سماء مدريد تبوح بأسرار التفوق السياحي | بالصور

مدريد
مدريد

رصدت الفنانة التشكيلية رحاب فاروق مواقع سياحية بمدريد من خلال التلفريك وسجلت كاميرتها معالم طبيعية بمدريد من سفوح الجبال والتلال حيث يرتفع بك التلفريك اربعين مترًا فوق سطح الأرض ، يأخذك في رحلة تري فيها مدريد من شرقها إلي غربها، رحلة مدتها إحدي عشرة دقيقة فقط، لمسافة 2.5كم تأخذك لمشاهدة معالم مدريد السياحية الرئيسية مثل كاتدرائية المدينة) فإسمها مشتق من العربية!! وهي واحدة من أضخم الكنائس وهي قريبة جدًا من قصر الشرق الملكي..وتم تجديدها بنهاية 1993.

ويستكمل خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان مدير عام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمى بجنوب سيناء بوزارة السياحة والآثار الرحلة موضحًا أن مدريد تضم معبد مصرى قديم يساهم فى الإقبال السياحى الكبير على مدريد وهو معبد دابود الذى يقع وسط حديقة إسبانية شهيرة بمنتزه باركي ديل أوستي، وبالقرب من قصر الشرق الملكي!!

والمعبد تم بناؤه في الأصل على بعد 15 كم جنوب مدينة أسوان بالقرب من الشلال الأول بالنيل في منطقة دابود على الضفة الغربية لبحيرة ناصر، وتم بناؤه لإيزيس بجزيرة فيلة، في العام الثاني قبل الميلاد وقام إدخاليمانى ملك الكوشيين من مروي ببناء غرفة تعبد صغيرة وأهداها للمعبود آمون، وخلال حكم بطليموس السادس وبطليموس الثامن وبطليموس الثانى عشر في العصر البطلمى تم توسعة الغرفة من جهاتها الأربعة لتصبح معبد صغير بمساحة 15 م طول ، 12 م عرض وتم إهداؤه إلى المعبودة إيزيس في فيلة، وقد أكمل الإمبراطوران الرومانيان أوغسطس وطيباريوس تزيين المعبد.

ويتابع الدكتور ريحان أنه من أجمل المشاهد التي ستقع عينك عليها من التلفريك وأروعها نهر المنثاناريس أي النهر التفاحي.. فالتفاحة بالإسبانية "مانثانا" و التلفريك نقطة انطلاقه من شرق هذا النهر..وينتهي بأكبر مدينة للألعاب الترفيهية (parque de atracciones)، والتي تقع داخل حدائق المورو وهو اسم يطلقونه الإسبان علي المسلمين هناك و التي بداخلها حديقة الحيوان الرائعة أيضا .

وإسبانيا مليئة بالنُصُب التذكارية ، والمعارض والمنحوتات، تري الفن بكل ميدان و بواجهة أي سوق وتجمع الموسيقيين بكل مكان وكل محطة وداخل كل مترو، تسمع الموسيقي من مختلف الآلات ومختلف سنون العازفين ، وتجد الفنانين بكل ساحة، يرسمون لك صورة للذكري، تعود بها أدراجك، لتعديك الذكري لنفس المكان سريعًا، كلما نظرت لرسمتك !

ويوضح الدكتور ريحان بأنه سافر إلى إسبانيا مرافقًا لأحد معارض وزارة الآثار وقدم دراسة سياحية كاملة عن كيفية الاستفادة من التجربة الإسبانية فى تطوير السياحة فى مصر حيث أن المقومات السياحية فى مصر وتنوعها تفوق إسبانيا بمراحل، كاشفا أسرار تفوق إسبانيا سياحيًا ومنها؛ الخدمات السياحية المتاحة للزوار، والتى تشجع على زيارة كل موقع بها، ووجود مراكز للمعلومات السياحية بالميادين العامة مزودة بخرائط للمواقع السياحية وكيفية الوصول إليها، وأسعار الخدمات بها وخرائط لشبكة المترو والأتوبيس وكتيبات صغيرة بكل المواقع للتعريف بالخدمات السياحية المتوفرة .

