حكايات الحوادث| فضيحة في شهر للعسل‎

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

وقفت الزوجة الشابة بجوار النافذة داخل محكمة الأسرة بزنانيري، تنظر إلى السماء، وكأنها تعاتب نفسها على شيء فعلته، تتملكها حالة من القلق، وعينيها غائرتين، تنظر إلى الساعة، تضغط على قبضتا يديها في عصبية، وتوتر.

اقرأ أيضاً| رئيس الحي أمام النيابة للاستماع لأقواله في انهيار عقار جسر السويس

وبخطوات يشوبها خزي، وعار، وشعور بالهزيمة، انهارت فوق  أقرب أمام أعضاء هيئة تسوية المنازعات، غطت وجهها لبيديها بيديها، منكسة الرأس، وبصوت يشوبه حدة قالت: لم أحسب حساب هذا اليوم، لأن من الصعب أن نبحث عن الصدق في عصر الخيانة، وعن الحب في قلوب جبانة، ومن الأفضل أن يكون أمامك أسد مفترس، عن أن يكون وراءك كلب خائن.

وبصوت مضطرب تكمل حديثها قائلة: لقد تزوجت من ١٧ يوما، وكان زوجي الذي لبث عباءة الطيبة، والأدب مثال الزوج الذي تتمناه كل فتاة، وطوال فترة الخطوبة لم أجد منه غير حلو الكلام، هادئ الطباع، اعتقدت بأنني محظوظة، لكن الله كشف أمره، حيث إنني طلبت منه أن أذهب للاطمئنان على أمي المريضة، والقعيدة، في هذا اليوم الذي شعرت فيه وكأنني لست امرأة، حيث أثناء عودتي، تردد على مسامعي صوت من داخل غرفة نومي، شلت المفاجأة كياني، وتملكت قدماي رعشة، وفجأة وبدون مقدمات هرولت مسرعة، وقمت بفتح باب غرفة النوم، حتى كاد أن يشعر علي من هول الموقف، حيث زوجي في وضع مخل مع إحدى السيدات، فوق سرير نومي، فانطلقت مني صرخات مدوية، يسبقها غيظ، وغضب، وحنق، حاول أن يكتم أنفاسي خشية الفضيحة، لكنني لم أقوى على تحمل المشهد الذي وقعت عيناي عليه، بينما أخذت المرأة تبكي في هيستيرية تطلب مني أن أسامحها، وهذه ستكون توبتها الأخيرة، لكن كان قد تجمع الجيران، وازدادت حالتي النفسية سوءا، وأمسكت بها في المحمول، وقمت بالاتصال بشرطة النجدة، كي يتم ضبط زوجي، وعشيرته في حالة تلبس، غير إنني ودون أن أعطي لنفسي فرصة للهدوء، هداني شيطاني أن اتصل بزوجها أيضا، وذهبنا جميعا إلى قسم الشرطة، واتهمها زوجها بالزنا.

لذا أتقدم برفع دعوى طلاق منه، مع الاحتفاظ بكل حقوقي، بعد أن خدعني، وتسبب في فضيحة أثناء اليوم السابع عشر من شهر العسل.
وبدموع منهمرة تختتم حديثها قائلة: ارجو منكم أن تقنعوني بأي شيئ إلا الخيانة، لأنها تحطم القلوب، وتنزع الحياة من أحشاء الروح.