عاجل

مجرد فكرة

لم تكن مصادفة

محمود سالم
محمود سالم

طالما وجدت العقول وجدت الحلول .. هكذا يؤمن وزير الموارد المائية والرى د. محمد عبد العاطى .. والحقيقة أن الحق كله معه لكونه يستند إلى تاريخ طويل لمدرسة الرى المصرية التى ينتشر مهندسوها فى مصر ومختلف أرجاء العالم والذين يتمتعون بسمعة دولية لا نظير لها .. الوزير كان يتحدث عن التحديات التى تواجه مصر فى مجال المياه والتى كانت ومازالت أهم الملفات التى تحتل مكان الصدارة فى اهتمامات كل الدول باعتبارها أساس بقاء الإنسان وقلب وركيزة التنمية على حد قول المهندس معتز رسلان رئيس مجلس الأعمال المصرى الكندى الذى استضاف الوزير .. هذا الملف أصبح مؤخرا يمثل تهديدا وتحديا عالميا ينذر بتبعات خطيرة فى ظل النموالسكانى المتسارع وتزايد استهلاك المياه ليتحول الحديث من نقص إلى شح المياه . وهنا يتذكر المهندس رسلان المقولة الشهيرة للمؤرخ اليونانى هيرودوت «مصر هبة النيل»  فلم تكن مصادفة أن يربط مصر بالنيل  أساس بدء الحضارة واستمرار كافة أشكال التنمية فى مصر . كما تذكر القول بأن الصراع القادم سيكون بسبب المياه وليس السياسة . 
المهم الخطوة الأولى كما يقول الأمريكى مالكوم إكس والتى تكمن فى عدم الاستسلام للظروف المحيطة، وهى المقولة التى تجسد رؤية القيادة السياسية فى إدارة جميع الملفات وليس المياه فقط . تلك التحديات يراها الوزير  فرصة تستهدف حسن التعامل مع الصدمات، ولعل أهم تلك التحديات أن 57 % من احتياجات مصر المائية تعتمد على النيل وأن حصة مصر تبلغ نحو55 مليار متر مكعب سنويا والاحتياجات نحو114 مليارا، ومن هنا تأتى الخطوات التى تنفذها مصر حاليا ومنذ فترة لترشيد استخدام المياه سواء ما يتعلق بتبطين الترع أو إعادة استخدام مياه الصرف أو تحلية مياه البحر وهى الخطوات التى تتكلف مئات المليارات من الجنيهات . ومع كل هذا ليست هناك نية لتسعير مياه الرى . 
والمهم مايشغل الرأى العام وهو سد النهضة الأثيوبى فلا تنازل عن نقطة واحدة من حصة مصر فى مياه النيل، وأن التفاوض لا يتطرق إلى الحصص بل يتناول ملء الخزان وتشغيل السد بما لا يؤثر على حصتها والمهم أيضا أن المشكلة تكمن فى سنوات الجفاف.
 وفى الظروف العادية المياه قادمة قادمة  لا محالة .. والأهم ما قيل بأن مصر لم تستنفذ كل وسائلها بشأن التعامل مع مشكلة سد النهضة .. وبالمناسة هو قول لم يكن مصادفة أيضا !