في ذكري وفاة عبدالحليم حافظ.. أزمات سببتها قارئة الفنجان

 العندليب عبدالحليم حافظ
العندليب عبدالحليم حافظ

ساعات قليلة تفصلنا عن ذكرى وفاة العندليب عبدالحليم حافظ، الذي رحل عن عالمنا في 30 مارس عام 1977 بعد أن قدم العديد من الأعمال التي ظلت حتى الآن محفورة في وجدان الجمهور العربي والمحب لأغانيه بشكل خاص.

 

ولكل أغنية قدمها العندليب كواليسها وأسرارها الخاصة، وتعد أغنية "قارئة الفنجان" أحد أهم الأغاني التى قدمها عبد الحليم خاصة أنه غناها قبل رحيله بعام واحد لتكون آخر أغانيه. 

 

وغنى العندليب، هذه القصيدة في حفله المعتاد بنادي الترسانة في عيد الربيع عام 1976، وهي أشعار نزار قباني وتلحين محمد الموجي.

 

وقال العندليب في حديث عن هذه الأغنية إن نزار قباني عندما كتب قصيدة "قارئة الفنجان" أرسلها له مباشرة وأرفقها بمكتوب يحثه على تقديمها والخروج بفضلها عن السائد والمألوف، وأنه لم ير في غيره جرأة القيام بذلك. 

 

الأغنية مرت بأزمة كان من الممكن أن تقضى عليها في مهدها، إذ حدث احتباس في صوت محمد الموجي، فكانت هناك صعوبة في نقل اللحن إلى نوتات موسيقية، وعندما انتهى نقل النوتات، كان لا يزال على موعد الحفل 12 يوما فقط، وكان عبد الحليم يعتاد على إجراء البروفات فى 45 يوما، فقرر عبد الحليم إلغاء الحفل، لكنه تراجع بتأييد من صديقه مجدى العمروسى، وبعد أن حرص أعضاء الفرقة الماسية، وعلى رأسهم قائدها أحمد فؤاد حسن، بأن يعملوا 12 ساعة يوميًا على التدريبات. 

 

كانت كلمات الأغنية صعبة فبذل حليم فيها قصارى جهده، وتعرض بسببها لنزيف حاد عدة مرات، إلا أنه حرص على تقديمها بكل دقة ونجاح ولكن هذا لم يلق مردود إيجابى خلال الحفل. 

 

توقف العندليب عن الغناء، خلال الحفل بسبب حالة من الهرج والمرج للجمهور الذى أطلق الصفافير والرقص في منتصف الصالة.

 

ازداد الموقف حدة بصعود شخص إلى المسرح حاملًا معه بدلة بألوان "فاقعة" ومرسوم عليها فناجين قهوة ليهديها لعبد الحليم حافظ وكأنه يغني إعلانًا عن البن، فشكره عبد الحليم، ورفض تسلمها فاتهمه هذا الشخص بالتكبر قبل أن ينزله حرس المسرح، فكانت الحفلة خاسرة بكل المقاييس وخصمت من رصيد عبد الحليم الكثير.

 

وحاول حليم مرارا أن يبرر ما حدث فى الحفل فى الصحف، ولكن تعرض لمزيد من الهجوم الشرس، وأوضح عبدالحليم أنه في السابق كان بعض الحضور يثير ما أسماه بـ"الشوشرة" خلال حفلاته، لكن ما إن كان يأمرهم بالسكوت حتى يصمتوا، وهو ما لم يحدث في حفل "قارئة الفنجان"، مضيفًا: "واحد جايبلي بدلة وراسملي فنجان قهوة هنا وفنجان قهوة هنا، وكوباية شاي هنا وإزاز كولا هنا.. يعني أغني بلياتشو؟؟"، وتابع: "ياريته كان جابهالي في الأوضة كتر ألف خيره، مش يجيلي في المسرح، في لحظة لقيت إن أنا بغني وكل الناس بتبص على البدلة".