فى الصميم

إرادة المصريين تعـــبر التحـديات

جلال عارف
جلال عارف

الحمد لله.. كانت ثقتنا وثقة العالم فى قدرة مصر على إنهاء أزمة السفينة الجانحة بقناة السويس فى محلها. فى أسرع وقت ممكن وبمستوى عالٍ فى التخطيط والتنفيذ، أنهى المصريون الأزمة، وقهرت الإرادة المصرية كل الصعوبات التى صاحبت جنوح السفينة العملاقة، وإلتقط العالم أنفاسه مع أنباء عودة الأمور إلى طبيعتها فى الممر المائى الأهم والأكثر أماناً فى كل الدنيا.
ومع استكمال عملية تعويم السفينة البنمية الجانحة «إيفر جيفين» تبدأ على الفور عمليات عبور السفن المنتظرة والتى زاد عددها على 350 سفينة. والإدارة المصرية جاهزة للعمل على مدى ساعات اليوم لإنهاء هذه المهمة خلال ثلاثة أو أربعة أيام فقط، لتعود بعدها الأوضاع الطبيعية ومعدلات السفن العابرة المعتادة.
ولا شك أن تعاملنا مع الأزمة بهذا الأداء الذى يعتمد على العلم والخبرة العالية التى يمتلكها أبناؤنا يضاعف من ثقة العالم الذى تمر 12٪ من تجارته فى قناة السويس، والتى تصور «البعض» أن حادثاً عابراً مثل حادث السفينة الجانحة يمكن أن يؤثر فى هذه الثقة. فبدأوا يتحدثون عن طرق بديلة أو عن مخططات لمشروعات لا يمكن أن تنافس قناة السويس.. لا فى الكفاءة ولا فى الوقت أو التكلفة، ولا فى درجة الأمان فى البلد المستقر الآن.
ثقة العالم التى تتأكد مع تعاملنا فى أزمة السفينة الجانحة الذى استحق تقدير الجميع، يعطينا نحن أيضاً المزيد من الثقة لنمضى  فى مشروعاتنا لتطوير القناة. صحيح أنها مستعدة لعبور أضخم السفن والسفينة إيفرجيفين نفسها سبق لها العبور فى القناة بأمان وهى من بين عشر سفن هى الأضخم فى العالم.. لكن طموحاتنا لا ينبغى أن تتوقف لتطوير القناة لتظل الأفضل والأهم لتجارة العالم على الدوام، ولعل من عارضوا مشروع التفريعة الجديدة يدركون الآن أهمية أن نستكملها لنكون جاهزين لكل الاحتمالات!
ويبقى دائما الدرس الأهم.. وهو أن إرادة المصريين قادرة على قهر كل التحديات، وليس أفضل من قناة السويس رمزاً للإرادة الوطنية التى لا تعرف المستحيل.