لكن يبقى لغزًا ما إذا كانت العبوة تحتوي بالفعل على أي طعام أم لا".

 

وبمساعدة خارجية لاكتشاف الأسماء الحقيقية خلف الأسماء المستعارة، أثبت المدون أن "صوفيا" لم يكن اسمها بل كانت في الواقع إيكاترينا نياسوفا، وتدير قناة عبر تيك توك، وتضع إعلانات على أحد المواقع الروسية، بحثًا عن زميلاتها من الروسيات لجذب الرجال على تطبيقات المواعدة.

 

تصف إيكاترينا طبيعة العمل بأنها "مضيفة"، وهؤلاء "المضيفات" يكسبن 10-15٪ من الفاتورة التي يدفعها الرجل، وفي إحدى المرات دفع أغنى عميل 160 ألف روبل (2100 دولار) للنبيذ والشمبانيا.

 

وفي وقت لاحق، وجد المدون الضحية إعلانات أخرى، يقف وراءها أحد منظمي عملية الاحتيال ويسمى بيوتر شالين، والذي كان يبحث عن نساء للعمل في نفس مطعم المأكولات البحرية، ويدعي أنه مليونير لكن المدون اكتشف أنه مدين بمبلغ مليون روبل.

 

 

 

بعد فحص ملفات تعريف وسائل التواصل الاجتماعي الخاصة بالمحرضين، تبين وود أكثر من 15 محتالًا آخرين متورطين في المخطط، معظمهم أيضًا مدينون بشكل كبير، ولكن على وسائل التواصل الاجتماعي يطلقون على أنفسهم رجال أعمال، وينشرون صورًا وهم يرتدون ملابس ذات علامات تجارية فاخرة على خلفية سيارات مرسيدس وبي إم دبليو، وكلها تحمل نفس أرقام لوحات الترخيص. 

 

وتكشف قواعد البيانات المتاحة للجمهور أن المحتالين استأجروا المركبات، وبمجرد كشفهم سارعوا إلى إغلاق ملفاتهم الشخصية بعد إزاحة الستار وفضح بياناتهم الشخصية.

 

الأمر المقلق أن هناك العشرات من إعلانات المضيفات على مواقع الإعلانات المبوبة للمطعم الوحيد الذي زاره فقط، ومن المستحيل تحديد عدد الأشخاص بالضبط في موسكو والمدن الروسية الأخرى المتورطين في عملية الاحتيال.

 

قبل أن يختتم تحقيقه، تمكن المدون من إحباط محتالة أخرى كانت تدعي أناستاسيا، وزعمت أنها تدير فندقًا تجاريًا في برشلونة على الرغم من أن اسمها الحقيقي هو ميلينا بوبوفا، واستناداً إلى صورها على وسائل التواصل الاجتماعي.

 

رتبت أناستاسيا موعدًا وتظاهرت للمقابلة لكنه في الواقع ظل متواجدا في المنزل، وعندما اتصلت به لتقول إنها ستصل بسيارتها المرسيدس، أجاب عليها بأنه سئم الانتظار وغادرت بالفعل.