أما قبل

الرسالة وصلت !

إبراهيم المنيسى
إبراهيم المنيسى

لا أدرى، حتى لحظة كتابة هذه السطور، كيف حسم الكابتن حسام البدرى قضية شارة كابتن منتخب مصر ومن الذى نال هذا الشرف فى مباراة المنتخب الوطنى مع كينيا بنيروبى والتى تأتى كتابة هذه السطور قبل بدايتها لكن ما نعرفه جيدا هو أنه لكل قاعدة استثناء خصوصا عندما تكون قوة هذا الاستثناء من النوع غير القابل كثيرا للتكرار.
محمد صلاح النجم العالمى الذى عاد للمنتخب بنفس مفتوحة وبصفحة جديدة، كان من الواضح منذ مجيئه هذه المرة لمعسكر المنتخب أنه تخلص من آثار خلاف سابق له مع جهاز المنتخب السابق ومجلس ادارة الاتحاد المعزول بعد كأس الأمم وفشل الفريق فيها بالقاهرة..وكذلك ابتعاد وكيل أعماله عن المشهد قليلا..
صلاح لا يتصرف بالصدفة وخطواته معدودة ومحسوبة ومن ثم وجدنا فى حرصه على حمل كرات وأدوات التدريب فى معسكر المنتخب رسالة مهمة وواضحة وصريحة : أنا تحت أمر بلدى ولو كنت «شيال الكور».. الرسالة وصلت يا ابومكة !
وعود على بدء نقول انه اذا كان الثابت فى نظام شارة الكابتن هو بالأقدمية أى بأسبقية اللعب الدولى وهو نظام يحترم مهما كان التحفظ على نتيجته أحيانا. لكنه يفض الاشتباك ويريح الدماغ بالنسبة للجهاز الفنى للفريق، فإن هناك استثناء لهذه القاعدة يجب أن يوضع فى الاعتبار عندما يكون الأمر مستحقا.. وهل هناك فرصة أخرى تعادل وجود لاعب عالمى بالفريق بحجم وأهمية وتأثير وشعبية محمد صلاح.. هل كل يوم سيظهر لدينا لاعب عالمى ينافس على أهم الألقاب وأغلاها فى الدنيا ؟
مع كل الاحترام والتقدير لجميع اللاعبين وتاريخهم وأقدمية كل منهم، عندما يكون محمد صلاح فى الواجهة كقائد لمنتخب وطنه فهذا قبل أن يكون تشريفا له وهذا مؤكد، هو حفظ لقيمة الشارة وتعظيم لدور الكابتن وتقدير لصورة منتخب مصر حين يضطلع
نجم عالمى بحجم الفرعون بمهام قائد منتخب وطنه علاوة على ما فى هذا من تعظيم للقيم التسويقية للفريق.. وهل ننسى عندما دخل مسئولو الاتحاد السابقون فى خلاف مع صلاح ووكيله قبيل كأس العالم بسبب الحقوق التسويقية..
امنحوا صلاح الشارة، احتفاء به وتقديرا له واحتراما لمكانته العالمية واستثمارا لقيمته فى الواجهة، حتى وان ظهر متغاضيا عنها مترفعا، أو محرجا من زملائه، فهذا التقدير تفعله المنتخبات العالمية الكبرى حين يتواجد بين لاعبيها نجوم استثنائيون.. فعلتها الارجنتين مع مارادونا ثم ميسى ونال كريستيانو رونالدو شرف قيادة منتخب البرتغال وهو الأصغر والأحدث من كثير من زملائه، وكذلك تفعل الفرق الكبيرة مع نجومها الكبار فى القيمة والتأثير.. هذا ليس خرقا للنظام الروتينى المرتبط بثقافة شهادة الميلاد وقيمتها كمسوغ للتمييز، لكنه شرف القيادة وتعظيم القيمة وحفظ الحقوق الاستثنائية.. وصلاح مش شوية !