أخر الأخبار

حكايات| حين ألقته الأم «يوكابد».. هنا يقع اليم المنقذ لنبي الله موسى

حين ألقته الأم «يوكابد».. هنا يقع اليم المنقذ لنبي الله موسى
حين ألقته الأم «يوكابد».. هنا يقع اليم المنقذ لنبي الله موسى

كتب: محمد الجريتلي


يشاع أن نبي الله موسى عليه السلام، ولد في قرية أفاريس (تل الضبعة) حاليا بمحافظة الشرقية، وحين ألقت به أمه في اليم (النهر) كان بنفس المنطقة، وهنا يكمن السؤال: أين يوجد هذا اليم؟

 

وُلِد موسى عليه السلام في سنة يقتل فيها الذكور من بني إسرائيل بأمر من فرعون مصر؛ إذ كان يقتل المواليد من الذكور في سنةٍ ويتركهم أحياء في سنة أخرى، وكان نبي الله قد وُلِد ولم يعلم أحد بولادته فاهتدت أمه من الخوف إلى أن تُلقي رضيعها في اليم وهو على قول المفسرين جميعهم نهر النيل، وذلك بعد جعله في تابوتٍ وذلك بأَمرٍ من الله مع طمئنته لها بأنّه سيُرجعه إليها سالماً مُعافىً.

 

وسار الماء بموسى عليه السلام إلى أن وصل إلى أيدي جواري قصر فرعون فأخذنه إلى امرأة فرعون التي طلبت من زوجها فرعون أن يبقي عليه معها؛ ليتخذوه ولداً لهم، وكانت أمه قد أرسلت أخته لتتبُع أمره، وأثره وكان قد رفض المُرضعات جميعهم، فأرشدتهم أخته إلى أمّه؛ لتُرضعَه، وبذلك تحقّق وعد الله سبحانه لأمّ موسى بإرجاع ولدها إليها. 

 

ويقول دكتور مصطفى شوقى إبراهيم مدير عام الآثار الإسلامية والقبطية واليهودية لـ"بوابة أخبار اليوم": "اليم حسب ما ورد في معجم لسان العرب بأن اليم هو البحر الذي لا يدرك قعره ولا شطاه وذكر في القرآن الكريم".

 

اقرأ أيضًا|  بأي لغة كلم الله نبيه موسى؟.. ليست «العربية» 

 

وتوجد روايتان حسب ما ورد في كتب التاريخ وتفسير الكتب المقدسة للـديان السماوية الثلاثة الرواية الأولى؛ حيث يقال إن فرعون موسى والذي يعتقد بأنه رمسيس الثاني رأى رؤية في المنام بأن نارا خرجت من أرض فلسطين وامتدت إلى مصر فقضت على الأخضر واليابس عدا العبرانيون " بنى إسرائيل " وعندما إستدعى العرافين والسحرة أخبروة بأن طفلأ سيولد من بنى إسرائيل سيقضى على ملكة  فآمر فرعون جنودة بقتل كل مولود ذكر للعبرانين " بنى إسرائيل " 

 

أما الرواية الثانية يقال إن فرعون موسى استعبد العبرانيون لبناء مدينة (بررعمسيس) ولكي ينتهي ذل بني إسرائيل قام أحد العرافين العبرانين باختراع رؤية تفيد بزوال ملك الفرعون على يد أحد أبناء العبرانين "بني إسرائيل"، اعتقادا منه بأن ذلك سيرهب فرعون ويجعلة يكف عن أذاء العبرانين ولكن الفرعون بسبب هذه الرؤية أمر بقتل الذكور من أبناء العبرانين.

 

شوقي تحدث كذلك عن أن الرواية الأولى هي الأقرب للصحة وتتفق مع ما ورد بالقرآن الكريم حيث ذكر القرآن الكريم في أكثر من موضع في صورة القصص أنه من شدة ما تعرض له بني إسرائيل من أذى فرعون وقتلة للصبيان الذكور أوحى الله إلى أمه المعروفة بـ "يوكابد".


بعض المصادر والوحي ذكرت أن الله ألهم الأم يوكابد بما ستفعله لحماية سيدنا موسى حيث صنعت تابوت كما ذكر في القرآن وذكر في التوراة بأنه كان سفطا من البردي مطلى بالحمر والزفت ثم ألقته في اليم وكلمة اليم هنا توحي باتساع نهر النيل في تلك المنطقة لأن اليم كما ورد عن لسان العرب لا يدرك قعره ولا شطاه مما يوحي باتساع نهر النيل في المنطقة.

 

 

وهنا لابد أن من ذكر أن نهر النيل طبقا للدراسات الجولوجية والأركيولوجية كان يتكون من 7 أفرع في العصور القديمة أما عند إنشاء مدينة "بررعمسيس كان عدد الأفرع 5 أفرع في المكان المعروف حاليا طبقا للتقسيم الإداري الحديث لمحافظة الشرقية؛ حيث يوجد للنيل  فرعين بالمحافظة أولهما "الفرع التانيسي" والذى كان ينتمي إلى تنيس ومنطقة صان الحجر والفرع الثاني هو الفرع البيلوزي الذي يتفرع منه حاليا بمدينة الزقازيق بحرمويس ويمتد القرع البلوزي نحو الشمال ويصب في بحيرة المنزلة قديما.

 

ويقع على الفرع مباشرة بما يعرف بمدينة فاقوس الحالية وفي شمال هذه المدينة توجد مدينتا أفاريس الأثرية والتي عرفت في بعض المراجع باسم أواريس "تل الضبعة" حاليا وهي عاصمة الهكسوس ( 1720 - 1570 ق.م) الذين احتلوا مصر في عصر الاضمحلال الثاني والمدينة الثانية قنتير الحالية وأڤاريس القديمة على بعد 9  كيلومترات شمال شرق فاقوس على مصرف بحر فاقوس الحالي والذي كان مكانه الفرع البيلوزي للنيل وهو آخر الفروع من ناحية الشرق.

 

ويشرف قصر فرعون في مدينة بررعمسيس على بحيرة ملكية متصلة بالفرع البيلوزي للنيل ويعتقد بأنها البحيرة التي التقط منها أسرة فرعون سيدنا موسى بدليل بأن مساكن العبرانين كانت تقع جنوب مدينة أفاريس  التي توجد بدورها جنوب مدينة بررعمسيس ما يؤكد أن أم موسى القت وليدها في الفرع البلوزي جنوب مدينة اوفاريس فقام الماء بنقل الوليد الصغير إلى البحيرة الملكية؛ حيث أن الماء يتدافع من الجنوب إلى الشمال.

 

ولتحديد اليم الذي ألقي فيه نبي الله موسى طبقا للدراسات الجيولوجية مع الشواهد الأثرية لبقايا أفاريس وقنتير وبررعمسيس يعتقد أن مكان الفرع البلوزي الذي ألقي فيه سيدنا موسى هو مصرف فاقوس حاليا الذي يبعد عن فاقوس 9 كيلومترات تقريبا.