آخر كلام

‎إقرارات الضرائب العقارية وثقافة اللحظات الأخيرة

أحمد هاشم
أحمد هاشم

تلقيت على مدى الأيام الماضية عشرات الأسئلة من المحيطين بى عن إقرارات الضريبة العقارية، وعن كيفية تقديمها، والمستندات المطلوبة عند تقديم الاقرار، وكيفية حساب الضريبة، وطرق سدادها، وهل هناك فائدة لتقديم الاقرار، أو غرامة أو عقوبة على عدم تقديمه؟، وهل هناك ضرورة لتقديم الاقرار لصحاب العقارات المعفاة من الضريبة، وغيرها من الأسئلة التى تشغل بال أصحاب الوحدات السكنية، والتى يستطيع أى مواطن معرفة إجابتها خلال لحظات إذا دخل على الموقع الالكترونى لمصلحة الضرائب العقارية.
وتكشف هذه الأسئلة عن المشكلة التى نعانى منها كمجتمع،  وهى «ثقافة العمل أو التحرك فى اللحظات الأخيرة» التى تسيطر على غالبية المصريين، فالتلاميذ والطلاب لا يذاكرون إلا فى الأيام الأخيرة التى تسبق الامتحانات، كما ننتظر اقتراب حلول شهر رمضان لنتزاحم فى الأسواق والمتاجر لشراء مستلزماته، هكذا تعودنا وتربينا منذ الصغر، وهى الثقافة التى تكبدنا الكثير من الخسائر على جميع المستويات.
لقد أعلنت مصلحة الضرائب العقارية مرارا وتكرارا عن انتهاء موسم تقديم الاقرارات فى 31 ديسمبر 2020 قبل أن تعود وتعلن - قبل انتهاء الموعد بأيام- عن مد الموسم الى نهاية مارس الحالى بسبب انتشار  فيروس كورونا، وحرصا منها على صحة المواطنين والعاملين بالمصلحة على حد سواء، ولكن المواطنين لم ينتبهوا لذلك، وتذكروا منذ أيام قليلة أن الموسم قارب على الانتهاء فبدأوا فى التحرك والسؤال عن كيفية تقديم الاقرارات، ومن المتوقع وبسبب ثقافة الانتظار إلى اللحظات الأخيرة أن تزدحم مأموريات الضرائب العقارية بالمكلفين- الممولين- من أصحاب العقارات خلال الأيام المقبلة وحتى الأربعاء القادم لتقديم اقراراتهم الضريبية، رغم أنه كان أمامهم نحو 9 أشهر لتقديم الاقرارات بسهولة ويسر، ودون تزاحم، خاصة ان المصلحة تتيح لأصحاب العقارات تقديم الاقرار فى  أى مأمورية ضرائب عقارية، دون التقيد بالمأمورية التابع لها العقار، كما أن المصلحة تتيح تقديم الاقرار الكترونيا عبر بوابة مصر الرقمية.  
وينطبق نفس الأمر على تقديم اقرارات ضرائب الدخل للأفراد، حيث ينتهى الموسم الخاص بتقديم اقراراتهم يوم الأربعاء القادم، ورغم أن مصلحة الضرائب قررت وأعلنت  أن تقديم الاقرارات سيتم الكترونيا فقط، ورغم تحذيراتها المستمرة بأنه لن يتم مد الموسم عن الموعد المحدد، إلا انه من  المتوقع أن تكتظ المأموريات بالممولين الراغبين فى تقديم اقراراتهم وسداد الضريبة المستحقة عليهم فى اللحظات الأخيرة لموسم تقديم الاقرارات، وهو ما يحدث كل عام بسبب ثقافة اللحظات الأخيرة.