أشهر الخلفاء العباسيين وأكثرهم جدلًا..

في ذكرى وفاته | حكاية هارون الرشيد مع حاكمة الروم

هارون الرشيد
هارون الرشيد

في مثل هذا اليوم؛ تحل علينا ذكرى وفاة هارون الرشيد الخليفة العباسي الخامس، أشهر الخلفاء العباسيين، وأكثرهم جدلًا.

على مر التاريخ ترددت أساطير عن شخصة هارون الرشيد وكل منها يروي على حسب خلفية الراوي، فالبعض يصوره بحاكم كان يحب النساء، والرفاهية والكنوز، والآخرين يرون أنه خليفة شجاع وذكي، متصوف يخاف الله ويحب رسوله وآل بيته، سريع الغضب إذا أساء أحد لكلام الله، كان يصلي مائة ركعة كل يوم تقربا لله سبحانه وتعالى.

لم يكن اسمه الحقيقي هو هارون الرشيد، ولكنه هارون بن محمد بن المنصور، ولقبه أبوه بالرشيد، بعدما أرسله على رأس جيش كبير مكون من 95793 رجلا لغزو الروم، وكان حينها يبلغ عشرون عاماً، ووصل جنود الرشيد خليج البحر المطل على القسطنطينية، وكانت تحكمهم أيرين زوجة أليون الملقبة بأغسطه وكانت وصية على العرش لابنها قسطنطين البالغ من العمر تسع سنوات.

اقرأ أيضا| وزيرة الثقافة تكرم الأمهات المثاليات من نجمات الفن بدار الأوبرا | صور

وعندما رأت الحاكمة القتل في الروم فقامت بطلب الصلح من الرشيد على أن تدفع له سبعين ألف دينار كل سنة، فقبل ذلك، وأرسلت معه الهدايا لوالده الخليفة المهدي وتعاهدت مع "الرشيد" على هدنة لمدة ثلاثة سنوات.

وعندما عاد هارون إلى بغداد، فرح والده المهدي بانتصار ابنه وأطلق عليه لقب الرشيد ومنحه البيعة ليصبح ولي العهد بعد أخيه الأكبر موسى الهادي ويكون هارون الرشيد ولي العهد الثاني، وعقب وفاة والده وبعدها أخيه انتقلت الخلافة لهارون الرشيد.

وحرص هارون الرشيد على متابعة أمور الرعية بنفسه، فكان يتنكر وينزل للأسواق بنفسه، ليعرف ما يقال عنه، ويتابع أحوال الناس واحتياجاتهم، وأطلق المؤرخون على العصر الذي تولى فيه هارون الرشيد الخلافة بالعصر الإسلامي الذهبي، وذلك لتميزه بالحضارة والعلوم والازدهار الثقافي والديني.

 

يذكر أن هارون الرشيد أسس المكتبة الأسطورية بيت الحكمة في بغداد، وبدأت بغداد خلال فترة حكمه بالازدهار كمركز للمعرفة والثقافة والتجارة.