وأوضح أن إسبانيا تتمتع بالاستغلال الأمثل للمواقع السياحية، ففى المناطق الجبلية تجد شبكة تيليفريك تربطها بعضها البعض، مع تيسير صعود هذه الجبال بالسيارات أو على الأقدام، والمنتجات التى تباع بالمواقع السياحية تكون مناسبة لطبيعة الموقع بحيث تربطك بالمكان.

ولفت الدكتور ريحان إلى أن أسبانيا تختفى بها مظاهر التلوث السمعى والبصرى، فيشعر الزائر بالارتياح النفسى، فلا يقع بصره على شيء إلا وأحس بجماله فهناك بانوراما للجمال فى كل موقع، تتيح للزائر رؤية بصرية راقية لكل موقع على حده ورؤية بصرية لكل معالم المدن السياحية، كما أن إسبانيا كلها لوحات فنية لا تقبع داخل المعارض بل هى فى الشوارع والميادين ومحطات المترو الكبار والصغار، يرسمون لوحات فى كل المواقع السياحية، وإسبانيا كلها موقع سياحى كبير تستقبلك الزهور التى تصطف فى شرفات العمائر وعلى جانبى الطرقات وكأنهم فى عيد ربيع دائم.

ومما يلفت نظر زائرى إسبانيا احترام الحالات الخاصة وكبار السن، فهناك تجهيزات كاملة بالمواصلات العامة لكيفية نزول سيارات المعوقين بسهولة والأماكن الخاصة بهم تترك فارغة، إذ لم يتواجد أحد منهم مهما كان الأتوبيس مزدحمًا ومعظم المواقع بإسبانيا مفتوحة للزيارة، ومنها المواقع الحكومية، النوادى الرياضية الشهيرة كإستاد برشلونة وقد تجول فيه الدكتور ريحان بحرية كاملة دون ان يعترضه أحد.

كما قدّم الدكتور ريحان دراسة عن متاحف بارشلونة من خلال طرق العرض المتحفى بمتحفين شهيرين ببرشلونة متحف تاريخ كتالونيا ومتحف آثار كتالونيا، ففى متحف تاريخ كتالونيا، تجد كل فاترينة عرض قصة الأثر كاملة وخرائط توضيحية لموقع الكشف الأثرى وصورة للموقع، وطريقة الكشف وشاشة عرض داخل الفترينة تشرح مراحل العمل الأثرى لكشف هذا الأثر، كما يوجد رسم توضيحى لكيفية صناعة القطعة المعروضة وكيفية استعمالها، وهناك ربط بين الماضى والحاضر، ففى قاعة عرض أدوات وبذور خاصة بالزراعة تجد مزرعة بها نباتات البذور المعروضة وشرح كيفية طرق الرى عن طريق نموذج للساقية الخشبية التى كانت مستعملة وفى قسم خاص بالآثار المسيحية، تم عمل ماكيتات كاملة من الخشب للأديرة والكنائس للتعرف على الطرز المعمارية والفنية وبالمتحف عدد من أجهزة الكمبيوتر لعرض أى معلومات خاصة بالقطع المعروضة.

ويضم متحف آثار كتالونيا آثار ما قبل التاريخ حتى العصور الوسطى ونجد به نموذجًا كاملًا لحياة الإنسان البدائى داخل أحد الكهوف وأدواته وحيواناته، وفى صالة عرض عظام بشرية تجد نموذج كامل للمقابر المحفورة فى الصخر وطريقة الدفن والأدوات التى كانت توضع معه.

اقرأ ايضا|موكب «المومياوات الملكية».. ما لا تعرفه عن تحتمس الأول والثاني