حكاوي الحضري

سطو جماعى على ملوك مصر القديمة

أحمس كاتب صهيوني حاول السطو علي انجازه لصالح بني اسرائيل
أحمس كاتب صهيوني حاول السطو علي انجازه لصالح بني اسرائيل

أحمس‭ ‬لم‭ ‬يطرد‭ ‬الهكسوس‭.. ‬حتشبسوت‭ ‬ملكة‭ ‬سبأ‭.. ‬وتحتمس‭ ‬الثالث‭ ‬نهب‭ ‬مملكة‭ ‬سُليمان‭!!‬

وفقا للمعلومات التاريخية، قام أحمس بتحرير مصر من الهكسوس عام 1550 قبل الميلاد، ويُفترض أن شاؤول، أحد ملوك بنى إسرائيل، عاش عام 1000 ق.م.، لكن فليكوفسكى تلاعب بالزمن، ليجعلهما يعيشان فى العصر ذاته! وبعد سلسلة من المزاعم يصل إلى ذُروة الخرافة، حين يقول إن شاؤول هو مُحرر مصر من الهكسوس، لكن المصريين نسبوا إنجازه الضخم لأحمس.

وتبلغ الصفاقة حدودها القصوى حين يقول:"هناك ديْن تاريخى يدين به الشرق الأدنى، لنيله حريته وتخليصه من نير عبودية الهكسوس على يد شاؤول، لكن أعماله العظيمة لم تُقدّر، بل حتى لم يُعترف بها(....) ومن جديد نهضتْ مصر لتبنى قوتها مرة أخرى، وتستعيد إشراقها بعدما تحررتْ من عبودية دامت لمئات السنين، وكان محررها هو أحد أحفاد اليهود الذين كانوا عبيدا فى مصر!!

بعد أن سطا على إنجاز أحمس، استهدف المؤلف الصهيونى حتشبسوت، وتعجّب من عدم وجود أى اتصال لها مع النبى سليمان، رغم أنهما عاشا− وفق خيالاته− فى العصر نفسه. لجأ من جديد إلى مزاعمه، وادّعى أن رحلة حتشبسوت المُسجّلة فى معبدها بالدير البحري، لم تكن إلى بلاد بونت" الصومال"، بل إلى أورشليم حيث قابلت سليمان! ويقوم بتحريف النقوش التى تؤرخ لرحلة بونت، ويجعلها توثيقا لزيارتها أورشليم!! ويختار من تلك النصوص عبارة ترددت على لسان المصريين، أكدوا فيها أن هذا الإنجاز العظيم لم يحدث منذ بداية الخليقة. وينسبها إلى حتشبسوت نفسها، ويزعم أنها قالتها عندما انبهرت بما شاهدتْه فى قصر سليمان.

وتناسى الرجل أن الزمن ليس العائق الوحيد أمام افتراضاته، فهناك فوارق عديدة على مستوى التفاصيل نفسها، على رأسها أن حتشبسوت لم تخرج أساسا مع رحلة بونت، بينما تذكر القصص الدينية أن بلقيس ذهبتْ بنفسها للقاء سليمان.

وفى مغامرة ثالثة يدّعى الكاتب الصهيوني، أن تحتمس الثالث سطا على ثروات مملكة سُليمان، وكالعادة يقرأ نقوش الكرنك وفق هواه، ويتخيّل أنها تقدم وصفاً تفصيلياً للثروات المنهوبة، فيقول:" فى نقوش جدار معبد الكرنك، لدينا معلومات مفصلة وممتازة لأوانى وأثاث هيكل سليمان، وهى أكثر تفصيلاً من ذلك النقش الموجود على قوس تيتوس فى روما، والذى يُظهر بضعة شمعدانات وبعض الآنية المسلوبة من الهيكل الثاني، جُلبت إلى عاصمة الرومان بعد ألف عام من نهب المعبد الأول على أيدى المصريين"!!

بهذه الحلقة نُنهى سلسلة استهدفت فضح محاولات نهب حضارتنا. ساهم فيها بعضنا بقصد أو دون قصد، والمطلوب فقط من القرّاء ألا يستسلموا لجاذبية هذه الأساطير المعاصرة.