مصر أمان بفضل شبابها

تياترو الصعيد.. مسرح يحيي التراث الأصيل

اثناء عرض فقرة مسرحية
اثناء عرض فقرة مسرحية

حلم تحول إلى حقيقة على أرض الصعيد، شباب عشق الفن المسرحى منذ نعومة أظافره، مواهب تؤمن بذاتها وبقدرة الفنون على تغيير الواقع وزرع أفكار مستنيرة والمشاركة فى التوعية المجتمعية، وبما أن بيئة نشأتهم هى صعيد مصر، فكان الهدف إحياء تراث الجنوب المصرى وبما يحمله من جمال وأصالة وتفرد وثقافة خاصة تجعله مميزًا عن أى مكان فى العالم، والمسرح هو وسيلة وغاية، فمن خلال مجموعة من المبادرات المبدأية التي تبناها 14 شابا وفتاة بدأ الحلم والمشروع الكبير الذى تحول حاليًا إلى مسرح كبير وأكاديمية للتمثيل المسرحى يتقدم إليها الموهوبون وينتقون منها من يصلح للانضمام إليهم، بالإضافة إلى تقديم مجموعة من الكورسات الفنية لتطوير الموهوبين، كل ذلك بشكل غير هادف للربح، حتى يخرج إلى النور "تياترو الصعيد".

 

قال كيرو صابر، مؤسس تياترو الصعيد، من محافظة المنيا، إنه يعشق المسرح منذ صغره ويراه يقدم رسالة ويحمل مواهب مميزة، وعلى الرغم من دراسته فى كلية التجارة، إلا أن ذلك لم يمنعه من الحصول على عشرات الشهادات فى مجال التمثيل والمسرح والإخراج، وأنه فى البداية بدأ بتكوين فريق "بره الصندوق" والذى تكون من 14 شابا وفتاة من محافظات الجنوب أبرزها بنى سويف والمنيا وأسيوط، وكان فى البداية يشرف على إخراج بعض العروض بشكل عام ولم يكن يتخيل أن يصل الأمر إلى تأسيس فريق مسرحى يصل عدده حاليًا إلى 200 عضو، وإلى تأسيس أكاديمية ملحقة به لتخريج أكثر من 18 دفعة من المواهب المتعددة، وتخرج ما يقرب من 300 طالب.

 

مواهب رائعة وناجحة ولكن لا يعلم عنها أحد شيئا، فهم لا يزالون فى عداد المغمورين، ينتظرون أى فرصة للظهور والتعبير عن فنهم، والكثير يعتقد أن شباب الصعيد ما هم سوى مزارعين وموظفين بلهجات ونبرات مختلفة، فمن هنا جاءت فكرة إظهار تلك المواهب، وقدم التياترو مسرحية "الجنوب تحت" وهى تهكم على نظرة الناس للصعيد، وأخرى باسم "الموجوعة"، وذلك بعد عقد ورش عمل فى القرى والمراكز، فيضيف كيرو أن العروض المسرحية التى يتم عرضها معظم أفكارها تخص إحياء الأفكار الإيجابية وتصحيح المفاهيم المغلوطة عن أهل الصعيد بدءا من اللهجة التى يخطئ الكثيرون فى تجسيدها على الشاشة أو المسرح، مرورًا بالعادات والتقاليد والانطباع المأخوذ عن الجنوب.

 

فى جميع أنحاء الجمهورية تجد فريق تياترو الصعيد يقدم العروض الخاصة به، ويعتمد فى تطوير ذاته على المبالغ التى يربحها نتيجة شراء تذاكر العروض، وقد حضر منذ تأسيسه عام 2014 ما يقرب من 28 ألف مشاهد والأعداد فى ازدياد وتشهد تطورا ملحوظا فى الآونة الأخيرة، ويتمنون لو وجدوا من يرعاهم ماديًا وأن يجدوا الدعم اللازم للاستمرار فى هذا المشروع الفنى الذى يقدم مواهب وأفكارا لا تقل عن المشاهير الذين نراهم فى العروض الكبيرة وعلى شاشة التلفزيون لكن يحتاجون إلى الدعم.. هناك ما يميز أيضًأ تياترو الصعيد والأكاديمية الملحقة لتطوير المواهب هو ان هناك تدريبا للأطفال وصغار السن على التمثيل ويتلقون ورشات فنية لإثقال الموهبة فيهم وهذا غير متوفر فى العديد من الأكاديميات والتى يتم تقديمها بشكل مجانى.