أول سطر

"الست" دى أمى

طاهر قابيل
طاهر قابيل

أعتقد أن حالة من الحب الشديد التى جمعت التوءم "مصطفى وعلى أمين" بوالدتهما كانت الشرارة الأولى التى انطلقت عام 1956 لاقتراحهما باقتراح عيد للأم حتى يتمكن الابن أو الابنة للتعبير عن حبهما وتقديرهما لوالدتهما أو لأى أنثى فى الوجود.. وزاد من الأم الكاتبان الكبيرين - رحمة الله عليهما - أن إحدى السيدات زارتهما فى مكتبهما "بأخبار اليوم" تشكو من أن ابنها لم يعد يهتم بها أو يسأل عنها منذ أن تزوج.. وتكررت "الصورة" والأحداث مع أم أخرى تعانى من جحود أولادها.. واختارا التوءم "يوم 21 مارس" من كل عام حتى يتمكن الأبناء من تقديم حتى "وردة" لأمهم..  ليعيش معنا "عيد الأم" حتى الآن.
 لقد أمرنا رب العزة ووصانا بالرفق بالوالدين وعدم التلفظ بما يغضبهما.. وفى سورة "الإسراء" يقول الله تعالى: «وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَآ أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِى صَغِيرًا».
لم انس فى طفولتى "عيد الأم".. كانت أمى ـ رحمة الله عليها ـ حريصة على أن تشترى لاستاذتى بالمدرسة الابتدائية هديتى البسيطة.. وكنت ودائما أعانى معها فيما تريده من هدايا وأقضى الساعات أعرض عليها ما تستطيع قدراتى المالية والجنيهات البسيطة التى جمعتهم من مصروفى على مدى أشهر لشراء الهدية.. فتبتسم.. وتختتم جلسة "الحب" الأسرى قائلة إنها لا تحتاج شيئا.. وأن ما يسعدها أن أكون وأخوتى بخير.. وأحيانا كانت توفر لى من مصروف البيت عندما نعجز قدراتى لشراء الهدية للمدرسة وتنسى هى نفسها. 
كان حضور الرئيس "السيسى" والسيدة قرينته احتفالية المرأة المصرية وتكريم الأمهات المثاليات لقاء مثمرا جدا.. فالمرأة هى بطلة النجاح لسياسات الدولة وحامية "العرين" عندما أصابه فيروس "كورونا".. وأن تطوير القرى وتوفير الحياة الكريمة دعمت دور السيدات فى المجتمع.. وأكد الرئيس أن انفصال الأزواج أمر صعب.. ولذلك فنحن حريصون أن يكون قانون "الأحوال الشخصية" متوازنا للجميع..  وطالب الرئيس بقانون يمنع زواج الأطفال.. وإعادة النظر فى تكاليف تجهيز "العروسة" بالريف.
لقد أسعدنى أن يتواكب ذلك مع بدء "مجلس الشيوخ" مهامه التشريعية بوضع عقوبات رادعة لجريمة نعانى منها وهى "ختان الإناث".. ومعاقبة "مزارع" بالسجن 3 سنوات والغرامة لتجارته فى أعراض القاصرات.. ولا أنسى كل الأغانى التى شدت بالأم وخاصة أغنية "الست ده أمى" وكل سنة وأنتن طيبات.